الإصلاح نيوز/
يجمع الزميل الصحفي شفيق عبيدات في كتابه الذي صدر حديثا بعنوان -وجهات نظر في فن الكتابة الصحفية البحث والدراسة- بين النظرية والتطبيق العملي من خلال إبرازه لأهم النماذج الصحفية التي بثت من وكالة الأنباء الأردنية ( بترا ) في مختلف الفنون الصحفية.
ويشير عبيدات إلى أهمية الفنون الصحفية من الخبر وتطور وقائعه ، ووظائفه في إخبار الناس بما يحدث وتثقيفهم ، وهو دور مهم في حياتنا، ومتابعاتنا لكل ما يحدث حولنا إلى جانب ما يقدمه من تسلية ومتعة.
ويأتي هذا الكتاب وهو الخامس للزميل عبيدات في مسيرته الصحفية التي امتدت إلى نحو خمسة وثلاثين عاما ، ليقدم خبرته إلى الجيل الجديد من الصحفيين، ليتعرفوا على هذه المهنة وما فيها من فنون أصبح الإنسان يتعامل معها اليوم في يومه عبر مختلف وسائل الإعلام التي يتواجد فيها الخبر والتقرير الصحفي والمقالة والتحقيق الصحفي وغيرها .
ويرى المؤلف ان التطور الصحفي والتسارع في الانفتاح الصحفي يستدعي الاطلاع على الفنون الصحفية وارتباطها بقضايا المجتمع، حيث اختلفت الصحافة اليوم شكلا ومضمونا عن صحافة الامس وتنوعت موضوعاتها من خلال استثمار الحريات والمسيرة الديمقراطية في الوطن العربي .
ويعرض الكاتب لتفاصيل الفنون الصحفية المستخدمة في وسائل الإعلام والتي تحتم على الصحفي التعرف عليها،وان كان بعضها يتشابه خاصة ما يتعلق بالعناصر بين الخبر الصحفي والتقرير الصحفي ، فكل منهما يحمل مضموناً خبرياً جديداً، ومحل اهتمام القراء , فالخبر , وإن كان تعبيرا عن واقعة أو حادثة، أو فكرة ترتبط بمصالح غالبية القراء، وتثير اهتمامهم ,هو فى ذلك يقوم بعملية النقل ورصد الحدث بموضوعية كاملة،أما التقرير فيشمل مضمونا خبرياً، ورصدا لحدث أو قضية أو واقعة .
ولا يتوقف عبيدات عند هذين الفنين الصحفيين ، فهو يتعمق أكثر في مجالات الفنون الصحفية ليتحدث عن التحقيق الصحفي الذي يحتاج إلى تفسير وبحث لمعرفة الأسباب الحقيقية للمشكلة مدار التحقيق وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية ، وهو يلبي وظيفة الصحافة في الكشف عن الحقيقة والدلالات العميقة لهذا الفن وما يهم الرأي العام .
ويلمس القارئ للكتاب بين هذه الفنون الصحفية ما يتعلق بالخبر الذي يتسم بالموضوعية فى النقل، واختفاء وجهة نظر الكاتب أو انطباعه الشخصي عن الحدث، والتقرير الذي يتضمن انطباعات وآراء واتجاهات وسرد تفاصيل وخلفيات عن الحدث أو الواقعة ، ثم التحقيق الصحفي الذي له اسلوبه الخاص ويحتاج إلى أراء ووثائق وقواعد محددة في التعبير.
ويشير الى نماذج مهمة من التحقيقات الصحفية التي نشرت عبر وكالة الأنباء الأردنية حيث تتناول موضوعات تمس المواطنين وتثير اهتمامهم ،مثل البطالة وحماية البيئة والزراعة وغيرها .
ويستمر عبيدات في سرده للفنون الصحفية بالحديث عن المقالة الصحفية كفن يعبر عن سياسة الصحيفة أو عن أراء الكتاب في الأحداث اليومية الجارية،مبينا وظائفها ولغتها وأنواعها وخصائصها، شارحا بالتفصيل أجزاء المقال وكيفية كتابته، ثم يتحدث أيضا عن المؤتمر الصحفي ومزاياه والبيان الصحفي وأهميته والحملة الصحفية،مارا على الصحافة الالكترونية التي تستقطب جمهورا كبيرا من القراء .
ويعتبر أن الكتاب يمثل تجربة واجتهادات تاركا تقييمها للذين يعملون في مهنة الصحافة والدارسين والباحثين وطلبة الصحافة ، حيث استشهد في البناء الهرمي الفني لكل الفنون الصحفية بالبيانات والرسومات والصور .
ويعرض في الكتاب الذي جاء في 127 صفحة مفهوما جديدا في إدارة العمل الصحفي والإعلامي والمهارات الصحفية المعاصرة التي يجب أن يتميز بها المسؤول وأهمها السلوك الحضاري والعمق الثقافي واستخدام التكنولوجيا ومهارات الاتصال والمعرفة مشيرا إلى بعض القادة في المؤسسات الإعلامية.
يشار الى ان الزميل عبيدات الذي عمل في وكالة الانباء الأردنية وتقلد فيها عدة مناصب كان آخرها مستشارا صدر له العديد من المؤلفات الصحفية أهمها : صحافة شرق الأردن،ومسيرة الصحافة الأردنية،ووكالة الأنباء الأردنية في أربعين عاما،والانجازات والصعوبات : كتب التكليف السامي لحكومات المغفور له الحسين بن طلال.
– ( بترا )