الإصلاح نيوز/
على بعد 125 كيلو جنوب العاصمة المصرية القاهرة، يقع واحد من أندر الكهوف على مستوي العالم، “كهف وادي سنور” الذي يبلغ عمره 65 مليون سنة، في منطقة صحرواية شرق النيل أمام مدينة بني سويف، اكتشفه علماء اتراك منذ سنوات قليلة، واعلنت محمية طبيعة على مساحة 12كيلو متر مربع اثر ذلك، في كهف يمتد لمسافة 70 متر تقريبا، ويبلغ عمقه حوالى15 مترا، ويحتوي على تراكيب جيولوجية معروفه باسم الصواعد والهوابط في صورة مثالية جميلة، تكونت عبر ملايين السنين، نتيجة تسرب المحاليل المائية المشبعة بأملاح كربونات الكالسيوم خلال سقف الكهف، ثم تبخرت تاركة هذه الأملاح المعدنية، التي تراكمت على هيئة رواسب من الصواعد والهوابط عبر ملايين السنين، وهناك تاريخ أخر قريب للكهف، حيث تذكر المصادر التاريخية، إن الرئيس المصري الراحل أنور السادات اختبأ فترة طويلة داخل منطقة كهف “وادى سنور” هربا من الإنجليز بعد مقتل “أمين عثمان” الذي كان ينادي بضرورة بقاء الاحتلال الانجليزي في مصر.
يتميز كهف “وادى سنور” كما أكد لإيلاف الدكتور مصطفى عبدالعزيز، الخبير بهيئة المساحة الجيولوجية المصرية، أنه لا يوجد مثيل له فى العالم سوى كهف في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك لان به تكوينات صخرية تكونت عبر ملايين السنوات نتيجة تفاعلات كيميائية للمياه الجوفية تحت سطح الأرض واختلاطها بالحجر الجيرى، وهذه التفاعلات تمت منذ العصر الإيوسينى أي منذ 65 مليون سنة.
وأضاف عبدالعزيز ان المحمية تتميز كذلك بوجود، رخام “الالباستر” وهو أجود أنواع الرخام فى العالم والذى يستخدم فى صناعه أوانى الزينة، بالإضافة إلى أن الكهف به كميات كبيرة من المواد المزينة عبارة عن صواعد وهوابط وستائر وأعمدة جميلة، ويتكون الكهف من بهوين كبيرين يمين وشمال الفتحة المؤدية إلى داخله، بالجزء الأيمن منها تكوينات كلسية، تأخذ أشكالا مختلفة من الكمثري والجزر، والشعاب المرجانية، وكذلك مثل الستائر الكلسية النامية علي أرضية جدار الكهف، وعند التقائها بالهوابط تشكل عموداً يشبه جذع الشجرة، ويأخذ الكهف ككل شكل هلالي، وحوله طرق دائرية وجبال صخرية، ويقع الكهف في مكان التقاء واديين، وينبه الخبير الجيولوجي إلى انه يجب الحفاظ على هذا الكهف لانه يمثل، سجل لتاريخ الارض منذ ملايين السنين.
ويتفق معه في هذا الرآى كرم صابر مدير مركز الارض الحقوقي والذي نبه إلى ان هناك تهديدات للمحمية نتيجة التفجيرات التي كانت تتم بها ، حيث يقع الكهف بمنطقة محاجر يستخدمها بعض الطامعين في استخراج الرخام بالاضافة إلى السيول التي تمثل تهديد للكهف.
ربما يكون ما قام به جهاز شؤون البيئة المصري من خطوات، وسائل كافية لحماية كهف وادى نسور، حيث أعلن الجهاز مؤخرا عن عزمه تطوير وتدعيم كهف وادى سنور والمنطقة المحيطة به، وذلك بهدف إعادة فتح الكهف كمزار سياحى بيئى يفد إليها السائحين والمختصين من كل مكان.