أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

فيروز مبيضين تكتب : حين أُغلِقت نوافذ بيوتنا

الذين عاصروا العام 1991 ،يذكرون جيداً حال الأردن في تلك الأيام،، فعندما بدأت طبول الحرب تدق مغيِّبة صوت العقل والضمير العربي الحر، وبدأ نهش ونبش وافتر



15-02-2012 01:12 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
2596الذين عاصروا العام 1991 ،يذكرون جيداً حال الأردن في تلك الأيام،، فعندما بدأت طبول الحرب تدق مغيِّبة صوت العقل والضمير العربي الحر، وبدأ نهش ونبش وافتراس خيرات العراق كان الأردنيون أكثر العرب قلقاً وحصاراً وصموداً.

الأشقاء العرب متحدون فجأة ضد من! حالة من الرعب وليس الخوف فقط، في الأردن بيوت بسيطة امتلأت خزائنُها المهترئة بأكياس الطحين وعلب الفول وبضع كيلوغرامات من العدس والأرز، نوافذ مغلقة بإحكام محاطة بلاصق على شكل علامة ضرب، وإشاعات بأن صواريخ أميركا ستمر في سماء الأردن قبل أن تدك العراق، واحتمالات بأن تسقط في أي قرية قريبة أو بعيدة عن حدودنا الشرقية، قنابل نووية وكيماوية بل وفكرية وأخلاقية.

حصار شامل، اختلال في كل موازين الاقتصاد، هروب لأصحاب رؤوس الأموال، شاحنات محملة بثمار رواها مطر شحيح تلقي بحمولتها على أطراف طريق موصدة من كل جهة، وأغانٍ وطنية تقطر حباً وخوفاً وصبراً، أيام صعبة لم يكن يعرف فيها الأردني كيف سيكون مطلعها وكيف سيكون مغيبها.

تقلبات وإشاعات وأقاويل تتغير وتتبدل في كل لحظة، الشيء الوحيد الثابت كان وجه الحسين المبتسم، في ذاك المحيّا علامات ثقة لم يكن يراها البعض مبررة، فهناك قلة كانت تعتقد أن الأردن إلى زوال، يتسامرون ويتآمرون ويروون القصص مروعين من أمنت منازلهم وأعراضهم.

وحده محيّا الحسين بثقة وأمل مبتسم، وفي داخل الضمائر السوية سؤال كيف يمكن لرجل عظيم عرف بسياسته وحكمته وحنكته أن تبقى سريرته مطمئنة والعالم كله ينحدر وراء افتراءات وروايات كُتِبت في جُنح الليل،، سر تلك الأيام العصيبة لا يعرفه سوى الأردنيين فقط، الأردنيون وحدهم يعرفون كيف تكون وقفة العز والكرامة.

مضت الحرب ولم ينهار الأردن ولم تتلاش ابتسامة الحسين عن محيّاه، مضت الحرب وفكت الخزائن أقفالها وفتحت النوافذ على مصراعيها وعاد الأمل والأمن من جديد، كل من عاش تلك الأيام يتذكر كيف غادرت العقارب والأفاعي جحورها وهربت حين لم تجد شيئاً تبث السم فيه، كل من عاش تلك الأيام يعلم أن سر بقاء ونماء الأردن مثل سر نشأة الكون، سر غير مباح وغير مشاع ولا يمكن لأيٍّ ممن يدَّعون ضلوعهم في علوم الكيمياء أو الجغرافيا أو الديموغرافيا أن يفهموه أصلاً.

لست خائفة ولست قلقة ولا أمدح ولا أبالغ،، ولكل من يقول أن الأردن في أزمة، نقول إن الأردنيين اهل لها، لا تراوغوا ولا تقامروا، فالأردن باقٍ بقاء الشمس والأرض والخير، باق لشباب ابصروا، النور لأول مرة يشق تلك النوافذ المغلقة بلاصق على شكل علامة ضرب، باقٍ لهم وباقون له واليوم يكبرون، وغداً سيكتب أحدهم وهو في الخامسة والأربعين من عمره واصفاً محيّا عبدالله الثاني وهو مبتسم واثق- وإن كان البعض لا يرى ذلك مبرراً – مستشهدا بالذين عاصروا عام 2012.



اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 03:35 AM