الاصلاح نيوز - ،يلمس المتتبع لاعتصام المعلمين على الدوار الرابع العديد من المفارقات والملاحظات من على هذا الدوار ابرزها ما يلي :
،اولاً : اطلق المعتصمون اليوم على الدوار الرابع انه “دوار المعلم” ، في الوقت الذي شهد فيه الدوار الرابع مئات الاعتصامات منذ انطلاقة الربيع العربي … ولو كل من اعتصم على هذا الدوار اراد اطلاق اسم الجهة التي يمثلها عليه لشب خلاف بين الاردنيين على اسم الدوار الرابع !
،ثانياً : وسط استمرار اضراب المعلمين لاسبوعه الثاني ، رفع المعتصمون شعار “انتهى اضراب العلاوة وبدأ اضراب الكرامة” … غير ان احداً من المعتصمين لم يسأل عن كرامة الطالب الذي سلبه المعلمون حقه الدستوري في التعليم مرة واحدة مقابل اقرار الحكومة لعلاوة المعلمين على مراحل .. فماذا لو اعتصم الطلبة غداً على الدوار الرابع ، واطلقوا عليه اسم ،دوار الطالب، في ظل الحديث عن 1,7 مليون طالب وطالبة مقابل نحو 70 ألف معلم ومعلمة ؟!
،ثالثاً : ان خلافاً شب بين المعتصمين وبين بعض الاعلاميين حول تقاريرهم الاخبارية المتعلقة بعدد الحضور ، ففي ظل حديث بعض وسائل الاعلام عن مشاركة نحو 5000 – 7000 معلم ومعلمة في الاعتصام ، قال معتصمون انهم تجاوزوا العشرين ألفاً ، مما اثار لغطاً بين الطرفين ، وعكس حالة لا ثقة بين المعلم والاعلام… بل تجاوز الخلاف ذلك عندما هاجمت قيادات الاعتصام عبر المكبرات بعض وسائل الاعلام والاعلاميين “دون ذكر اسماء محددة” … اذ ان لدى المعتصمين قناعة بمشروعية مطالبهم وان لم يبرر الاعلام اضراب المعلمين… وتساءل المعتصمون عبر المكبرات عن اولئك الاعلاميين في ما اذا كانوا من جماعة الخمسين الفاً ام المئة الف في اشارة الى قضية الـ 51 صحفيا التي اثيرت مؤخرا.
،رابعاً : ردد المعتصمون ما اسموه بقسم المعلم “نقسم بالله العظيم اننا لن نتراجع عن مطالبنا ابداً” … وسط استياء اولياء الامور والطلبة من الاضراب وتداعياته.
،خامساً : اوقفت احدى السيدات سيارتها الحمراء اثناء التفافها من على الدوار الرابع وخاطبت بعض المعلمين قائلة : ” ولادنا ما بيعرفوا يقرأوا .. حرام عليكم” … وبعدها رصدت الاصلاح نيوز كاهلاً بالسن يشير بالبنان الى رجال الامن العام والدرك الذين شكلوا سياجاً أمنياً على الدوار الرابع لحفظ الامن والنظام لساعات طويلة قائلاً :”هذول الي بتعبوا.. وهيهم ساكتين” .. في اشارة منه الى جهود رجال الامن والدرك ورضاهم بما قسمه الله لهم واستهجانه اضراب المعلمين.
سادساً : ردد المعتصمون في هتافاتهم ان “الدرس قد بدأ” لترتفع بعدها هتافات تطالب رئيس الورزاء عون الخصاونة بالرحيل.. والمفارقة هنا ان الهتافات تضمنت القول “ارحل يا عون نحن من علمك “… في اشارة الى اهمية المعلم ودوره في المجتمع من جهة ورفض تجاهل الحكومة لمطالبهم واعتصامهم من جهة اخرى.
،سابعاً : ان طلبة حضروا لموقع الاعتصام ليتابعوا المجريات على الساحة عن قرب … وكأن الدرس قد بدأ من على الدوار الرابع بالفعل… لكن اي درس هذا ؟!!
،ثامناً : التفاف المعلمين حول رئيس اللجنة العليا لاحياء نقابتهم ،مصطفى الرواشدة لم يدم لساعات … فبينما اعلن في تمام الساعة الثانية ظهراً فض الاعتصام ، حمل المعتصمون السماعات مطالبينه بعرض مبرراته لقرار فض الاعتصام، ليعلنوا بعدها الاستمرار في الاعتصام رغم قرار الرواشدة واستمروا لنحو نصف ساعة اخرى .
،تاسعاً : رفع المعتصمون لافتتين الاولى تقول نقلا عن صحيفة بريطانية : ” الثورة التونسية استلهمت من حراك المعلمين في الاردن” ، والثانية تقول: “عندما طالب القضاة في المانيا مساواة رواتبهم برواتب المعلمين ، كان جواب الحكومة : اتريدون ان نساوي رواتبكم برواتب من علمكم ؟ “……. هاتين اللافتتين تؤكدان اهمية المعلم ودوره الحضاري في المجتمع … غير انهما تشيران ايضا الى ان اضراب المعلمين وصل لحد الثورة من جهة، ومن جهة اخرى فإن المعلم في المانيا ليس كالمعلم في الاردن والمانيا ليست الاردن ايضاً .. فلماذا التقليد؟