الاصلاح نيوز – المقربون من رئيس الوزراء عون الخصاونة يعرفون تماماً انه متحرر من كل حسابات الجغرافيا في التعيينات ، ولا تنطوي قراراته بهذا الصدد على اي حساسيات .. فلا يضير الرئيس ان يعين ثلاثة ،اشخاص من اسرة واحدة في مناصب عليا اذا كانوا من ذوي الخبرة والكفاءة ، فقد قرر الرئيس في وقت سابق اعادة تعيين محمد نور الشريدة اميناً عاماً لرئاسة الوزراء وبنفس قرار مجلس الوزراء تقرر ايضا تعيين ناصر الشريدة سفيراً للاردن لدى الصين.
وعلى الرغم من الضجة التي اثيرت حول الرئيس الخصاونة في مجلس النواب وبعض وسائل الاعلام حول تعيينه لاقارب له ، الا انه عين بشر الخصاونة سفيراً في القاهرة ومندوباً دائماً للاردن لدى الجامعة العربية.
المراقبون لا يرون ضيراً في احتمالية تعيين عزمي محمود الكايد مديرا عاما للمؤسسة الصحفية الاردنية “الرأي” خلفا للمدير العام الحالي نادر الحوراني الذي ينتهي عقده في نيسان المقبل ، ذلك ان عزمي الكايد كان مطروحا لشغل هذا المنصب ابان حكومة سمير الرفاعي .
هذا التعيين ليس تكريما لذكرى ابو عزمي الذي يعتبر احد اعمدة، الصحافة الاردنية ، بل لأن عزمي الكايد يعتبر من اكثر العارفين ببواطن المؤسسة الصحفية واوضاعها المالية ، وقد تحصلت له خبرة كبيرة في ادارة الشؤون المالية للمؤسسة من خلال وجوده عضوا في مجلس ادارتها لسنوات ، وهو على اطلاع ايضا بما تواجهه المؤسسة من تراجع مالي في ظل المنافسة مع الصحافة الالكترونية وارتفاع تكاليف اصدار الصحيفة وغيرها .
لذلك فالحكومة معنية الآن اكثر من اي وقت مضى بعدم تجاهل القطاع الخاص الذي يمتلك حوالي 40 % من اسهم المؤسسة ، بعد ان تم التعامل مع ممثلي القطاع الخاص خلال العامين الماضيين بشكل لا يعكس احترام دوره .. كما تجاهل تأثيره في ادارة شؤون المؤسسة، وبرز ذلك جليا في تعيين كل من رئيس التحرير ورئيس مجلس الادارة وقبل ذلك اقرار زيادات مالية للعاملين بقرار فردي من قبل الشريك الاكبر “مؤسسة الضمان الاجتماعي” دون التشاور والرجوع لممثلي القطاع الخاص .
عزمي الكايد يمتلك اكبر حصة فردية في المؤسسة ويتكىء على ارث والده الذي بنى الرأي طوبة طوبة جنبا الى جنب مع المرحومين نزار الرافعي وملحم التل وسليمان عرار وجمعة حماد واخرين.
وبالتالي فانه من غير المنطقي ان تحول “سلطية” عزمي دون اشغاله للمنصب في ظل وجود قيادات اخرى داخل المؤسسة من ذات المنطقة الجغرافية .. فهو صاحب حق ومن غير المنطقي ان تظلمه الجغرافيا وتحرمه من هذا الحق .