أكد الملك عبدالله الثاني أن الربيع العربي “فرصة طال انتظارها للتغلب على المقاومة الداخلية للتغيير من أجل الشروع بعملية إصلاح سياسي ليس لها مثيل”.
وقال الملك، خلال مقابلة حصرية أجرتها معه الصحيفة الربعية السياسية التركية “ديبا نيجار غوكسيل” الجمعة: “على المدى القصير فإن بعض البلدان العربية قد تعبر الشتاء العربي قبل أن تنتقل أزهار الربيع العربي إلى الصيف العربي”.
وأضاف الملك، للمجلة التركية التي تحتفل بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها، “لكن ما يهمنا الآن هو أننا عبرنا بالفعل نقطة التحول ولن تكون هناك عودة للخلف فيما يخص التطلعات المشروعة للشعب الأردني بأن يكون لديهم دور أكبر فيما يخص تنظيم مجتمعاتهم”.
وأعرب الملك عن ثقته على المدى البعيد بما حققه الربيع العربي قائلا:”واثق تماما بأننا سننظر للخلف على الربيع العربي ونتفق بأنه كان أمرا جيدا وأنه حقق حياة افضل لكثير من العرب”.
وأضاف الملك “إنني على ثقة بأننا سنرى في العالم العربي بنهاية المطاف ظهور مجتمعات مدنية حيوية وناشطة وأكثر تعددية وديمقراطية وعدالة ومساواة”، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “لديها واجب أخلاقي للمساعدة بدعم الديمقراطيات العربية الناشئة”.
وفيما يتعلق باجتماعه بزعيم حركة حماس خالد مشعل في كانون الثاني (يناير) الماضي، رفض الملك جميع التكهنات مؤكدا “لن تعيد حماس فتح مكاتبها في الاردن”.
وعلى الرغم من تبني الأردن لفكرة التغيير التي جاءت بها أحداث الربيع العربي، إلا أن الملك لاحظ أيضا وجود “علامات استفهام كبيرة” تتعلق على سبيل المثال بالأزمة السورية وتداعياتها المحتملة على إيران وحزب الله وحماس والعراق.
وبخصوص الشأن السوري قال الملك “من المستحيل في الوقت الراهن التكهن بكيفية تطور الوضع بشكل كامل وشامل، وتقييم انعكاساته على إيران وحزب الله وحماس والعراق وجميع البلدان الأخرى في الشرق الأوسط”.
وتابع الملك “الشيء الوحيد المؤكد هو أن سورية تضع أعباء ومسؤوليات على جيرانها مثل تركيا والأردن حيث بدأت تلوح في الأفق احتمالات لوجود حالات طوارئ إنسانية”.
ومن أجل نزع فتيل أي مواجهة مستقبلية مع إيران قال الملك “يتحتم إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط”، منوها إلى أن “هذا النزاع إذا لم يتم حله، فيمكن أن تكون هناك فرصة لأي جهة من أجل حشد دعم عاطفي من أكثر من مليار مسلم حول العالم لحله”.