فقد كان النبي محمد (ص) يسمع أنين الزهراء في أزقة المدينة. فكم صعب على الأب هذا الامر خصوصا لو كان مثل رسول الله وبعطفه وحنانه. يروى أن الناس كانوا يصطفون خلف رسول الله للصلاة، وقد كان من عادة الناس آنذاك أن يوسعوا المجال للوارد ليصلي معهم إن أمكن ذلك. لكنهم كانوا أنفسهم يرصّون أكتافهم عند دخول الامام علي (ع) وأمام مرأى من رسول الله (ص) لكي لا يسمحوا له بالصلاة بينهم. فكان يقول لهم: تفعلون هذا أمامي، فماذا ستفعلون بعدي؟
نحن دائما نقول: كلما ازداد إيمان الشخص ازداد بلاؤه. فعلى هذا لايوجد في الكون أكثر مظلومية من النبي (ص) حتى الإمام علي (ع) والإمام الحسين (ع). نعم قد كانت مظلوميته بحيث لايمكن الإفصاح عنها حفظا للحرمات. كلما كانت هذه الآلام خفية أكثر كانت أكثر إيلاما وثقلا. كانت خطبة الغدير مليئة بالشكوى، كالخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين (ع).
الجميع، سمع صوت الاسطوانة الحنّانة
النبي الاكرم (ص) كان أكثر مظلومية من غيره وفي نفس الوقت كان عزيزا عند الآخرين أكثر من غيره. فقد احبّه وشغف به كل من استطاع ان يُزيح بعض الحجب عن قلبه وعندئذ يمكنه تصور مصيبة وفاته وفقده (ص). أضرب لكم مثلا عن قصة الأسطوانة الحنّانة. كان النبي (ص) عندما يخطب في الناس في المدينة يتكئ على اسطوانة وبقي على هذا الحال برهة من الزمن حتى ارتأى الأصحاب أن يضعوا له كرسيّا أو منبرا من الخشب ليجلس عليه حتى لا يلتجأ إلى الوقوف أثناء الخطبة. وفي اليوم الذي اراد فيه رسول الله (ص) أن يجلس على هذا المنبر وعندما مرّ على الأسطوانة أنّت وحنّت. والعجيب أن الجميع سمع صوت أنينها وحنينها على رغم أنهم لم يكونوا يتمتعوا بالعين والاذن البرزخيتين اللتين يبصر بهما الانسان ويسمع مالا يبصره ويسمعه الإنسان العادي، فقالو: هل إن الأسطوانة تبكي؟ فقال النبي (ص): أجل، تبكي لأني منذ اليوم فصاعدا لم أعد اتكئ عليها.
حنين الاسطوانة، يلفتنا الى أنّ محبة النبي لها آثار عظيمة حتى على الخشب والصخر. فكيف بقلوبنا التي هي أرق من الصخر والخشب بكثير. حسبنا أن تُرفع بعض الحجب من على قلوبنا وسنرى ما تفعل محبة النبي (ص) بنا وما لها من أثر. بيد أن النبي (ص) وبقلبه الرقيق عندما سمع صوت أنين الأسطوانة وحنينها، قال: ايها المؤمنون لكم في الجنة ملائكة يبنون لكم منازلكم فيها. وهؤلاء مع البيوت يبكون الآن تحرقا وشوقا لكم حتى تلحقوا بهم، وبكاؤهم على فراقكم أكثر وأشد بكثير من بكاء هذه الأسطوانة على فراقي.
لم يبق مع النبي إلا فرد واحد وهو هادي البشريه ومصلحها
قال الإمام الحسين (ع) ليلة العاشر من محرم لأصحابه:"... ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حلّ ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري ..." وهذا الكلام كان موجّها للجميع حتى للعباس وإخوته. لكنهم ثبتوا ولم يتركوا مكانهم وبقوا ليصنعوا هذه الملحمة التاريخية العظيمة. في المقابل تأتينا أنباء عن بعض من يعتبر نفسه مثقفا ويعدّ نفسه في عداد علماء الدين فقد كتب في إحدى الصحف:"بأن النبي قد كذب عندما نسب القرآن لله . وإلا فهو كلامه ونسبه لله تعالى." وقد قال في مكان آخر: عندما جعل الإمام الحسين (ع) أصحابه في حلّ من بيعته وقال لهم اذهبوا واحفظوا أرواحكم كان على الجميع أن يذهبوا ويتركوه وحيدا!!!
يا لها من أنانية، قد تصل الأنانية بالإنسان حدّا يعمى معها حتى عن رؤية جمال فداء أنصار الإمام الحسين (ع). هؤلاء ثبتوا وجاهدوا في ركاب أبي عبد الله (ع) وصنعوا هذه الأسطورة الرائعة التي خلّدتهم إلى الأبد.
لقد حدث نفس هذا الأمر لرسول الله (ص). فقد فرّ كل أنصاره في غزوة أحد حتى أدى به الامر إلى أن يلجأ إلى صدع ولم يبق معه إلا شخصين لا غير، أحدهم علي بن ابي طالب (ع) وشخص آخر هنا قال النبي لهذا الشخص إذهب لو أردت الذهاب واحفظ حياتك فأجال هذا الصحابي الجليل بصره بين غربة النبي (ص) وشجاعة علي (ع) ثم صمّم على البقاء مدافعا عن رسول الله (ص). لقد ساهم رسول الله (ص) في بناء البشرية لكنّه لم يبق معه إلا شخص واحد.
لا تبك أمام الأعداء
الأيام الاخيرة من صفر مقارنه لدخول زينب الكبرى -س- إلى المدينة. عندما دخل السبايا ضج اهل المدينة بالبكاء والعويل لكنهم بدل المواساة قالوا لزينب:" كل هذا كان بسبب الإمام الحسين (ع). فهو الذي جرّ كلّ هذا البلاء علينا." فهل تنتظرون من السيدة الزينب أن تبكي براحة بعد هذا. فلم يسمع أحد صوت بكاء الحوراء زينب، لأن الحسين قال لها "لا تبك أمام الأعداء" فقد حرمت الحوراء زينب من البكاء حتى في المدينة. كان الحسين (ع) يمثّل كل وجود زينب فكيف يمكنها تحمل سماع الكلام السيء عنه. لذلك فهي لم تبكِ ولم تطق الحياة بعده إلا سنة واحدة وفارقت الحياة قيل أنها كانت كالمدهوشة تجلس في مكان واحد شاخصة ببصرها لمكان معين، لا تبكي ولا تكلم أحدا إلى أن ماتت كمدا.
نحن دائما نقول: كلما ازداد إيمان الشخص ازداد بلاؤه. فعلى هذا لايوجد في الكون أكثر مظلومية من النبي (ص) حتى الإمام علي (ع) والإمام الحسين (ع). نعم قد كانت مظلوميته بحيث لايمكن الإفصاح عنها حفظا للحرمات. كلما كانت هذه الآلام خفية أكثر كانت أكثر إيلاما وثقلا. كانت خطبة الغدير مليئة بالشكوى، كالخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين (ع).
الجميع، سمع صوت الاسطوانة الحنّانة
النبي الاكرم (ص) كان أكثر مظلومية من غيره وفي نفس الوقت كان عزيزا عند الآخرين أكثر من غيره. فقد احبّه وشغف به كل من استطاع ان يُزيح بعض الحجب عن قلبه وعندئذ يمكنه تصور مصيبة وفاته وفقده (ص). أضرب لكم مثلا عن قصة الأسطوانة الحنّانة. كان النبي (ص) عندما يخطب في الناس في المدينة يتكئ على اسطوانة وبقي على هذا الحال برهة من الزمن حتى ارتأى الأصحاب أن يضعوا له كرسيّا أو منبرا من الخشب ليجلس عليه حتى لا يلتجأ إلى الوقوف أثناء الخطبة. وفي اليوم الذي اراد فيه رسول الله (ص) أن يجلس على هذا المنبر وعندما مرّ على الأسطوانة أنّت وحنّت. والعجيب أن الجميع سمع صوت أنينها وحنينها على رغم أنهم لم يكونوا يتمتعوا بالعين والاذن البرزخيتين اللتين يبصر بهما الانسان ويسمع مالا يبصره ويسمعه الإنسان العادي، فقالو: هل إن الأسطوانة تبكي؟ فقال النبي (ص): أجل، تبكي لأني منذ اليوم فصاعدا لم أعد اتكئ عليها.
حنين الاسطوانة، يلفتنا الى أنّ محبة النبي لها آثار عظيمة حتى على الخشب والصخر. فكيف بقلوبنا التي هي أرق من الصخر والخشب بكثير. حسبنا أن تُرفع بعض الحجب من على قلوبنا وسنرى ما تفعل محبة النبي (ص) بنا وما لها من أثر. بيد أن النبي (ص) وبقلبه الرقيق عندما سمع صوت أنين الأسطوانة وحنينها، قال: ايها المؤمنون لكم في الجنة ملائكة يبنون لكم منازلكم فيها. وهؤلاء مع البيوت يبكون الآن تحرقا وشوقا لكم حتى تلحقوا بهم، وبكاؤهم على فراقكم أكثر وأشد بكثير من بكاء هذه الأسطوانة على فراقي.
لم يبق مع النبي إلا فرد واحد وهو هادي البشريه ومصلحها
قال الإمام الحسين (ع) ليلة العاشر من محرم لأصحابه:"... ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حلّ ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري ..." وهذا الكلام كان موجّها للجميع حتى للعباس وإخوته. لكنهم ثبتوا ولم يتركوا مكانهم وبقوا ليصنعوا هذه الملحمة التاريخية العظيمة. في المقابل تأتينا أنباء عن بعض من يعتبر نفسه مثقفا ويعدّ نفسه في عداد علماء الدين فقد كتب في إحدى الصحف:"بأن النبي قد كذب عندما نسب القرآن لله . وإلا فهو كلامه ونسبه لله تعالى." وقد قال في مكان آخر: عندما جعل الإمام الحسين (ع) أصحابه في حلّ من بيعته وقال لهم اذهبوا واحفظوا أرواحكم كان على الجميع أن يذهبوا ويتركوه وحيدا!!!
يا لها من أنانية، قد تصل الأنانية بالإنسان حدّا يعمى معها حتى عن رؤية جمال فداء أنصار الإمام الحسين (ع). هؤلاء ثبتوا وجاهدوا في ركاب أبي عبد الله (ع) وصنعوا هذه الأسطورة الرائعة التي خلّدتهم إلى الأبد.
لقد حدث نفس هذا الأمر لرسول الله (ص). فقد فرّ كل أنصاره في غزوة أحد حتى أدى به الامر إلى أن يلجأ إلى صدع ولم يبق معه إلا شخصين لا غير، أحدهم علي بن ابي طالب (ع) وشخص آخر هنا قال النبي لهذا الشخص إذهب لو أردت الذهاب واحفظ حياتك فأجال هذا الصحابي الجليل بصره بين غربة النبي (ص) وشجاعة علي (ع) ثم صمّم على البقاء مدافعا عن رسول الله (ص). لقد ساهم رسول الله (ص) في بناء البشرية لكنّه لم يبق معه إلا شخص واحد.
لا تبك أمام الأعداء
الأيام الاخيرة من صفر مقارنه لدخول زينب الكبرى -س- إلى المدينة. عندما دخل السبايا ضج اهل المدينة بالبكاء والعويل لكنهم بدل المواساة قالوا لزينب:" كل هذا كان بسبب الإمام الحسين (ع). فهو الذي جرّ كلّ هذا البلاء علينا." فهل تنتظرون من السيدة الزينب أن تبكي براحة بعد هذا. فلم يسمع أحد صوت بكاء الحوراء زينب، لأن الحسين قال لها "لا تبك أمام الأعداء" فقد حرمت الحوراء زينب من البكاء حتى في المدينة. كان الحسين (ع) يمثّل كل وجود زينب فكيف يمكنها تحمل سماع الكلام السيء عنه. لذلك فهي لم تبكِ ولم تطق الحياة بعده إلا سنة واحدة وفارقت الحياة قيل أنها كانت كالمدهوشة تجلس في مكان واحد شاخصة ببصرها لمكان معين، لا تبكي ولا تكلم أحدا إلى أن ماتت كمدا.