القروي الملثم/
ليس في ظروف الربيع العربي ما يدعو الى مديح المسؤول.. فقد سئم المواطن العربي جوقة المداحين، تعتلي المسرح الممل منذ نصف قرن، تخلع على الحكام القاباً وشرعيات، وتدير ظهرها للجمهور.
تأخر الربيع العربي نصف قرن أو اكثر… وعندما حل اتهمته (الشرعيات) بالفوضى والارتباط بالخارج… وكأن الانظمة كانت مرتبطة بالداخل.
عمّت فوضى مؤقتة هنا، وسال الدم هناك.. والشيء المؤكد اليوم استحالة العودة بالوضع العربي الى ما قبل الربيع، فالدنيا تغيرت في كل مكان إلا في عالمنا العربي.
في الاردن، استطعنا استيعاب الهزات الارتدادية المصاحبة للزلزال، ومازال بالامكان استيعاب المزيد: اصلاحات دستورية وسياسية وقانونية، لكنها – على اهميتها- لا تكفي وحدها للعبور.
في الاردن، ازمات واختلالات ، اكثرها مزمن وبعضها طارئ ، واخرى تنتظر ما يجري في المحيط.
فقد الجمهور ثقته بالسلطات وأدوارها، بعد التزوير واختطاف مؤسسات الدولة والاثراء الفاحش وغير المشروع.
تصم الاذان المعلومات والاشاعات عن الفساد… الاسماء والمبالغ والقصور… أسماء رؤساء ووزراء ونواب وجنرالات وأصدقاء وانسباء.
في الأردن، المطلوب اصلاح النظام، بقاء النظام مطلب للجميع، لكن اصلاحه يتطلب الكثير من الجهد المخلص والاجراءات العلنية والحلول الابداعية.
نستطيع عبور الازمة الاقتصادية والاجتماعية وضعف الهيبة والاستقواء على الدولة اذا توفرت النيات الصادقة والعدل والمصداقية.
ليس في ظروف الربيع العربي ما يدعو الى مديح المسؤول..
لكن الحكومة الحالية، وبالرغم من كل ما يؤخذ عليها من سلبيات ستتعرض لهجوم غير مسبوق في المرحلة التالية، بعد أن تكشفت حقائق جديدة تؤشر على تورط مسؤولين في الفساد، وبعد أن مثل فاسدون أمام القضاء، ويعرف اخرون أن مثولهم أمام القضاء مسألة وقت ليس إلا.
من حق الحكومة علينا أن نمتدح أفعالها مثلما نتعرض لها بالنقد عندما تجانب الصواب.
جهد الحكومة في ملاحقة الفاسدين شيء يدعو للتفاؤل وتستحق عليه الثناء.