الإصلاح نيوز- مروة بني هذيل/
تنتظر فتيات مواسم التنزيلات سواء الشتوية أو الصيفية منها، لتحقيق رغباتهن وميولهن في التسوق، الذي يصل في كثير من الأحيان إلى حالة من “الهوس” المبالغ به في عملية الشراء، التي تجد من يروج لها بشكل جيد من التجار.
وتعتبر العشرينية دعاء درادكة نفسها من الفتيات الذكيات، لأنها تستغل تنزيلات آخر فصل الشتاء لشراء ما يلزمها وتقوم بتخزينه للعام المقبل، وهي تتبع نفس التفكير في تنزيلات آخر فصل الصيف، لتدّخر الملابس للصيف الذي يليه.
وتعترف الطالبة الجامعية رندا الكركي، بهوسها بالتسوق في كل الأوقات، وتتساءل كيف لفتاة تعشق التسوق، وشراء كل ما هو جديد، أن تتمالك نفسها أمام تنزيلات الملابس والأحذية والاكسسوارات لماركات عالمية قد تصل أحياناً الى ما يفوق الـ 60 %؟
ويستغرب الخمسيني أبو علي من الهوس الانثوي في التسوق، إن كان يشكل حالة نفسية، أم حاجة للشراء.. أم مجرد تسلية ومتعة، لكنه يرى أنه يجب على الفتاة أن تقتصد في مصروفها، وتخبئ “قرشها الأبيض ليومها الأسود”، فقد تحتاج إلى المال في أوقات صعبة، ولا تجد من يعينها، وفي ذلك الوقت لا تفيدها كثرة الملابس ولا الأحذية.
وتعتبر الموضة الشغل الشاغل للعشرينية مي جوابرة، لأنها مغرمة بعملية التجديد، وهي بالنسبة لها عادة، تقول “منذ صغري وأنا أحب الزينة واللبس الغريب، وبعد دخولي الجامعة، أحببت أن أتميز بـ(ستايل) خاص بي، فأصبحت من مدمني برامج الموضة، وأثر ذلك على ميزانيتي في شراء كل ما هو جديد، حيث يكثر تسوقي في أيام التنزيلات”، وفقا لما تقول.
ويرى اختصاصي علم النفس الدكتور عون الخُضري، أن انتشار ظاهرة العولمة في ظل التطور التكنولوجي، يغير الكثير من الأفكار بالنسبة للفتاة، فيجعلها تعيش في واقع التحضر والعصرية، وتتبدل عندها المفاهيم، ومن ضمنها مفهوم التسوق، التي يشغل بال الكثير من الفتيات، سواء ما يتعلق بالملابس، أوالأحذية، وغير ذلك.
ويقول “إن المظهر العام للفتاة والشكل الخارجي لها يهمها كثيرا، اذ إن المرأة بطبيعتها تحب أن تظهر بمظهر جميل، فنجد الطفلة تعبث في أدوات الماكياج الخاصة بوالدتها، وتضع منها وتجرب أمام المرآة، وترتدي العقد والإكسسوارات حتى ولو كانت كبيرة عليها، وهذا أمر طبيعي”.
ولكن الخضري، لا يعتبر أن الهوس أمر فطري”، فالشيء الذي يزيد على حده ينقلب لضده، فالفتاة التي تُسرف في أمر التسوق كثيرًا، تخرج بذلك عن النطاق المألوف، ويفترض ضبط الحالة بداخلها حتى لا تتحول الى مرض نفسي.
ويعاني الثلاثيني أمجد الحوراني من تصرفات زوجته، وهوسها في الشراء،”فكلما ادخرت قليلاً من المال، تطلب مني ما ادخرته لتتسوق وتشتري القطع المميزة، وتتحايل عليّ لأحقق لها ما تريد”.
ويقر التاجر أحمد الأيوب، بتزايد الأرباح في مواسم التنزيلات، ويعتبرها “أيام عز”، رغم انخفاض الأسعار، “إلا أننا نربح بشكل كبير في فترة التنزيلات، حيث تتزايد أعداد الزبائن بشكل كبير، طوال أيام التصفية”، لافتا إلى أن موسم التنزيلات ايجابي للتاجر والزبون، لكن لا يمكن اعتماد تدني الأسعار دائماً، لكي لا تقل قيمة القطعة عن سعرها الحقيقي، فالناس عندما يرون السعر الحقيقي والسعر بعد التنزيلات، يكون دافعهم أكبر للشراء.
وتواجه رنا ضغطا أسريا، بسبب تمردها ووصولها إلى مرحلة من الهوس في التسوق، وتقول: “كنت أجد حجة في بداية قصتي مع التسوق أمام أهلي أنني بحاجة لشراء بعض الملابس، لأستطيع الخروج من البيت، ولكن بعد مشاهدتي للمحلات وجمال الأناقة في بضائعها، أصبحت من رواد السوق، وتمردت على ضيق الوضع المادي والفكري لأهلي، وأصبحت أقنعهم ليل نهار لشراء كل ما استطيع”.
ويشير اختصاصي علم الاجتماع الدكتور جمال منصور الى ضرورة تعليم الأهل المسؤولية لأبنائهم في كل شيء، بحيث يكون لديهم الحس العالي مع الأهل، لأن التخلي عن المسؤولية يولد شعورا لديهم بعدم المبالاة، وانعدام التفكير المنطقي.
ويدعو الأهل إلى مساعدة أبنائهم، وبالذات الفتيات إضافة إلى اعطائهن مالاً بقدر الحاجة، ليكون تسوقها ناجحاً، وتحديد ما تريد بشكل منظم، وكذلك تحديد ساعات الخروج للتسوق.
(الغد)