201221182129885734_20.jpg
هناك شيء من أسطورة سيزيف، المحكوم عليه أبداً بدحرجة صخرة إلى أعلى جبل فإذا وصل إلى هناك وقعت منه إلى أسفله ليعود ويبدأ من جديد، في كفاح إسبانيا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية.
ففي كل مرة تقترب فيها العاصمة الإسبانية مدريد من حافة القمة، ومستوى المدن الفائزة، يأتي جلمود ثقيل اسمه "المنشطات" وينثر جهودها هباءً.
الأمر كذلك حتى أن المسؤول الأول عن ملف "مدريد 2020" أليخاندرو بلانكو قرر الخروج ليل الأربعاء أمام الصحافة للدفاع عن "نظافة الرياضة الإسبانية"، بل أنه أبدى استعداده لدعم عملية مراجعة لأساسيات مكافحة المنشطات.
وشدّدَ وزير التعليم والثقافة والرياضة الإسباني "خوسيه إغناسيو ويرت" الخميس على أنه "من غير المتسامح فيه أن يتم اتهام الرياضة الإسبانية كلها"، في انعكاس واضح لعودة بلاده إلى اتخاذ موقف الدفاع في قضية المنشطات.
كانت ثلاثة أيام من الأخبار السيئة بالنسبة لصورة أسبانيا في تلك الناحية، وكذلك لمدريد 2020، التي ستقدم بعد غد الاثنين في لوزان، مقر اللجنة الأولمبية الدولية، ملف ترشيحها لمنافسة مدن باكو والدوحة واسطنبول وروما وطوكيو.
وأعلن يوم الاثنين الماضي أن المحكمة الرياضية قد عاقبت سائق الدراجات ألبرتو كونتادور بالإيقاف لمدة عامين بعد عام ونصف العام من التوتر المحيط بقضيته.
والثلاثاء، ظهرت مقاطع فيديو على قناة "بلوس" الفرنسية التي ألمحت في برنامج يتمتع بقاعدة متابعة كبيرة إلى أن المنشطات تمثل عنصراً يومياً في حياة الرياضة الإسبانية، ووضعت مثالاً على ذلك بعروس ماريونيت (دمية مضحكة) للاعب التنس رافاييل نادال.
والخميس أعلنت المحكمة عقوبة الإيقاف عامين أيضاً بحق سائق الدراجات الألماني يان أولريش بسبب قضية منشطات مرتبطة بشبكة الطبيب الإسباني إيوفيميانو فوينتس.
مرة أخرى شبح "عملية بويرتو"، ذلك الملف العملاق من التحقيقات في إسبانيا الذي بدأ كبادرة طيبة وانتهى كأسوأ دعاية مع تبدد احتمالات الوصول إلى نتائج قاطعة.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للتنس فرانشيسكو ريتشي بيتي الخميس: "أعتقد أن على إسبانيا إيجاد طريق للكشف عما تم التلميح له بعملية بويرتو. حينها لن يوجد هذا الانطباع، أو هذا الإحساس".
وشدد ريتشي بيتي، الذي يتمتع كذلك بعضوية اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة التنفيذية بالوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، خلال محادثة هاتفية مع وكالة الأنباء الألمانية:"الأمر لا يتعلق بحدوث خطأ، لكن لم يكن من الجيد للرياضة في إسبانيا عدم الكشف عن كل جوانب عملية بويرتو".
في السياق نفسه، أطلق بلانكو الأربعاء فكرة قد تكون خطيرة على صورة مدريد 2020، وهو أنه "يؤيد" عملية "مراجعة" مبدأ "المسؤولية الموضوعية"، حجر الزاوية لمنظومة مكافحة المنشطات.
وقال رئيس الملف :"هناك قلق كبير يتعلق بهذا المبدأ، لأنه يحمل الرياضي مسؤولية كل ما يحمله داخل جسده، وذلك لو طبقناه على المستوى الشخصي سيكون أمراً معقداً للغاية".
ولا يتفق مواطنه خوسيه بيرورينا عضو اللجنة الأولمبية الدولية مع هذا المقترح.
وقال بيرورينا، الذي يترأس أيضاً الاتحاد الدولي لسباقات قوارب الكانو كاياك، لـ(د ب أ) أمس الجمعة :"ذلك أمر من الصعب بعض الشيء تغييره، لابد من إجراء تحليل أكثر عمقاً".
وأضاف: "جميع رؤساء الاتحادات الدولية تؤيد مكافحة المنشطات ، كلنا. لكن قواعد /وادا/ تقوم على القوانين السويسرية. ما يجب القيام به هو استئصال جذور المنشطات".
الأمر ليس جديداً
وقبل ثلاثة أعوام تعرض ملف مدريد 2016 لمشكلات عندما قال ديفيد هاومان المدير العام لوادا لـ(د ب أ) إنه يرى من "قلة الذكاء" صدور مرسوم لحكومة خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو يقلل من درجة إلزام الرياضيين بالإبلاغ عن إمكانهم لاختبارات المنشطات، في الوقت الذي يمنع فيه إجراؤها بين الساعة 11 ليلاً والسادسة صباحا.
وتراجعت إسبانيا لاحقاً لكن الإضرار بصورتها كان قد وقع، غير أن بيرورينا يعتقد أن المشكلة الأكبر ليست المنشطات، وإنما الأزمة الاقتصادية.
وقال بيرورينا :"تلك تؤثر أكثر"، في رأي بقية أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية الذين سيصوتون في أيلول/ سبتمبر المقبل بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على اختيار مقر أولمبياد 2020.
هناك شيء من أسطورة سيزيف، المحكوم عليه أبداً بدحرجة صخرة إلى أعلى جبل فإذا وصل إلى هناك وقعت منه إلى أسفله ليعود ويبدأ من جديد، في كفاح إسبانيا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية.
ففي كل مرة تقترب فيها العاصمة الإسبانية مدريد من حافة القمة، ومستوى المدن الفائزة، يأتي جلمود ثقيل اسمه "المنشطات" وينثر جهودها هباءً.
الأمر كذلك حتى أن المسؤول الأول عن ملف "مدريد 2020" أليخاندرو بلانكو قرر الخروج ليل الأربعاء أمام الصحافة للدفاع عن "نظافة الرياضة الإسبانية"، بل أنه أبدى استعداده لدعم عملية مراجعة لأساسيات مكافحة المنشطات.
وشدّدَ وزير التعليم والثقافة والرياضة الإسباني "خوسيه إغناسيو ويرت" الخميس على أنه "من غير المتسامح فيه أن يتم اتهام الرياضة الإسبانية كلها"، في انعكاس واضح لعودة بلاده إلى اتخاذ موقف الدفاع في قضية المنشطات.
كانت ثلاثة أيام من الأخبار السيئة بالنسبة لصورة أسبانيا في تلك الناحية، وكذلك لمدريد 2020، التي ستقدم بعد غد الاثنين في لوزان، مقر اللجنة الأولمبية الدولية، ملف ترشيحها لمنافسة مدن باكو والدوحة واسطنبول وروما وطوكيو.
وأعلن يوم الاثنين الماضي أن المحكمة الرياضية قد عاقبت سائق الدراجات ألبرتو كونتادور بالإيقاف لمدة عامين بعد عام ونصف العام من التوتر المحيط بقضيته.
والثلاثاء، ظهرت مقاطع فيديو على قناة "بلوس" الفرنسية التي ألمحت في برنامج يتمتع بقاعدة متابعة كبيرة إلى أن المنشطات تمثل عنصراً يومياً في حياة الرياضة الإسبانية، ووضعت مثالاً على ذلك بعروس ماريونيت (دمية مضحكة) للاعب التنس رافاييل نادال.
والخميس أعلنت المحكمة عقوبة الإيقاف عامين أيضاً بحق سائق الدراجات الألماني يان أولريش بسبب قضية منشطات مرتبطة بشبكة الطبيب الإسباني إيوفيميانو فوينتس.
مرة أخرى شبح "عملية بويرتو"، ذلك الملف العملاق من التحقيقات في إسبانيا الذي بدأ كبادرة طيبة وانتهى كأسوأ دعاية مع تبدد احتمالات الوصول إلى نتائج قاطعة.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للتنس فرانشيسكو ريتشي بيتي الخميس: "أعتقد أن على إسبانيا إيجاد طريق للكشف عما تم التلميح له بعملية بويرتو. حينها لن يوجد هذا الانطباع، أو هذا الإحساس".
وشدد ريتشي بيتي، الذي يتمتع كذلك بعضوية اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة التنفيذية بالوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، خلال محادثة هاتفية مع وكالة الأنباء الألمانية:"الأمر لا يتعلق بحدوث خطأ، لكن لم يكن من الجيد للرياضة في إسبانيا عدم الكشف عن كل جوانب عملية بويرتو".
في السياق نفسه، أطلق بلانكو الأربعاء فكرة قد تكون خطيرة على صورة مدريد 2020، وهو أنه "يؤيد" عملية "مراجعة" مبدأ "المسؤولية الموضوعية"، حجر الزاوية لمنظومة مكافحة المنشطات.
وقال رئيس الملف :"هناك قلق كبير يتعلق بهذا المبدأ، لأنه يحمل الرياضي مسؤولية كل ما يحمله داخل جسده، وذلك لو طبقناه على المستوى الشخصي سيكون أمراً معقداً للغاية".
ولا يتفق مواطنه خوسيه بيرورينا عضو اللجنة الأولمبية الدولية مع هذا المقترح.
وقال بيرورينا، الذي يترأس أيضاً الاتحاد الدولي لسباقات قوارب الكانو كاياك، لـ(د ب أ) أمس الجمعة :"ذلك أمر من الصعب بعض الشيء تغييره، لابد من إجراء تحليل أكثر عمقاً".
وأضاف: "جميع رؤساء الاتحادات الدولية تؤيد مكافحة المنشطات ، كلنا. لكن قواعد /وادا/ تقوم على القوانين السويسرية. ما يجب القيام به هو استئصال جذور المنشطات".
الأمر ليس جديداً
وقبل ثلاثة أعوام تعرض ملف مدريد 2016 لمشكلات عندما قال ديفيد هاومان المدير العام لوادا لـ(د ب أ) إنه يرى من "قلة الذكاء" صدور مرسوم لحكومة خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو يقلل من درجة إلزام الرياضيين بالإبلاغ عن إمكانهم لاختبارات المنشطات، في الوقت الذي يمنع فيه إجراؤها بين الساعة 11 ليلاً والسادسة صباحا.
وتراجعت إسبانيا لاحقاً لكن الإضرار بصورتها كان قد وقع، غير أن بيرورينا يعتقد أن المشكلة الأكبر ليست المنشطات، وإنما الأزمة الاقتصادية.
وقال بيرورينا :"تلك تؤثر أكثر"، في رأي بقية أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية الذين سيصوتون في أيلول/ سبتمبر المقبل بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على اختيار مقر أولمبياد 2020.