زهير عبد القادر
قرأت صباح أمس مقالا لصديقي العزيز الدكتور محمد طالب عبيدات على صفحات جريدة الدستور بعنوان (ثقافة استخدام وسائل المواصلات العامة) ويتطرق فيه عن عزوف المواطن الأردني عن استخدام وسائل المواصلات العامة وتفضيله استعمال سيارته الخاصة القديمة منها والفارهة،مشيرا الى اهمية استعمال وسائل النقل العامة وفوائدها في المجتمعات المتقدمة،حيث أشار معالي الدكتور الى دراسة اجريت في الدول الغربية،،واظهرت ان اكثر من 80% من الاوروبيين يعتمدون في تنقلهم على،،وسائل المواصلات العامة من حافلات وقطارات سريعة وخفيفة وعلى المترو …وهذا الكلام صحيح 100% …وهذا يعود الى ثقافة الشعوب الاوروبية بشكل عام،فاستعمال القطارات والحافلات والمترو لاينقص من شخصية المواطن الاوروبي وقيمته الاجتماعية…وكثيرا ما كنا نرى وزراء ونواب ورجال اعمال يستعملون وسائل المواصلات العامة في تنقلاتهم من مدينة الى اخرى…ونسبة كبيرة من النواب الألمان كانوا يحضرون الى المجلس على دراجاتهم الهوائية او بواسطة الحافلة العمومية….وكذلك اساتذة الجامعات وكبار الموظفين…فالمهم هنا طريقة التفكير والثقافة السائدة في مجتمع من المجتمعات.
،، ، ، وهنا اود ان اشير الى ان لوسائل المواصلات العامة في المانيا مثلا قواعد تسير على اساسها فهي اولا وقبل كل شيء نظيفة من الداخل والخارج وهي صالحة للسير 100% ونادرا ان تجد حافلة او قطارا او مترو يتعطل اثناء السير فهي تخضع لصيانة متواصلة…اضافة الى عامل الوقت والمحافظة على مواعيد السير والوقوف…فهناك وعلى كل موقف لوسيلة من وسائل النقل العامة خارطة تبين لك متى يحضر القطار او الحافلة بالساعة والدقيقة ومتى تصل غايتك ايضا بالساعة والدقيقة تماما…اضافة الى نظافة مواقف الحافلات وتنظيمها فهي مجهزة بأماكن للجلوس وللوقوف وهي محمية من البرد وحرارة الشمس والمطر…ولم ارى سائقا اوقف حافلته وسبب تاخير الركاب من اجل تناول كاسا من الشاي او لشراء (باكيت دخان).وحافلاتهم مجهزة بتقنية خاصة لصعود ونزول الركاب ذوي الاحتياجات الخاصة ومكيفة في الصيف ومدفأة في البرد.
،، ، ، ، ولا بد هنا ايضا من الاشارة الى نقطة مهمة ففي الغرب ينظر الى السيارة كوسيلة نقل فقط بينما عندنا في الشرق فهي للمظهر والبريستيج والمباهاة والترفع عن الأخرين .،، لا اعرف كيف تكون نظرة موظف في عمان لو عرف ان مديره يحضر الى العمل بواسطة (باص عمومي) او طالب جامعة لو شاهد استاذه يحضر الى الجامعة (بالسرفيس) او الشرطي الذي يقف امام مجلس النواب لنائب يحضر بدراجة هوائية…نحن شعب نهتم كثيرا بالمظاهر…وبنوع ربطة العنق…وماركة القميص …وبالسيارات الفارهة…
،،،،،للحقيقة اعجبني مقال صديقي معالي الدكتور عبيدات…وسؤالي…هل سنصل الى مرحلة نحترم ونقدر الأنسان لخلقه وادبه وسلوكه وكفاءته لا لنوع سيارته ومكان سكنه؟ وعندها سنستعمل وسائل النقل،العامة،،ايها الصديق الكريم…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com[/p]