انأ كمواطن أردني, ارقب الأحداث, واقرأ المشهد السياسي على الصعيد المحلي, والصعيد الإقليمي, لا أكاد اشعر بالأمن ولا أحس بالطمأنينة, ولا استطيع أن أتكلف الثقة, بان الأمور تسير وفقاً لرؤية منضبطة, ولا أكاد أحس بروح الفريق الواحد تسيطر على القرار الرسمي, وتسيطر على إدارة الأحداث بجملتها..
هناك ارتباك, وهناك إشارات متناقضة, تظهر من خلال التصريحات والمعالجات المتباينة للأحداث, التي تشعر المواطن بالقلق والحس بعدم الطمأنينة, وليس مرد ذلك الى الاختلاف بالرأي أو التباين بين وجهات النظر لآراء المعارضة والجانب الرسمي, ولكن التناقض والتباين يظهر في الجانب الرسمي تحديداً.
فالحكومة تسير في ملف مكافحة الفساد, وقدمت شخصيات كبيرة للتحقيق والتوقيف, وفي الوقت نفسه تظهر هناك تصريحات تعبر عن الأضرار التي تلحق الاقتصاد والاستثمار على الساحة المحلية من مستويات رسمية عالية وتحاول إفشال الحكومة في هذا المجال, وعرقلة مسار مقاومة الفساد بوضوح.
هناك من يحاول تبريد ملف المعلمين وحل الاشكال, وبذل الجهود الميدانيّة لإرضاء المعلمين بطريقة توافقية, وهناك من يحاول العرقلة وإفشال الحلول, والحيلولة دون حدوث انفراج قريب, وكأنه يريد زيادة الأزمة واستفحالها.
رئيس الحكومة رفض ما جرى في سلحوب واستنكره بشده, ولكن الحادثة نفسها تتكرر بالمفرق, تحت عين وبصر أصحاب النفوذ والأجهزة المعنية…
لسنا في محل تقويم الأحداث, ولا استنكارها, بمقدار ما نريد أن نشعر بالطمأنينة أن الدولة تدار بقرار حكومي رسمي واحد, وتدار بروح الفريق, وتدار وفقاً لإستراتيجية واحدة, ورؤية واحدة معروفة ومحددة ومتفق عليها, وان لا تعود أبداً الى مرحلة إنتاج عدة مراكز قوى, وعدة حكومات, تتصارع وتتنافس على القرار والاستئثار بإدارة الملفات السيادية, والملفات الساخنة, لان ذلك سيؤدي الى الفوضى والاضطراب الذي يؤشر على مرحلة الضعف والأفول دون ترتيب للمجالات على نحو منضبط, مما يؤدي الى جملة من الآثار الكارثية على الوطن والمواطن.
العرب اليوم