احمد حسن الزعبي – الراي
الطفر يدفع الى الجرأة والجرأة تدفع الى السخرية..وهذه المتوالية الثلاثية ما هي الا «نطفة الحرية»..
***
بدأ الأردنيون يزاحمون المصريين على صدارتهم في السخرية ، لا بل والتفوق عليهم أحياناً بالتقاط المفارقة الذكية و»القفشة» الموفقة واللقطة المناسبة والتعرية السياسية وتحويلها الى مادة دسمة للضحك بجرأة قل نظيرها ، وبهذا التحول التاريخي لمزاج الأردنيين نكون قد أسقطنا، تمثال «الكشرة» العظيم الذي كان ينتصب في أذهان الآخرين متهمينا به زوراً وبهتاناً..
من فضائل الربيع العربي انه أزال عن الأردنيين «نايلون» الجدية و»فلين»الهيبة ومصنعية «العيب» و»الخط الأحمر» ليكشف عن مواهب 6 ملايين أردني في التعليق والتهكم و»التلطيش» والسخرية والجرأة التي كانوا يختزلونها في وجدانهم طوال سنين «القحيط» العربي؛ حيث كان مجرّد انتقاد «خشم» زوجة جار ابن عم ام يحيى، كفيل ان يلصق بأي منّا تهمة «اطالة اللسان»..
شعارات اضراب المعلمين، هتافات الحراك الشعبي أيام الجمع، تعليقات المعلقين على المقالات والأخبار في الأسابيع والشهور الماضية ، بروز كتاب ساخرين جدد على صفحات المواقع الاليكترونية ، «لسعات» المسجلين في (الفيس بوك والتويتر)، الـ»هنقمات» الشفوية التي يطلقها شباب المقاهي وركاب السرفيس وفيالق، العاطلين عن العمل في جلساتهم،وكلمات وتعبيرات النواب في خطاب الموازنة الأخير ..كلها تثبت أن الشعب الأردني قد طلّق الخوف والتردد الى الأبد وصار قادراً على ابداء رأيه بجرأة وحرية وشجاعة دون ان يلتفت الى لون الخط «احمر» كان أم «فوق البنفسجي»!!..
الأردنيون يعتنقون الحرية عن شوق و اصرار ..فالشجاعة سجية وليست سجادة تطوى وتعاد الى مكانها..كما أنها ليست طفحا جلديا ..بمرور الوقت و»مراهم» الوعود قد يختفي ويندثر…الشجاعة هي «D N A» الحرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
***
عود على بدء..ايها الأردينون الطفارى اسخروا بما اوتيتم من «جرأة» ومن «رباط الحرف»..فالسخرية أقوى صفعة تطبع على وجه الجمود والتعنت والتألّه والبلادة والغباء والفساد.
* اهداء الى جميع أبطال الحراك الشبابي الذين ننحني لشجاعتهم.