حسام الرباعي / القاهرة
/
/لو انك في صحراء جرداء مليئة بالرمال الحارقة والصخور والاشواك ووقف احدهم بجانبك ليشير باصبعه الى هذه الصحراء..مخاطبا اياك : انظر هذه الجنان العامرة بثمارها الدانية وازهارها اليانعة وانهارها الجارية ….ماذا ستقول له….؟
اتعجب لاولئك الذين صدقوا الغرب عندما قال لنا: انظروا انكم تعيشون ربيعا عربيا زاهيا بينما الواقع لا يزيد عن اننا نرى انهارا من الدم يريدون ان نراها انهارا من عسل …وهياكل عظمية يصورنها فروع اشجار زاهية ودمارا في المقدرات يزعمون انه اعمار وتشييد.
ليس بغريب ان ينظر الانسان الى الواقع بعين التمني والحلم…حتى لو كان الواقع مخالفا للاماني والاحلام….تماما كالسراب يحسبه الضمأن ماءا.
فما هي قصتنا وما هي قصتهم وما هو الربيع الذي يوهموننا بحلوله …هل هو ربيعنا ام ربيعهم.
للاجابة على هذه التساؤلات علينا ان ننظر في انفسنا اولا..ونفهم واقعنا واحلامنا التي تنطلق بالاساس من هذا الواقع ..مثلما علينا ان نعرف واقعهم واحلامهم التي تنطلق ايضا من واقعهم.
واقعنا يقول اننا شعوب عربية طمأنه بكل معنى الكلمة…نعاني عطشا شديدا للحرية …للعدالة…لاحترام انسانية الانسان….عقود طويلة عشناها…تحكمنا انظمة تمن علينا بأنها تحكمنا …بيدها الحل والربط والمنع والعطاء…تحول رجالها الى ما يشبه الفراعنة..وتحول الشعب الى عبد فهو اما شاكرا او صابرا…اذا الحكام اعطوا اخذت الشعوب بتدميج قصائد المدح والشكر والثناء…واذا منعوا…فما امام الشعوب الا الصبر…هذا مناخ رائع لانتشار الفساد والمحسوبية والواسطة …مناخ مناسب جدا لممارسة النفاق والكذب والتدليس..مناخ رائع لطرد الشرفاء والكفاءات والمخلصين وانتعاش الفاسدين واللصوص والمدعين…مناخ ادى الى شعور المواطن بأن تسهيل اموره الحياتية يتطلب ان يملك واحدة من اثنتين .او كليهما معا…السلطة والمال..ان لم يكن لك ظهر من سلطة او مال سوف تضرب على ظهرك…. وماذا يصنع الذين لا يملكون لا السلطة ولا المال..وهم الاكثرية… غيظ وصل حده ..وحلم سيطر على العقول ..بالحصول على الكرامة..الشعوب وصلت الى حد الانفجار…فقط هي بحاجة الى عود كبريت واحد…لتنفجر حريقا مدمرا ….
هذا واقعنا وحلمنا..فماذا عن واقعهم وحلمهم…دول قوية متقدمة تعيش شعوبها اجواء الحرية والكرامة.. احلامها في منطقتنا تتمثل …بالسيطرة على مقدراتنا، وممتلكاتنا ..ومسح هويتنا ..وتحويلنا الى سوبر ماركت لسلعها…وبخلق انظمة غير قادرة على الدفاع عن هذه المقدرات .. يحلمون بالتحول باسرائيل من دولة تحتاج الى دعمهم الدائم لمواجهة العرب الى دولة تسيطر على العرب والمنطقة برمتها ..اسرائيل دولة صنعها الغرب في المنطقة العربية. وهي بحاجة الى دعم مستمر في ظل دول كبيرة كالعراق ومصر والسعودية وغيرها..لا بد ان تنتهي القضية الفلسطينية…ان لم يكن باقامة اسرائيل الكبرى فليكن بأسٍرائيل العظمى التي تسيطر على المنطقة.
بالرغم من اختلاف الواقعين والحلمين بشكل كبير..الا ان الغرب وجد بالواقع العربي والاحلام العربية فرصة ذهبية لتحقيق احلامه هو …تماما كغني مقتدر يستغل واقع رجل فقير بائس لتحقيق رغبته بالانتقام من عدو.
الغرب لم يفوت هذه الفرصة الذهبية لتحقيق احلامه التي تنتهي بتفتيت المنطقة الى دويلات صغيرة وضعيفة قائمة على المذهبية والطائفية والعرقية تعيش في وسطها اسرائيل دولة قائمة على الدين متجانسة مع محيطها وتسيطر على ما حولها من دويلات ضعيفة متناحرة…سوف تتسابق لتطلب حماية اسرائيل من جيرانها…
وسارع لرفع شعارات الحرية والكرامة واالعدالة…وحث الشعوب المتعطشه لها للخروج الى الشوارع…ومن خلال اسلحته الاعلامية القوية ودعمه المالي وعناصره الموجودة في المنطقة سواء على شكل احزاب او جمعيات مجتمع مدني او غيرها … تأججت الروح التواقة للحرية في الشارع العربي ,,,ونزل الناس الى الشوارع يطالبون بحريتهم معتقدين بالغرب منقذا وداعما لهم في تحقيق احلامهم… فالغريق يتعلق بقشة…ولا مانع ان تتعلق الشعوب الغرقانة وبعد ان فقدت صوابها بقشة الغرب.
نظرة سريعة لما حدث..نرى السيناريو الواحد تقريبا…شعوب تنزل الى الشوارع لا قائد لها ولا برنامج ..فقط تريد الحرية…يستشعر الحاكم الخطر فيظهر على الجماهير الغاضبة ليعلن انه يلبي مطالبها..هذا التنازل من الحاكم يشعرالجماهير بنشوة الانتصار وبان الحاكم خائف..فيظهر من بينها ليعلن عن رفع سقف المطالب,,النشوة تدفع بالجماهير الى رفع سقف مطالبها…حتى تصل الى اسقاط الحاكم او قتله…بعضهم هرب بطائرته كما في تونس..وبعضهم ادرك اللعبة قرر ان يقف بوجهها مهما كان الثمن كالقذافي… في تونس ومصر هناك جيش حاول ضبط الامور وما زال يحاول….وفي ليبيا…لعدم وجود مثل هذا الجيش دخلت البلاد في حرب اهلية لا يتحدث عنها احد..عشرات القتلى يسقطون يوميا في ليبيا دون ان يسمع بهم احد…في مصر الجيش يواجه مؤامرات قوية وجدية لاعادة الناس الى الشوارع وصولا الى الفوضى الخلاقة التي بشرت بها غونداليزا رايس ….ما يجري في سورية يشير، الى ان الوضع اذا انتهى بسقوط النظاام السوري فان سوريا سوف تدخل هذه الفوضى… الفوضى التي ستؤدي الى تمحور كل فئة من الشعب طائفية او عرقية حول نفسها لحماية نفسها…وهي خطوة للتقسيم والتفتيت.
انه ربيع اسرائيلي غربي وليس بربيع عربي…طالما ان نتاجه، تدمير المقدرات ونشر الفوضى وتفتيت الاوطان لصالح اسرائيل والغرب .
اتعجب لاولئك الذين صدقوا الغرب عندما قال لنا: انظروا انكم تعيشون ربيعا عربيا زاهيا بينما الواقع لا يزيد عن اننا نرى انهارا من الدم يريدون ان نراها انهارا من عسل …وهياكل عظمية يصورنها فروع اشجار زاهية ودمارا في المقدرات يزعمون انه اعمار وتشييد.
ليس بغريب ان ينظر الانسان الى الواقع بعين التمني والحلم…حتى لو كان الواقع مخالفا للاماني والاحلام….تماما كالسراب يحسبه الضمأن ماءا.
فما هي قصتنا وما هي قصتهم وما هو الربيع الذي يوهموننا بحلوله …هل هو ربيعنا ام ربيعهم.
للاجابة على هذه التساؤلات علينا ان ننظر في انفسنا اولا..ونفهم واقعنا واحلامنا التي تنطلق بالاساس من هذا الواقع ..مثلما علينا ان نعرف واقعهم واحلامهم التي تنطلق ايضا من واقعهم.
واقعنا يقول اننا شعوب عربية طمأنه بكل معنى الكلمة…نعاني عطشا شديدا للحرية …للعدالة…لاحترام انسانية الانسان….عقود طويلة عشناها…تحكمنا انظمة تمن علينا بأنها تحكمنا …بيدها الحل والربط والمنع والعطاء…تحول رجالها الى ما يشبه الفراعنة..وتحول الشعب الى عبد فهو اما شاكرا او صابرا…اذا الحكام اعطوا اخذت الشعوب بتدميج قصائد المدح والشكر والثناء…واذا منعوا…فما امام الشعوب الا الصبر…هذا مناخ رائع لانتشار الفساد والمحسوبية والواسطة …مناخ مناسب جدا لممارسة النفاق والكذب والتدليس..مناخ رائع لطرد الشرفاء والكفاءات والمخلصين وانتعاش الفاسدين واللصوص والمدعين…مناخ ادى الى شعور المواطن بأن تسهيل اموره الحياتية يتطلب ان يملك واحدة من اثنتين .او كليهما معا…السلطة والمال..ان لم يكن لك ظهر من سلطة او مال سوف تضرب على ظهرك…. وماذا يصنع الذين لا يملكون لا السلطة ولا المال..وهم الاكثرية… غيظ وصل حده ..وحلم سيطر على العقول ..بالحصول على الكرامة..الشعوب وصلت الى حد الانفجار…فقط هي بحاجة الى عود كبريت واحد…لتنفجر حريقا مدمرا ….
هذا واقعنا وحلمنا..فماذا عن واقعهم وحلمهم…دول قوية متقدمة تعيش شعوبها اجواء الحرية والكرامة.. احلامها في منطقتنا تتمثل …بالسيطرة على مقدراتنا، وممتلكاتنا ..ومسح هويتنا ..وتحويلنا الى سوبر ماركت لسلعها…وبخلق انظمة غير قادرة على الدفاع عن هذه المقدرات .. يحلمون بالتحول باسرائيل من دولة تحتاج الى دعمهم الدائم لمواجهة العرب الى دولة تسيطر على العرب والمنطقة برمتها ..اسرائيل دولة صنعها الغرب في المنطقة العربية. وهي بحاجة الى دعم مستمر في ظل دول كبيرة كالعراق ومصر والسعودية وغيرها..لا بد ان تنتهي القضية الفلسطينية…ان لم يكن باقامة اسرائيل الكبرى فليكن بأسٍرائيل العظمى التي تسيطر على المنطقة.
بالرغم من اختلاف الواقعين والحلمين بشكل كبير..الا ان الغرب وجد بالواقع العربي والاحلام العربية فرصة ذهبية لتحقيق احلامه هو …تماما كغني مقتدر يستغل واقع رجل فقير بائس لتحقيق رغبته بالانتقام من عدو.
الغرب لم يفوت هذه الفرصة الذهبية لتحقيق احلامه التي تنتهي بتفتيت المنطقة الى دويلات صغيرة وضعيفة قائمة على المذهبية والطائفية والعرقية تعيش في وسطها اسرائيل دولة قائمة على الدين متجانسة مع محيطها وتسيطر على ما حولها من دويلات ضعيفة متناحرة…سوف تتسابق لتطلب حماية اسرائيل من جيرانها…
وسارع لرفع شعارات الحرية والكرامة واالعدالة…وحث الشعوب المتعطشه لها للخروج الى الشوارع…ومن خلال اسلحته الاعلامية القوية ودعمه المالي وعناصره الموجودة في المنطقة سواء على شكل احزاب او جمعيات مجتمع مدني او غيرها … تأججت الروح التواقة للحرية في الشارع العربي ,,,ونزل الناس الى الشوارع يطالبون بحريتهم معتقدين بالغرب منقذا وداعما لهم في تحقيق احلامهم… فالغريق يتعلق بقشة…ولا مانع ان تتعلق الشعوب الغرقانة وبعد ان فقدت صوابها بقشة الغرب.
نظرة سريعة لما حدث..نرى السيناريو الواحد تقريبا…شعوب تنزل الى الشوارع لا قائد لها ولا برنامج ..فقط تريد الحرية…يستشعر الحاكم الخطر فيظهر على الجماهير الغاضبة ليعلن انه يلبي مطالبها..هذا التنازل من الحاكم يشعرالجماهير بنشوة الانتصار وبان الحاكم خائف..فيظهر من بينها ليعلن عن رفع سقف المطالب,,النشوة تدفع بالجماهير الى رفع سقف مطالبها…حتى تصل الى اسقاط الحاكم او قتله…بعضهم هرب بطائرته كما في تونس..وبعضهم ادرك اللعبة قرر ان يقف بوجهها مهما كان الثمن كالقذافي… في تونس ومصر هناك جيش حاول ضبط الامور وما زال يحاول….وفي ليبيا…لعدم وجود مثل هذا الجيش دخلت البلاد في حرب اهلية لا يتحدث عنها احد..عشرات القتلى يسقطون يوميا في ليبيا دون ان يسمع بهم احد…في مصر الجيش يواجه مؤامرات قوية وجدية لاعادة الناس الى الشوارع وصولا الى الفوضى الخلاقة التي بشرت بها غونداليزا رايس ….ما يجري في سورية يشير، الى ان الوضع اذا انتهى بسقوط النظاام السوري فان سوريا سوف تدخل هذه الفوضى… الفوضى التي ستؤدي الى تمحور كل فئة من الشعب طائفية او عرقية حول نفسها لحماية نفسها…وهي خطوة للتقسيم والتفتيت.
انه ربيع اسرائيلي غربي وليس بربيع عربي…طالما ان نتاجه، تدمير المقدرات ونشر الفوضى وتفتيت الاوطان لصالح اسرائيل والغرب .