في ظلمةِ الليلِ والأهوالِ و الرهبِ
أنا القتيلُ بلا ذنبٍ ولاسببِ
أبكى على طلل أذوب من كمدٍ
حتى غدوت حديث الناس و الكتبِ
الناس تسأل في خوفٍ وفى جزعٍ
أين الأساة ألا رفقا بمنتحبِ
أحببتها خفقات القلب تذكرها
أنشودة العمر و الأزمانِ و الحقبِ
مازلت حلماً جميلاً كنت أعشقه
ونجمة في سماء الكونِ لم تغبِ
بعد ارتحالٍ طويلٍ كان موعدنا
في زورقٍ لونه من فضةٍ ذهبِ
يروحُ عن أعينِ الحسادِ منتأيا
يسرى برفقٍ بلا صوتٍ ولاصخبِ
فيحمل العشق أنساماً و أغنية
كجنةٍ سبحت في مشهدٍ عجبِ
الشعرُ أمسيةٌ و القدُ أمنيةٌ
و الخدُ أوديةٌ و الثغرُ كالعنبِ
أتذكرين لنا ذكرى معطرة
طفلين كنا غداة اللهوِ و اللعبِ
ياجدول الماء في الهجير ألمحه
بعد العناءِ وقاك الله من نصبى
رميت سهما عصياً نال من كبدى
وكل سهمٍ سوى سهمِك لم يصبِ
بالله لا تتركى الأسقامَ في جسدى
كفاك من أضلعٍ باتت و لم تطبِ
إلى فؤادك أبياتى وقافيتى
من جوهرِ الصدقِ لا من زخرفِ الكذبِ
كتبتها بدموعِ العينِ محترقاً
ولا صريخَ سوى النيرانِ و اللهبِ
ماذا دهانى ؟ أداءُ العشقِ يقتلنى
أم لوثةُ العقلِ أم جنون منجذبِ
ياقبلةَ العشقِ هل في العشقِ مقبرتى
تاه الطريق فكونى خير مُنقَلبِ
أهواك ياعُمُرى أواه يازمنى
من قبلك العُمْر يومٌ غيرُ مُحْتَسَبِ
لاتسلبى القلبَ بعد الوصلِ بسمته
أو تتركينى أسيرَ الشَّكِ و الرِّيبِ
مدِّى يديك نسيم الصبحِ يسمعنا
و الشمسُ تضحكُ في أثوابها القشبِ
هاتى كؤوسَ الهوى فالنفسُ ظامئةٌ
وأغمضى طرفك الوسنانَ واحتجبى
هى الحياةُ حياةُ العشقِ في دمِنا
تصفو و تسمو عن الأنواءِ و السُحُبِ
عودى إلي سهامُ الصبرِ قد نفدتْ
ولا مغيثَ سوى عينيك فاقتربى
هل يَبْسُمُ الدهرُ والأقدارُ تجمعنا
أم قدرى هو أن أحيا كمغتربِ
:hat::hat::hat: