زهير عبد القادر
كان الأردن ومازال وسيبقى في مقدمة الدول التي ترحب وتحمي حقوق العمالة الوافدة،وشعبنا الأردني هو من اكثر الشعوب التي تعرف ما تعنيه كلمة العمالة الوافدة،فنادرا ما تجد أسرة أردنية ليس لها ابنا او اخا او قريبا يعمل او عمل في الخارج…ومن هنا نحن نعطف ونحترم ونساعد الغريب….وفي كل دول العالم هناك قوانين تنظم دخول وخروج وحقوق وواجبات العامل الوافد…ومن أهم واجبات هذا العامل أحترامه وتمسكه بعادات وتقاليد وقوانين البلد المضيف وأيضا ابتعاده عن كل ما يخالف قوانين هذا البلد وأنظمته وخاصة ما يتعلق بالأقامة وتصريح العمل وقانون العمل والعمال.
علمت من تقرير صادر عن وزارة العمل الأردنية ان العمالة المصرية الوافدة تشكل حوالي 70% من مجموع العمالة الوافدة في الأردن،في حين تتوزع بقية النسبة على العمالة الفليبينية والسيرلانكية والأندونيسية.ولفت التقرير النظر الى ان 91% من أجمالي العمالة الوافدة في الأردن أمية…تهانينا…معلمونا وأساتذة جامعاتنا واعلاميونا واطباؤنا ومهندسونا يهاجرون الوطن ويأتينا بدلا منهم اميون …وهناك تقديرات غير رسمية تؤكد ان حجم العمالة الوافدة يصل الى نصف مليون شخص معظمهم من الأميين.(الف مبروك).
هذه الفئة الكبيرة من الناس الأميين التي تعيش بيننا وفي مجتمعنا لابد من مراقبتها جيدا…فكيف اعرف هل العامل المصري الذي ادخله بيتي لتصليح مجرى من مجاري المياه الداخلية في منزلي حاصل على أقامة رسمية ام لا ؟ هل هو مطلوب للشرطة ام لا؟ هل هو حاصل على تصريح عمل ام لا؟
قبل يومين فقط جاءنا عامل مصري لتنظيف مصرف من مصارف المياه في منزلنا وأحضر معه آلة صغيرة ادخلها لمدة 4_5 دقائق ساعدت على تصريف المياه وأعادت الأمور الى طبيعتها بعد ان امضى في بيتنا 10 دقائق فقط …وعندما سألته :كم يريد أجرة…فأجاب 20 دينارا …فسألته فيما لو كان اخصائي جراحة قلب او يعمل في (ناسا) للأبحاث الفضائية تصوروا عمل 5 دقائق اجرته عشرون دينارا عدا ونقدا (اللهم لا حسد)…عامل مصري اخر يقف دائما بجانب احد المطاعم في عمان الغربية،ما ان تترك سيارتك وتدخل الى المطعم حتى يحضر للسيارة ويرفع مساحتها الى اعلى اشارة على انه غسل سيارتك…وعندما تخرج فعليك الدفع…هذه تصرفات لا تليق بعامل وافد…هذه (فهلوة )مصرية لا تنجح معنا نحن الأردنيون…وسؤالي الان …ماهي الجهة المسؤولة عن تصرف العمالة الوافدة…هل هي وزارة العمل؟أم مديرية الأمن العام؟ أم سفارات بلادهم؟…لمن يلتجيء المواطن المتضرر من العمال الوافدين؟
أتمنى ان يأتي اليوم الذي نعرف فيه نحن الأردنيون ان العمل شرف ولا يعيب …وان ابناء كبار الأغنياء في اوروبا يعملون في اعمال بسيطة كالبيع في مطاعم الوجبات السريعة او جرسونات في الفنادق والمقاهي او ملاجيء العجزة…الأعتماد على النفس والعمل الشريف لم يكن يوما مظهر خجل او حياء…بل ان أمد يدي الى امي وابي لمنحي بعض النقود هو العار والخجل بعينه…وأختم بكل حزن مقالي بهذه الحقيقة حيث ان عدد الوافدين العاملين في الأردن ضعف عدد العاطلين عن العمل من الأردنيين …(بدون تعليق) ….صباح الخير.