الإصلاح نيوز/
فرض “الفرعون الصغير” أحمد حسن نفسه كاحد افضل لاعبي خط الوسط الذين انجبتهم الملاعب المصرية وساهموا بتألق الفراعنة على الساحة القارية بطموحه اللامحدود” ورشاقته الكبيرة ومراوغاته وتمريراته الحاسمة التي جعلت منه صانع العاب متميز.
فعلى الرغم من تقدمه في السن (36 عاما)، فان نشاط القلب النابض للفراعنة في الملعب لافت جدا وكانه لا يزال في ريعان شبابه، لا يترك رقعة في الملعب الا وتواجد فيها، يطلب الكرة في كل الاماكن ويبحث عن الثغرات لمد زملائه بالتمريرات الحاسمة، فضلا عن حسه التهديفي بتسجيله 32 هدفا في 179 مباراة دولية.
ويعتبر حسن، الذي اصبح امس عميدا للاعبي العالم برصيد 179 مباراة ليتجاوز رقم محمد الدعيع حارس منتخب السعودية ونادي الهلال السابق (178 مباراة) بدخوله بديلا لمحمد صلاح في الدقيقة 76 من المباراة الدولية الودية التي فازت فيها مصر على النيجر 1-صفر امس الاربعاء في الدوحة، من طينة اللاعبين الذين لا يهدأ لهم بال ابدا كلما كان في ارض الملعب، ويقول في هذا الصدد في تصريح لوكالة فرانس برس: “أنا لاعب محترف وأعرف التزاماتي داخل الملعب واحب دائما القيام بها على اكمل وجه”، مضيفا “هذا هو سر نجاحي في مسيرتي الكروية وسر بقائي في الملاعب حتى هذا العمر. اللعب في وسط الملعب يتطلب مجهودا كبيرا طيلة المباراة وبالتالي يجب ان تكون اللياقة البدنية عالية جدا وهذا ما احرص عليه دائما وبالتالي لم ينل مني التقدم في السن”.
وتابع “هناك امر اخر يزيد حيويتي ونشاطي في الملاعب: انه طموحي الذي لا حدود له، ارغب في الفوز في اكبر عدد من المباريات واحراز اكبر قدر ممكن من الالقاب. كنت امني النفس بالتأهل الى المونديال لكني اصبت بخيبة امل بعد الفشل امام الجزائر، انها كرة القدم، فلا يمكنك الفوز في جميع المباريات، هناك ايضا الخسارة ويجب تقبلها وتصحيح الاخطاء التي كانت سببا فيها حتى يتم تفاديها في المستقبل”.
واوضح حسن “انا سعيد بلقب عميد لاعبي العالم لكن فرحتي مجروحة لانني لا زلت متأثرا بوفاة جماهير الاهلي في مأساة بور سعيد” فغي اشارة الى مصرع 74 مشجعا لنادي الاهلي واصابة 180 اخرين عقب احداث شغب في نهاية مباراة النادي المصري البورسعيدي والاهلي حامل اللقب في الدوري المحلي في كانون الثاني/يناير الماضي.
واردف قائلا “انتظرت هذا الانجاز طويلا لكنني كنت اتمنى ان احققها في ظروف افضل”.
وارقام حسن القياسية كثيرة ابرزها دخوله التاريخ بتتويجه بلقب كأس امم افريقيا 4 مرات بينها النسخ الثلاث الاخيرة (1998 و2006 و2008 و2010)، وهو انجاز يتقاسمه مع حارس المرمى مواطنه عصام الحضري، كما انه يملك الرقم القياسي في عدد المشاركات في كأس امم افريقيا 8 مرات الى جانب الكاميروني ريغوبرت سونغ امام مواطنه المعتزل حسام حسن وحارس المرمى العاجي الان غوامينيه (7 لكل منهما).
وكان احمد حسن ساهم بشكل كبير في تتويج منتخب بلاده باللقب القاري للمرة الخامسة عام 2006 بتسجيله 4 اهداف وتتويجه افضل لاعب في البطولة، وتألق ايضا في نسخة غانا وقاده الى اللقب بيد ان لقب افضل لاعب كان من نصيب مواطنه حسني عبد ربه، قبل ان يستعيد لقب افضل لاعب في النسخة الاخيرة في انغولا والتي ظفر بها الفراعنة ايضا، علما بانه كان ضمن التشكيلة المثالية للنسخ الاربع التي توج بها الفراعنة في العرس القاري.
بيد ان حسن حرم من تعزيز ارقامه القياسية في الكأس القارية بفشل منتخب بلاده في التأهل للنسخة الاخيرة في الغابون وغينيا الاستوائية، وهو الفشل الذي أدى الى اقالة المدير الفني حسن شحاتة الذي كان يعتبر احمد حسن من الركائز المهمة في التشكيلة حتى في عز تراجع مستوى الاخير والانتقادات التي وجهت له بتقدمه في السن وذلك للايمان الكبير “للمعلم” شحاتة بالخبرة الكبيرة لصانع الالعاب في الملاعب الاوروبية.
واعترافا منه بخدمات احمد حسن للمنتخب، قرر الاتحاد المصري توجيه الدعوة له لخوض المباراتين الهامشيتين الاخيرتين في التصفيات القارية امام سيراليون والنيجر واللتين خاضهما المنتخب الاولمبي وكذلك المباراة الدولية الودية امام البرازيل في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ومباراة كينيا بالامس، وذلك لفسح المجال امامه لرفع عدد المباريات الدولية وتحطيم الرقم القياسي للدعيع، وليسدل الستار على مسيرته الدولية بافضل طريقة ممكنة وبرقم قياسي لن يتم تحطيمه بسهولة.
يذكر ان حسن هو ثاني لاعب مصري يحقق انجاز عميد لاعبي العالم بعد مواطنه حسام حسن الذي فعلها في ايار/مايو 2001 عندما خاض مباراته ال157 (رفعها الى 169 قبل اعتزاله) وكانت ضد السنغال في القاهرة ضمن تصفيات كأس العالم 2002 وحظي بتكريم من رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر.
وصنع احمد حسن لنفسه اسما في الدوري التركي وبات احد افضل نجومه من خلال تألقه مع كوكالي سبور (1998-2000) ودينيزلي سبور (2000-2001) وجنكلربيرليجي (2001-2003) وبشيكتاش (2003-2006)، قبل ان يفاجىء الجميع بالانتقال الى اندرلخت البلجيكي الذي توج معه باللقب المحلي عام 2007 والكأس البلجيكية عام 2008 والكأس السوبر البلجيكية عامي 2006 و2007.
ودافع حسن عن انضمامه الى اندرلخت بقوله “كنت ارغب في المشاركة بمسابقة دوري ابطال اوروبا سعيا مني الى خوض غمار تحد جديد. اندرلخت يلعب في المسابقة الاوروبية العريقة ولذلك فضلت الدفاع عن صفوفه”.
وعاد حسن الى بلاده التي انطلقت منها مسيرته الكروية مع اسوان موسم 1996-1997 (15 مباراة و7 اهداف) والاسماعيلي موسم 1997-1998 (22 مباراة و6 اهداف)، لكن هذه المرة للدفاع عن الوان الاهلي مباشرة بعد الكأس القارية في غانا وساهم معه في احراز اللقب المحلي 3 مرات والكأس السوبر المحلية مرتين ودوري ابطال افريقيا عام 2008 والكأس السوبر الافريقية مرة واحدة عام 2009، قبل الانتقال مطلع الموسم الحالي الى الغريم التقليدي الزمالك.
وتوج حسن بلقب مسابقة كأس مصر مع الاسماعيلي عام 1997.
وكانت مباراته الدولية الاولى ضد غانا في 29 كانون الاول/ديسمبر 1995، وتوزعت مبارياته ال178 على 83 ودية و95 مباراة رسمية (36 مباراة في تصفيات كأس العالم و32 في نهائيات كأس امم افريقيا و21 في التصفيات و6 في كأس القارات).