تشهد أروقة شعب جماعة الإخوان المسلمين في مختلف محافظات المملكة تنافساً حاداً في انتخابات أعضاء مجلس شورى الجماعة التي ستبدأ السبت المقبل وتستمر ثلاثة أيام.
وأفرزت ثلاث شعب إخوانية ممثليها لمجلس الشورى بالتزكية بعد انتهاء مهلة الانسحابات من الترشح أمس، وهي: شعبة صويلح وسيمثلها القيادي محمد أبو فارس، والنزهة وسيمثلها محمد العطاري، والقويسمة وسيمثلها خميس العسود، فيما تنبئ شعبة جبل الحسين بتنافس حاد بين أول أمين عام لحزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور اسحق الفرحان والرئيس الحالي للمكتب السياسي للحزب المهندس زكي بني ارشيد للظفر بمقعد مجلس الشورى الذي يضم (53) عضوا يتم انتخاب (47) منهم مباشرة، فيما ينتخب هؤلاء خمسة آخرين من الكفاءات والقيادات التي لم يحالفها الحظ بالفوز، ما يعني تعزيز فرصة وجود الفرحان أو بني ارشيد للانضمام للمجلس في حال لم يحالف الحظ أيا منهما في انتخابات الشعبة، ليكتمل عقد المجلس بإضافة المراقب العام الحالي الذي يصبح حكما ووفق نظام الجماعة الأساسية عضوا في مجلس الشورى الذي سينتخب المراقب العام منتصف الشهر القادم.
ووفق قيادات في الحركة الإسلامية أمسكت عن ذكر هويتها، فإن تنافساً حاداًَ يدور لكسب المقاعد في مجلس الشورى القادم، نظراً لجملة الملفات التي ستشهدها ولايته من مثل قرار المشاركة في الانتخابات البلدية والنيابية وقرار فتح حوار مع الأمريكيين.
ولا يبدو المشهد الانتخابي الإخواني الذي تدور رحاه بين تيارين أساسيين (الصقور، الحمائم) معقداً لدرجة يمكن أن يستحيل معها فهم معالمه ومفاصله، فموقع المراقب العام يعد الأهم من بين المواقع التي يشتد التنافس حولها، فيما يبقى منصب رئيس مجلس الشورى محط توافق وإجماع القيادات، بحيث يتولاه التيار الخاسر في انتخابات المراقب العام، كما حدث في انتخابات العام 2008 حين تم التوافق على الدكتور عبد اللطيف عربيات لموقع رئيس مجلس الشورى، بعد أن ظفر الدكتور همام سعيد بمنصب المراقب العام.
وتؤكد قيادات في الحركة الإسلامية حرصها على عدم إبراز الخلافات والصراعات حيال ملف انتخاباتها الداخلية، بخاصة أن خارطة المشهد تلمح إلى أن قطبي المعادلة (الحمائم والصقور) يتمسكان بذات المرشحين للانتخابات، الى جانب إبداء الدكتور عربيات عدم نيته الترشح لأي من المواقع القيادية في الحركة، وكذلك عبر القيادي عبد الحميد القضاة.
وخلاصة القول أن الصورة النهائية لأبرز المرشحين لمنصب المراقب العام ستتضح وفق ما تفرزه انتخابات مجلس الشورى بحيث يقرر التيار المنافس مرشحه للمنصب وفق تقييمه لأغلبيته وحجم أنصاره في المجلس، وسط إشارات تبعث بتكرار مشهد انتخابات 2008 حين ترشح عن تيار الصقور المراقب العام الحالي الدكتور همام سعيد والمراقب العام الأسبق عن تيار الحمائم سالم الفلاحات.