زهير عبد القادر
الأردن…هذا البلد الصغير بأمكانياته المالية وموارده الطبيعية…والعظيم بشعبه الطيب المعطاء..وكرم اهله الطيبين…هذا البلد الصغير كان دائما وابدا سباقا لبذل الغالي والنفيس من اجل أمن وسلامة كل من دخل اليه وأستجار به من الدول العربية الشقيقة…وفتح ابوابه على مصراعيها للشعوب المنكوبة والمحتاجة وقدم الكثير الكثير لهؤلاء اللاجئين اليه…وكان لطيبة الأردني وتقاليده وعاداته وكرمه التي تربى عليها من جيل الى جيل الأثر الكبير على ضيوفنا وجعلهم يشعرون بأنهم في وطنهم الثاني وبين اهلهم واخوانهم…ووفر لهم المسكن والحياة الحرة الكريمة …ومنهم من ساهم في بناء وتطور هذا البلد اقتصاديا وعمرانيا واجتماعيا واصبح جزءا من المجتمع الاردني يحترم عاداتنا وتقاليدنا ودستورنا وقوانينا…جاء اخوتنا من العراق ضيوفا على وطن الهاشميين…فرحبنا بهم وهاهم يعيشون بيننا بأمن واستقرار…وقبل ذلك جاء اخواننا من لبنان الشقيق…وهاهم يعيشون بيننا على الرحب والسعة…وجاء اشقاؤنا من فلسطيني الكويت فرحبنا بهم وهاهم يعيشون بيننا ونتقاسم معهم لقمة العيش وشربة الماء…وهانحن نرى في وطننا عددا كبيرا من الاشقاء الليبيين وهانحن نرحب بهم كما رحبنا بأشقائنا من دول اخرى وتبعهم اخواننا من سوريا الشقيقة…ولا ندري من هم ضيوفنا الجدد…
المانيا عاشت التجربة ولكن بشكل اخر ففي بداية المعجزة الاقتصادية أحتاجت الى ايدي عاملة فسمحت لعدد من الطليان والأسبان والأتراك للعمل في مصانعها…وساهموا كعمال ضيوف في الأزدهار الأقتصادي…وطاب لهم العيش (وخاصة العمال الأتراك) في المانيا فأحضروا زوجاتهم وابنائهم واقاربهم ومع الزمن فهموا ان المانيا تخصص مبلغا من المال لكل طفل يولد في المانيا فتكاثروا بسرعة…وبعد ذلك فتحت المانيا ابوابها للمتضررين من الحرب الأهلية في لبنان لأسباب انسانية فحضر الألوف وسجلوا انفسهم كلاجئين وجاء الأيرانيون واقاموا في المانيا لأسباب انسانية وجاء الأفارقة لأسباب انسانية ثم العراقيون لأسباب انسانية…وامتلأت المانيا بللاجئين لأسباب انسانية اضافة الى العدد الهائل من الذين وصلوا المانيا عن طريق السماسرة والمهربين..ودفعت لهم المانيا وما زالت تدفع لهم نقودا وتأمن لهم السكن والتأمين الصحي والماء والكهرباء لأسباب أنسانية …واخيرا عرفت المانيا ان هذه الجموع التي حضرت اليها انما هي فئة من العاطلين والفاشلين في اوطانهم وليس لهم اي نشاط سياسي في وطنهم يعرض حياتهم للخطر وان المهربين يستغلونهم بمبالغ باهظة ويدخلوهم الى الحدود الألمانية بعد ان يكونوا قد مزقوا جوازات سفرهم عمدا حتى لاتستطيع المانيا ارجاعهم من حيث اتوا…
وبعد دخول هذه الاعداد الكبيرة والعاطلة عن العمل والتي دخلت المانيا بطريقة غير مشروعة ازدات نسبة جرائم السرقة وتجارة المخدرات وعمليات السطو على البنوك والمحلات التجارية اضافة الى تجارة الرقيق الابيض.
ومن هنا علينا ان نتعلم من تجربة اصدقائنا الاوروبيين ونحافظ على أردننا من كل هذه السلبيات وان نراقب كعيون الصقر هذه المجموعات التي تدخل الى وطننا تحت مسمى الأنسانية…وعلينا ان نتحقق من كل طلب اقامة يقدم من هؤلاء حتى لانصبح المانيا الثانية لاقدر الله …فبنيتنا التحتية ليست في مستوى المانيا ولا اقتصادنا يحتمل هؤلاء كاقتصاد المانيا…فلنحرص على هذا الوطن وامنه واستقرارة… حمى الله الأردن وشعبه ومليكه .صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com