الاصلاح نيوز /خاص
سيكون الجمهور الاردني يوم غد الاربعاء على موعد مع حفل توقيع كتاب لواحد من اكثر الشخصيات الجدلية في العالم العربي اوبرزها حضورا في الاعلم
فبعد النجاح الكبير الذي حققه كتاب رئيس تحرير صحيفة القدس العربي اللندنية والذي حمل عنوان القاعدة التنظيم السري فقد اختار عبد الباري عطوان عمان لتكون احد محطات احتفالات توقيع الكتاب الجديد الذي يحمل اسم “وطن من كلمات”.
وقد وجه الزميل بسام بدارين مدير مكتب القدس العربي في عمان رقاع الدعوة الى جمهور غفير من السياسين والاعلاميين والناشطين لحضور حفل التوقيع الذي سيقام يوم غد الاربعاءفي قاعة الرشيد في مجمع النقابات المهنية في عمان تمام الساعة السابعة والنصف مساء يوم الأربعاء 22- 2- 2012 بحضور الزميل المؤلف.يجيب الأستاذ عطوان خلالها عن أي استفسارات أو تساؤلات لها علاقة بالكتاب ومضمون رسالته
العنوان يستعيره الكاتب من بيت في قصيدة للشاعر محمود درويش. لكن لا يفوت عطوان أن يضع لكتاب مذكراته عنوانًا يوجز مضمونه:”رحلة فلسطينية من مخيم اللاجئين إلى الصفحة الأولى”.
هو مضمون يصفه رئيس تحرير صحيفة “القدس العربي” لأحد رفاق المهنة بكلمات موجزة ايضًا: “هذه رحلة عمر حافلة بالمصاعب والمفاجآت، بعضها كتبته تلميحًا، وبعضها لم أجرؤ على ذكره”. ولأنها رحلة بدأت مصاعبها القاسية بقسوة صقيع الشتاء في مخيم دير البلح، في قطاع غزة، يحرص عطوان على إهداء الكتاب إلى “الأطفال اللاجئين في العالم كله، وخصوصًا أطفال المخيمات في فلسطين والمنافي”. في الوقت نفسه، يحرص الكاتب على أن يخص بالإهداء ايضًا الكاتبة الراحلة مي غصوب، إذ ” لولا الحاح مي غصوب واقناعها لما كان لهذا الكتاب أن يصدر”.
في 271 صفحة من القطع المتوسط، يسجل عطوان محطات بارزة في رحلته الصعبة من المخيم الى المشاركة في صنع الصفحة الاولى لصحف عربية عدة، من “البلاغ” الليبية، الى “المدينة” السعودية، ثم “الشرق الأوسط” اللندنية، حتى “القدس العربي”، اللندنية ايضًا.
المحطة الأخيرة، هي الأبرز. هنا خاض عبد الباري عطوان، خلال التسعة عشر عامًا الماضية، تجربة مهنية متميزة، وهي اتسمت بمواقف سياسية حملت الكاتب الى الخطوط الاعلامية الامامية للمعارك والمواجهات السياسية، ما أدى بدوره الى الحضور الملموس، والمثير للجدل، على شاشات فضائيات عربية وعالمية عدة.
بيد أن صفحات الكتاب، المتوفر عبر “أمازون دوتكم” ايضًا، بكل ما فيها من آلام الرحلة وأحزانها ما قد يدمع العين، فإنها لا تخلو من مواقف ساخرة عرضت لصاحبها ولا يتردد عطوان من عرضها، على نحو ربما ينقل القراء من الدمعة الى الابتسامة.
هناك ثلاث دور نشر عالمية، كندية وفرنسية، وإسبانية، أبدت اهتمامًا بشراء حقوق النشر. مع ذلك، لا يتوقع عطوان انتشارًا عالميًا لمذكراته الشخصية، مماثل لكتابه الأول “أسرار القاعدة”، الصادر بالانكليزية وعن دار الساقي ايضًا، والذي يقول عطوان انه تُرجِم الى خمس عشرة لغة، صدرت منه في بريطانيا طبعتان بغلاف مقوى وأربع طبعات شعبية، وثلاث طبعات في الولايات المتحدة.
في تصريحاته ، قال عبد الباري عطوان عن كتاب مذكراته انه “سيرة ليست لتصفية حسابات شخصية لكنها لعذابات العربي”، مضيفًا انه مزيج من السيرة الذاتية والتحليل السياسي والأدبي والروائي: “استغل تجربتي السياسية والاعلامية لشرح المرحلة من خلالها”.
شهادة من الكاتبة Polly Toynbee تتفق فيها مع تصور الكاتب لما قدمه في كتابه، تقول: “إن هذا التصوير للحياة والأوقات التي عاشها صحافي مميز، يوفر رؤية داخلية للعالم كما يراها شخص ولِد وتربى في معسكر لاجئين فلسطينيين في غزة. إن الصوت الموثوق لعبد الباري عطوان، وكتابته التصويرية الحادة، يعيدان الى الحياة طفولة مليئة بالأحداث وسط صعاب وأحداث مأساة منطقة الشرق
.
قلّة هم الأشخاص الذين تعكس حياتهم أحداث زمانهم كما هي الحال مع عبد الباري عطوان. فهذا الفلسطيني الذي ولد في مخيّم للاجئين في غزّة عام 1950، غادره في السابعة عشرة من عمره ليغدو منذ ذلك الحين واحداً من أهم الكتاب والخبراء والمعلّقين في قضايا الشرق الأوسط.
في سيرته هذه يسرد المؤلّف تفاصيل رحلته الاستثنائية بشيء من روح الدعابة وكثير من الصدق. يصوّر عطوان فظاعة المجازر المرعبة التي ارتكبت في المخيّمات، والنتائج غير المتوقّعة للتدخّل البريطاني في المنطقة.
بعد شظف العيش والمعاناة ومحنة التشريد، وابتداء تغريبته الفلسطينية مع الكلمة والجغرافيا، من فلسطين إلى الأردن ومصر وليبيا والسعودية وانتهاءً ببريطانيا، يتحدّث المؤلف عن الصدمة الثقافية التي رافقت انتقاله الى لندن في سبعينيات القرن الماضي، كما يحكي قصة اصطحابه لابنه وابنته المولودين في بريطانيا للتعرّف إلى عائلته التي ما تزال تعيش في مخيّم بائس في قطاع غزة.
كذلك يروي عطوان تفاصيل لقاءاته الاستثنائية مع شخصيات عالمية، بما في ذلك تناوله الشاي مع مارغريث ثاتشر، وعطلة نهاية الأسبوع التي قضاها في كهف أسامة بن لادن، وحواراته المعمّقة مع ياسر عرفات، فضلاً عن الشجار الذي نشب بين العقيد معمر القذافي وشاه إيران والذي شكّل خلفية سبقه الصحافي الأول، ولقائه المثير مع رفيق الحريري، ورسالة جمال عبد الناصر المفاجئة إليه التي كانت البذرة التي أسّست لرغبته بالكتابة والعمل في الصحافة.
تخرج عبد الباري عطوان, الحاصل على جائزة التواصل الثقافي شمال- جنوب لسنة 2003 مناصفة مع إيغناسيو راموني, من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية (شعبة السياسة) ومن جامعة القاهرة (تخصص إعلام وصحافة) ومن الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتخصص في الدبلوماسية والترجمة. عمل, من 1984 إلى 1988 كرئيس لتحرير جريدة الشرق الأوسط ومجلة “المجلة”, ويعمل منذ سنة 1989 وإلى اليوم كرئيس تحرير لجريدة “القدس العربي” الصادرة من لندن.
وقد ساهم عبد الباري عطوان في تأطير العديد من الورشات حول الشرق الأوسط بالجامعات البريطانية كما بالجامعات العربية. وساهم في العديد من الدورات السياسية حول قضايا الشرق الأوسط بالعالم العربي كما بالغرب.
وفضلا عن العديد من الدراسات التي قام بها فهو متحدث ممتاز وبدون كلل لفائدة القضايا العربية ب “س.ن.ن” كما ب “سكاي” و “إ.ت.إن” و ال “ب.ب.س” الإذاعية والتلفزية.
الكاتبة لميس ابو تمام نشرت مقالا حول انطباعاتها عن حفل التوقع الذي اقامه الكاتب في ابو ظبي هذا نصه
عبد البـاري عطـوان..أنت وطـن من كلمـات
بقلم: لميس أبو تمام
أنت وطـن من كلمـات..
بكـل تواضع جلـس في معرض الكتـاب الاخيـر في أبوظبـي يحدث من حولـه، يبعث الـى أرواحنـا ابتسـاماتٍ أضعناهـا منذ زمـن. بسيــط في شخصـه، لطيف في كلماتـه، صريـح فيما يقدمـه، و هادئ في احتلالـه للمكـان و الزمـان. أسـر قلوب الحاضريـن برزانتـه و سمّـو أخلاقـه، لا عجب ان يتهافت عليـه كل من حولـه أمـلا في مصافحتـه.
مختلف هو عمّـا نراه في التلفـاز وما نقرأ له في الجريـده. وراء حدتـه الناقـده للنظـام العربي الجائـر، و الغضب العنفوانـي المتأصـل في جذوره الوطنيـه، يسكـن هذا الانسـان السامـي في بطولاتـه، المتواضـع من أي ألقـاب، ليؤرخ نفسـه اليـوم صوتـا فلسطينيـا حـرا، بطـلا ينـوب عن شعبـه المجـروح و أرضـه الصامتـه
في اختلاطـه بزواره ترى سكينـة ً تشع من بريق عينيـه ترحيبـا. يباغت من أمامـه بصدق الحديث و ترسُّـلـه في الأعمـاق. أبحـرتُ في حديثـي معه الى ما بعـد حلـم بعيـد سكن خافقـي عن بعـد، فتحـول من بعده أهدافـا و قرارات، لن أتنـازل عنهـا ما حييت.
في نزيـف قلمـه تعبـق قرى الوطـن، و بندقيـات المناضليـن، و يسافـر القارئ الى عمـر النكبـة و ما قبلهـا، ويعاصـر دهـرا من آلام، كان فيهـا او لم يكـن، ستأخذه خيـول الكاتب الى زمن غير الأزمـان.
هنـا لن أستطيـع ان أقـول اكثـر، أو أصف نبض كلماتـه بطريقـة أوضح، ساكتفـي بما سبق لأتوجـه بالبقيـة اليـه.. بعيـدا عن مراسلاتـي.. اسكنـوا في كتابـه لعلكـم ما بدات في كلمـاتي تكملـون..
بكل صـدق.. أنتظـر الفرصه لأجلس مع أصدقـاء والديّ لأحدثهـم عن الحياة في فلسطيـن قبل النكبة، و قصص اللجوء والاحداث بالتفصيـل بذكر التاريخ و المكان كما رواه قلمـك في “وطن من كلمـات”، و كأني عاصرتهـا، فالحديث مع أشخاص على دراية بالوقائع و مثقفيــن كفاية للمناقشة، مشوق أكثر من الحديث مع صديقاتي غير المهتمـات. كما أشعـر بحماس شديـد كلمـا صادفت شخصـا معجبا بك أو قارئ دائم لك، لأبدأ بالحديث عنـك انسـانا و كاتبـا فلا أنتهـي أبدا، و عن ذلك الكتـاب الذي أتسلل الى صفحاتـه مسـاء كل يـوم، فلا أتعمـق فيـه كثيـرا خوفـا من أن تنتهـي الصفحـات، فلا يعـود لي ما أسهـر له على ضفـاف أنهـاري.
أشكرك على الاطالـة في الكتـاب فأنت تعطيني فرصـة لمعايشـة أحداث لم أكن لأعيهـا، و لم تكفنـي قصص الجدود لاستيعابهـا. سعيدة لأنني أفتح عيناي على ماض بهذه الصورة، و على حقائق و قصص تروى بقلـم شخص موثوق، فكتب التاريخ ما عادت تصدق..
وعلى صدد اختيـار شخصيتك الوقوره من أقـوى 100 شخصيـة عربيـه فلا جديـد بالنسبـة لنـا، لكن عتبـي على مجلة أرابيان بزنس التي لربما وجب عليهـا أن تقتصر العدد من 100 الى 1 فتبقى أنت دائما بالمقدمه، و نتوجـك أقوى شخصيـه بالعالم ككل و ليس فقط في العالم العربي..
سأهنئ بدوري شعبنـا الفخـور المتعطش اليـك .. حفظك الله لنا وأمدك بالعافيه و طول العمـر حتى تظل تشرق علينا بقلمك المخلص.. يا وطنـا من كلمـات ..
تحيـاتي و محبتـي بلا حدود
لميـس أبـو تمـام.. صوت الحب والسـلام..