الإصلاح نيوز- خاص- مبارك حماد/
ما حدث في اليومين الماضيين من انتشار الفرح والسرور في كل انحاء الاردن، ابتهاجا بالحبيب الأبيض، أكد على أن الرونق الشامي لم ينتزع من قلوب الأردنيين .. فلم تستطع الأجواء الحارة في السنوات الأخيرة، ومحاولات ضم الأردن للخليج، ومن ثم قدوم الكوريين للبحث عن نفط الأردن، أن تؤثر على “صخرة” بلاد الشام، وتسحب أحد اضلاعه الأربعة، فلا حرارة الطقس والنفط من مكونات الشام، بل هي الفيروزيات الثلجية التي، تدخل البهجة لنفوس الشاميين .. هو الثلج اذا ما أعاد انارة الشعلة الشامية في قلب العروبة.
هناك صفات شامية من الصعب سلبها من المواطن الأردني .. هو شامي بحت من عيار24 .. يعشق الثلج وبياضه، ويعشق فيروز ونسيم هواها .. تأسره القهوة الصباحية، ويتيم بحروف العزة الثلاثة،” شين فألف فميم “..
رباعية العزة فقدت عزتها بسقوط فلسطينها، ومؤامرة تظهر الان في الأفق لإجهاض ولادة بذرة العزة التي بقيت في الرحم الشامي .. فنرى تآمر المتآمرين لإشعال الفتنة بين الأردن وسوريا، بمباركة خليجية، بل بتحريض معلن واضح. فالأردن الرسمي يعوم على عوم الخليجيين في الموضوع السوري، بحجة أن الأردن لن يخرج عن الإجماع العربي بما يتعلق بسوريا، والحقيقة أنه لا يريد أن يخرج عن الإجماع الخليجي لا العربي.
كيف تتحدث خارجيتنا بلسان الأردنيين، ومن الذي خولها ذلك، ولماذا لم تقم باستفتاء شعبي عندما خاضت مفاوضات الانضمام للخليج ؟! .. لست ضد العروبة والوحدة، بل ضد نزع الروح الشامية من الأردن .. على الأردن أن يهب لنصرة ضلعي المربع الشامي “فلسطين وسوريا”، وعليه أن يسجل موقفا تاريخيا مما يحدث في فلسطين من تهويد للقدس والأقصى، وعليه أن يضغط بشدة على الجرح الدمشقي ليوقف نزيفا نال من درة الشام .. أبعدونا عن خليجهم واتركونا لشامنا، فشامنا عنواننا ولن نقبل بعنوان غيره.
لا أريد أن ألطخ بياض الثلج بألوان السياسة وأطيافها، ولنعود للأبيض الناصع، ولركوة قهوة تغلي على أنغام أغنية “ثلج ثلج عم بتشتي الدنيا ثلج” …
كل ثلجة وأنتم بخير …