زهير عبد القادر
ظاهرة غريبة تسود معظم المجتمعات العربية الفقيرة وبعض المجتمعات الغنية….في الشرق وهي زواج كبار السن من فتيات صغيرات تكاد تكون في عمر حفيداتهم …،،الزواج كما هو معروف في الدول المتقدمة والمجتمعات الراقية شراكة تضم رجلا وامرأة ليكونا نواة لأسرة متفاهمة سعيدة…ولا بد من التفاهم والأنسجام ومشاعر التقبل والحب كشروط اساسية للزواج …
،،،،،،،،،،،،،أبو خليل رجل عجوز تجاوز الستين من العمر،التقيت به أول أمس وقد صبغ ماتبقى من شعره الأبيض وحوله بفضل صباغ رخيص الى خصلة شعر سوداء تشبه خصلة ماعز صغير جمعها في منتصف رأسه ليغطي على صلع رأسه الامامي والخلفي والجانبي….وقابلني فرحا وقال…باركلي يا أستاذ…فظننت والله انه ينوي الذهاب للعمرة وقبل ان أبارك له تابع قوله سأغادر الى قرية مصرية للبحث عن شريكة حياة…فسألته عن صاحبة الحظ السعيد فقال سأذهب هناك اولا تم اختار واحدة أتزوجها…فسألته بحب أستطلاع قوي…كيف ستجدها ?؟،، فأجاب: أنتظر خروج طالبات المدارس الصغيرات واذا اعجبت بواحدة منهن أتبعها الى بيت أبيها وأطلبها منه على سنة الله ورسوله…وأذا وافق أتزوجها وأحضرها معي الى عمان …
،،،،،،،،،،صدقوني…صدمت ولم أصدق نفسي وشعرت وكأنني بحلم مرعب …وتخيلت طفلة بريئة لم تتجاوز،،السادسة عشر من عمرها في أحضان هذا الرجل الكهل الأمي حيث انني اعرف ان اصغر اولاده قد بلغ العشرين…هذه قصة من الاف القصص التي تحصل يوميا في مجتمعنا العربي…في مصر واليمن وتونس والجزائر والمغرب وليبيا…أي مستقبل ينتظر فتيات بريئات في عمر الورود مع كهول متصابين ؟ كيف سيتم التفاهم والتقارب بينهما؟ اي مستقبل ينتظر طفلهما اذا قدر الله لهم أنجاب طفل او اكثر لاسمح الله؟
،،،،،،،،،،ظاهرة تدل على التخلف والسطحية والجهل،واكثر ما يؤلمني حقا ان هناك فئة من المتعلمين والحاصلين على أعلى المؤهلات العلمية والذين يستغلون أموالهم او مراكزهم الأكاديمية للتغرير بطالباتهم البريئات واقناعهن بفكرة الزواج منهم …فقد تقبل الفتاة وأهلها طمعا بالمال او المركز الأكاديمي.وهكذا يتم الزواج غير المتكافيء بين رجل كبير السن وفتاة في عمر الورود …وماهي الا فترة قصيرة من الزمن حتى نرى الزوج (الجد) امام القاضي ليطلق زوجته الصغيرة والتي هي من جيل حفيدته…ولكن للأسف في وقت تحمل فيه على يديها طفلا او طفله مجهولة المصير والمستقبل،،وفي قلبها حسرة مؤلمة وفي عيونها دمعة لا تجف… ومن هنا اناشد أباء وأمهات فتياتنا ومهما كانت ظروفهم الأقتصادية او الأجتماعية،،رفض مثل هذه الجريمة الشنعاء بحق بناتهم البريئات…وأتمنى على كبار السن ان ينظروا في المرآة اكثر من مرة قبل التقدم لفتاة صغيرة في عمر الورود…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com[/p]