اقترح حزب جبهة العمل الإسلامي على الملك عبد الله الثاني الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة مخصصة لحماية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين.
وأشار الحزب في المذكرة التي رفعها إلى الملك يوم الأربعاء إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر في ظل الهجمة العنيفة التي يشنها الاحتلال بهدف تهويده .
وقال الحزب أن الدفاع ” الأردن يشكل الهدف القادم للعدو الصهيوني بعد المسجد الأقصى”
نص المذكرة:
حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله
بواسطة معالي رئيس الديوان الملكي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،
فان أمانة المسؤولية تحتم علينا أن نخاطبكم بشأن قضية من أقدس قضايا الأمة، اذ لا يخفى عليكم موقع القدس في عقيدة الأمة، وفي وجدان كل عربي ومسلم، فهي القبلة الأولى، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومشد رحال المسلمين، وبوابة السماء، وأرض المحشر والمنشر، وهي الأرض المقدسة والمباركة بنص القرآن الكريم.
وإذا كان هذا موقع القدس في وجدان كل عربي ومسلم، فان الأردن يمتلك ميزات أخرى إضافية، فهو جار القدس، والشقيق التوءم لفلسطين، وعلى ثراها الطهور امتزجت دماء شهداء القوات المسلحة الأردنية والمتطوعين الأردنيين بدماء إخوانهم الفلسطينيين. وقد احتلت القدس وهي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية .
جلالة الملك :
تدركون جلالتكم أطماع العدو الصهيوني في القدس، ولا تخفى عليكم مخططاتهم العنصرية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وانطلاقا من مزاعم لا يقوم عليها أي دليل بأن المسجد الأقصى بني على أنقاض الهيكل، الذي لم تثبت كل أبحاثهم ودراساتهم وجود أي أثر لهذا الهيكل المزعوم.
لقد قامت دولة الاغتصاب الصهيوني على فكرة لا معنى لليهود بدون فلسطين، ولا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل. ومن أجل ذلك كانت الهجرة اليهودية الى فلسطين، ومن أجل ذلك تم تهجير قرابة نصف الشعب الفلسطيني، وإكمال احتلال القدس، ووضع المخططات للازمة لتهويد المدينة المقدسة، وتفريغها من سكانها، وتغيير معالمها بعشرات الأنفاق، وعشرات الكنس، وهدم كثير من المساجد والمعالم الدينية والحضارية، واستهداف المسجد الأقصى المبارك بالاقتحام والتدنيس والحرق، وجعله مرتعا لقطعان المستوطنين والمتعصبين، بينما يتم حرمان المسلمين من القيام بواجبهم في الصلاة فيه، والحفاظ على هويته وقدسيته.
جلالة الملك :
لقد نشطت قوات الاحتلال، وعصابات المستوطنين، وغلاة المتطرفين، في الآونة الأخيرة لتحقيق حلمهم التاريخي بهدم المسجد الأقصى المبارك، أو تهويده، أو انتزاع حقوق فيه، مستغلين الظروف التي يمر بها الوطن العربي اليوم. وبتنا نخشى أن نفتح أعيننا وقد رأينا المسجد الأقصى المبارك أثرا بعد عين.
إننا من موقع مسؤوليتنا كجزء من الشعب الأردني العربي المسلم أمام الله عز وجل، وأمام الأجيال القادمة، وأمام مستقبل وطننا الأردن الذي يشكل الهدف القادم للعدو الصهيوني بعد المسجد الأقصى، نناشدكم أن تقودوا تحركا عربيا إسلاميا دوليا لإنقاذ المسجد الأقصى، متسلحين بالشرعية الدينية والتاريخية وبالقرارات الدولية، وبشعبكم الذي ما بخل على الأقصى والقدس وفلسطين بأعز ما يملك، مقترحين عليكم الدعوة الى قمة عربية طارئة مخصصة لحماية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين.
والله نسأل أن يوفقكم لما فيه خير بلدكم وأمتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمين العام
حمــــزة منصــــور