أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

مظلومون

نحن مظلومون بحكم التاريخ، ولعلنا الأمة الوحيدة التي قضت عقودا طويلة تدور في حلقة مفرغة ومعتمة بحثا عن خلاص. في خمسينات وستينات القرن الماضي كانت الناص



09-02-2012 01:20 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
نحن مظلومون بحكم التاريخ، ولعلنا الأمة الوحيدة التي قضت عقودا طويلة تدور في حلقة مفرغة ومعتمة بحثا عن خلاص. في خمسينات وستينات القرن الماضي كانت الناصرية والقومية العربية هما الحل والملاذ اضافة الى الاشتراكية كسبيل للتحرر الاقتصادي اسوة بالحليف الشرقي. لكن المغامرة الناصرية تاهت في جبال اليمن قبل ان تقتلعها حرب النكسة من جذورها. ثم جاءت السبعينات تحمل في طياتها وعود السلام مع اسرائيل وبشائر الانفتاح العربي على الغرب الرأسمالي. وتمثل الحصاد المر في اطلاق شهية الاستهلاك وتبديد المال والمقدرات وظهور طبقة جديدة من الفاسدين على حساب قوت الشعب.

اضعنا عقودا ونحن نبحث عن صيغة تلائم حالنا البائس من فرقة وضعف وتصفية لقضية القضايا. خاض عراق البعث حربا طويلة ضد ايران الخميني بينما غرقت سوريا، الشقيق اللدود، في مستنقعات لبنان. كنا نخاف من تصدير ثورة ايران ومن اطماعها التاريخية في الخليج لكننا قايضنا مخاوفنا بالنوم في احضان اميركا. ولم نستفق حتى عندما انهار الاتحاد السوفياتي ومن حوله وانطفأت نار معسكر الاشتراكية ونظام الحزب الواحد واقفلت صفحة الحرب الباردة. كل ذلك ولم تحدث ثورة واحدة في العالم العربي باسم الديمقراطية والتخلص من نير الطغيان.

خضنا حروبا ضد انفسنا ممثلة بحملات ضد الجهادية الاسلامية والافغان العرب والسلفية الوهابية واشكالا اخرى من مدارس اسلاموية متطرفة. ثم جاء احتلال الكويت ليكسر شوكة العراق ولينعم الخليج باحتلال اميركي ناعم صادف وفرة نفطية لم نشهدها من قبل. اختلطت الامور وضاعت الايدولوجيا وشهدنا عصر الجمهوريات الملكية واستبداد النخبة وتحالف المال والسياسة وفسادا ببلايين الدولارات المهدورة. بنينا الابراج والمولات لكننا لم نقض على الفقر والجهل والتخلف.

ثم دخلنا الالفية الثالثة ونحن نحمل على اكتافنا اسوأ مؤشرات التنمية البشرية من فقر وجهل وامية واضطهاد للمرأة وغياب لحقوق الانسان وتغييب للمشاركة الشعبية. عشنا سنوات كأول ضحايا الارهاب، ذلك الشيطان الذي تغلغل في مجتمعاتنا واستغله اعداؤنا لتشويه صورتنا وديننا وثقافتنا.

جاء رد الفعل متأخرا من خلال الربيع العربي الذي فاجأ الجميع حتى انفسنا. وبعد ان استقر الغبار واتضحت الصورة نجد عالما عربيا مختلفا عما عهدناه. الاسلاميون يحكمون لكن هل هي نهاية المطاف؟ نخشى من مكر آخر للتاريخ ومن خيوط مؤامرة جديدة. هل يستبيحنا فكر الطالبان؟ ستحمل الايام القادمة صورا لمغامرة اخرى يشتد فيها الجذب بين مدارس اسلاموية شتى. هل ندخل مرحلة ظلامية تكون اشد وطأة مما سبق؟ خصوصية العرب وجدلية العروبة والاسلام ومسألة الديمقراطية وحرية المرأة ودور الدين في المجتمع وغيرها من اشكاليات ستلاحقنا لسنوات قادمة. وستشغلنا قضايا فرعية عن الالتفاف حول اهداف كبرى: كرة القدم أهي حلال ام حرام؟ ومن يستحق وصف الشهادة في مجتمع متغير يواجه تحديات وجودية؟ وكيف نعالج مسائل كالسياحة وقيادة المرأة للسيارة والفن وحرية التعبير ومرجعية اصحاب اللحى وغيرها في الوقت الذي تستمر فيه مؤامرت الاعداء من حولنا؟ نحن مظلومون وقد ظلمنا انفسنا والتاريخ لم يكن طيبا معنا في العقود الفائتة فهل نغير ما بانفسنا ام نسبح تائهين في فلك الحلقة المفرغة الى ما لا نهاية؟.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 05:16 PM