تعبيرية
كتب: جهاد الرنتيسي/
يدخل الاعلان عن ” الحراك الشبابي الاسلامي” متغيرات جديدة على الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالاصلاح السياسي والدستوري ومحاربة الفساد وتحسين الاوضاع المعيشية لفئات واسعة من الاردنيين .
فقد جرت العادة على مشاركة الاسلاميين في ائتلافات شبابية ومحاولة اسقاط خطابهم على مطالبها وشعاراتها .
خلافات النشطاء التي صاحبت تجربة دوار الداخلية اوصلت الاسلاميين الى قناعة بعبثية محاولات تلوين الحراك الشبابي وضبطه وفق التوقيت الاخواني ، فمن الطبيعي ان تضم الائتلافات توجهات فكرية وسياسية مختلف ، تلتقي عند الخطوط العريضة ، واذا انحرفت عن هذا المسار تفقد مبرراتها وجدواها .
اخفاق الاسلاميين في تجيير الحراكات لم يوقفها فقد استمرت في تنظيم فعاليات المحافظات والمحافظة على حضورها في اعتصامات ومسيرات وسط البلد.
الاهم من ذلك انسجام الحراكات الشبابية في العاصمة والمحافظات مع ما يشبه المرجعية الوطنية التي تكرست على مدى عام من الاحتجاجات .
يعود الانسجام الى عمومية الشعارات والمطالب المطروحة ، التي يلتقي عندها السواد الاعظم من الاردنيين ، فهي تمثل قاسما مشتركا للمطالبين بالحريات ، وتحسين الظروف المعيشية ، دون ان تأخذ طابعا ايديولوجيا او فكريا ، وان كان للناشطين فيها توجهاتهم وقناعاتهم المختلفة .
بيان الاعلان عن الحراك الشبابي الاسلامي لا يخلو من انقلاب على جميع هذه المفاهيم رغم العبارات التطمينية التي حرص عليها واضعوه في محاولة واضحة لامتصاص قلق الشارع من محاولات اسلمة الحراك الشعبي .
تضمين البيان عبارات من نوع ” ان هذا الدين الذي نحبه ونحمله جميعا هو الحل لكل مشاكل امتنا في هذا الزمان ” و ” يحمل الحلول لكل من يريد الاصلاح ” استعادة واضحة لشعار الاسلام هو الحل الباعث على الجدل بين مكونات المجتمع.
وتعريف حراك ما بانه اسلامي ” يلتزم الحدود الشرعية ولا يتجاوزها ” بعد عام من مشاركة شباب الحركة الاسلامية في الاحتجاجات يضفي المزيد من الغموض على هذه الخطوة .
تكشف هذه المضامين ، عن رغبة حشر الديني في الدنيوي ، والتأسيس لتحويل الدين ، الى مرجعية للحراك ، توازي المرجعية الوطنية ، التي تستند عليها الحراكات الشبابية .
مثل هذا التاسيس ، لا يخلو من جنوح تلقائي ، نحو تديين الدولة ، في زمن فشل الدول ذات المرجعية الدينية ، بدلا من تمدينها ، الى الحد الذي يكفل حقوق جميع مواطنيها ، لذا كان من الاولى ، استمرار شبان الحراك الاسلامي في تمثيل المطالب الشعبية ، دون حرفها عن مسارها .