يصل وزير الخارجية ناصر جودة إلى موسكو يوم الأحد بزيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات مع مسؤولين روس تتناول التغيرات التي يشهدها العالم العربي، إضافة إلى الملف السوري والتسوية السلمية في الشرق الأوسط.
وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن “من المقرر أن تتناول المباحثات الأحداث العاصفة التي تشهدها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل “الربيع العربي”، وسيولي الطرفان اهتماما خاصا بتطورات الأوضاع في سورية، إضافة إلى تبادل الآراء حول سبل بلورة موقف مشترك (من هذه التطورات) لكافة الدول المعنية بتسوية الأزمة السورية عبر الطرق السلمية بعيدا عن أي تدخل خارجي، وذلك بهدف ضمان وقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن وإنهاء معاناة السكان المسالمين وحل مشاكل انسانية حادة وانطلاق حوار شامل بين السلطات وكافة فئات المعارضة دون شروط مسبقة، ولكن بمراعاة مبدأ سيادة البلاد”، وفقا لما نقلته وكالة ايتار-تاس الروسية.
وأشار لوكاشيفيتش إلى الدور المهم الذي يلعبه الأردن في معالجة كافة القضايا الإقليمية، مضيفا أن جودة ونظيره الروسي سيرغي لافروف ينويان “إجراء مناقشات مطولة” حول سير عملية التسوية السلمية “مع التأكيد على ضرورة إعادة اطلاق مسيرة التفاوص بين الفلسطينيين والاسرائيليين لكي تتناول كافة مسائل الوضع النهائي للأراضي المحتلة في اطار الأسس القانونية المعروف بها دوليا”.
وينوي الجانبان “إيلاء اهتمام خاص لمناقشة سبل خلق جو ملائم لعودة الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات”. وأضاف الدبلوماسي الروسي ان الاردن يبذل جهودا مكثفة من أجل إخراج عملية السلام من الطريق المسدود، مشيرا الى ان الأردن ساعد على اعداد سلسلة “الاتصالات الاستكشافية” بين كبار المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي أجريت في عمان في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي تطرقه إلى العلاقات الثنائية بين الطرفين، أكد لوكاشيفيتش ان “الأردن يعتبر أحد أهم شركاء روسيا في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن “الحوار السياسي بين الطرفين يتميز بالديناميكية والحيوية، والاتصالات المنتظمة بين مسؤولي الدولتين على مستوى رفيع وعلى مستوى القمة ذات طابع ودي وتتيح مناقشة مختلف القضايا في جو من الثقة المتبادلة”.
وأكد لوكاشيفيتش: “نتابع باهتمام تطورات الأوضاع في الاردن ونشاطر أصدقاءنا الاردنيين رأيهم أن التحقيق الناجح للاصلاحات السياسية والاجتماعية-الاقتصادية يتطلب تحديث الاقتصاد، ومن هذا المنطلق نولي اهتماما خاصا لتنمية التعاون التجاري-الاقتصادي بين البلدين وتوسيعه وتطوير أشكال أخرى للشراكة، وضمنا في اطار “شراكة دوفيل”، معربا عن اعتقاده ان كل الفرص متوفرة لتحقيق هذه الأهداف. وأكد ان مباحثات جودة في موسكو ستتناول مسائل تكثيف التعاون الثنائي، وضمنا في المجالات العسكري-التقني والتجاري-الاقتصادي ومجال الطاقة والزراعة