أنا آتي الى هنا لأعطيها فنجانا من الشاي حتى تسمح لي بالعبادة" أردف السيد الحداد قائلا مرة أخرى: "سيدي كلامي هو لماذا تجلس في المقهى؟ وأنت في الجواب تقص عليّ قصة شرب الشاي". وأخيرا يقول له السيد الحداد: "أرجوك ان لا تأتي الى هنا مرة أخرى وأنا سأتكلف بإحضار الشاي لك ما احتجت إليه، ولا أريد سوى أن أعرف أية ساعة من اليوم تحتاج فيها إلى الشاي." فيجيب السيد القاضي: "حسنا شرب الشاي صار بعهدتك." وبعد ذلك يبدأ السيد الحداد بتقديم الشاي للسيد القاضي في الأوقات المتعاقبة وكانت بركة هذا اللقاء وتقديم الشاي سببا لتحوّل هذا الحداد البسيط إلى عارف عظيم باسم السيد هاشم الحداد.
نحن في بعض الاحيان نود الحصول على قوة ذهنية أكثر توقدّا، وفي البعض الآخر نود الحصول على صفاء باطن أكثر نورانية، بيد أنه يلزم العلم بأن هذه الامور لاتأتي بالبقاء في المنزل والقيام من مكان والجلوس في مكان آخر.
نحن في تسلقنا هذا تنشرح صدورنا ونتمتع بمشاعر و عواطف أفضل، ثم اذا قرأنا دعاء العهد مثلا سيُضفي هذا الدعاء نورانية خاصة لهذه الرياضه. وهذه من المصادفات اللطيفة التي لا تتفق دائمآ.
ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت
نحن الآن في نهاية شهر صفر وعلى أعتاب مصائب الرسول الاكرم محمد (ص). ولعل أحد أسباب نحوسة صفر هو أن النبي محمد (ص) قد توفي فيه. لذلك تشتد الارض على أهلها فيه. ويشتد الزمان على أهله فيه. إذ قد حلت فيه مثل هذه المصيبة العظمى. كانت محبوبية النبي محمد (ص) بحد تجعل أهل البيت (ع) يفدونه بأرواحهم. فكلّ عزائنا ومصابنا وبكائنا على الإمام الحسين (ع) لأنه سبط رسول الله (ص) والسالك مسلكه. فالإمام الحسين (ع) حصيلة تربية الرسول الاكرم (ص) وحتى عظمة الامام علي بن أبي طالب (ع) ومن يكون حساب الناس يوم القيامة على يديه لم تكن إلا بتربية ورعاية النبي الأكرم. فعدم بكائنا على رسول الله (ص) بمقدار بكائنا على الأمام الحسين (ع) بسبب أن محبة الرسول الاكرم (ص) والشغف به أصعب بكثير من محبة الامام الحسين (ع). فبسهولة يمكننا حب الامام الحسين والشغف به، لأن المصائب التي تجرعها الإمام الحسين (ع) فتحت طريقه إلى قلوبنا فنفذ فيها بكل بساطة. فمن كان حزنه على الامام الحسين (ع) في محرم بالشكل المطلوب وبدأ بالمقدمة 10 ايام للوصول إلى يوم عاشوراء، ثم بعد ذلك بقي على لباس الحزن وحالته 40 يوما حتى الوصول للأربعين، عندها سيتأهل للدخول في العشرة الاخيرة من صفر وهي أيام مصائب النبي محمد (ص). مصيبة رسول الله (ص) عظيمة جدّا ونحن أساسا نجعل عزاء محرم وأوائل صفر مقدمة لنهايته. فالآلام والرزايا التي تجرعها النبي محمد (ص) تفوق ما تحمله الامام الحسين (ع). فإحدى هذه الآلام اتي تجرعها أبو عبد الله الحسين (ع) هي عندما جلس الشمر اللعين على صدره ليحتزّ رأسه فقال له الإمام الحسين (ع): أتعلم من أنا؟ قال له اللعين: نعم، أنت ابن رسول الله (ص). أنت ابن فاطمة الزهراء (س) أعلم أن قاتلك لا جزاء له الّا النار... قال كل ذلك لكي يُسكت ابا عبد الله". فتبسّم الإمام الحسين (ع) عنىما علم بأن لا غبار على هذه الحقيقة. فآخر وضعية للإمام الحسين (ع) كانت طبع الإبتسامه على فمه المبارك ثم استسلم للشهادة. فقد تحمل الإمام الحسين (ع) المصائب في أوج الشفافية والوضوح. بيد أن رسول الاكرم (ص) قد تحمل كثيرا من المصائب لكنها كانت في أوج الإبهام والغموض. فلم يكن بإمكانه فضح المنافقين الذين كانوا يحيطونه فضلا عن جهادهم والوقوف أمامهم. نقل عن النبي (ص) أنه قال: "ما اُوذي أحد بمثل ما اُوذيت." و في رواية أخرى: "ما اُوذي نبيّ بمثل ما اُوذيت." ففي الحقيقه إن رسول الله (ص) أعظم مظلوم في التاريخ. لكننا نترك الكلام عن مظلوميته حفظا لكرامته. فالأذايا والرزايا التي تحملها في شعب أبي طالب أدّت إلى فقدان أعز انسان عنده و هي زوجته خديجة. سُكبت عليه أحشاء الإبل، رُميت جبهته المباركة بالحجارة وقد سحب يوما أحد الاشخاص عباءته المباركة من على كتفه فتركت على رقبته خطا أحمر، و هذه و أمثالها كلها كانت مصائب إبتدائية. أما المصائب العظيمة التي لم يكن بإمكانه إظهارها فهي ما كان يتجرعه من المنافقين في المدينة.
الرسول في كل زمان حيّا وبأعلى مراتب الحياة
ليس للزمان مفهوم عند رسول الله. بعض الخطباء يقول عند قراءته للمصيبة: لله درّ رسول الله (ص) لقد رحل عن الدنيا ولم يشاهد هذه المصيبة بعينه. ولم يعلموا بأن رسول الله حتى في موته يتمتع بأعلى مراتب الحياة. ماذا يعني هذا الكلام؟ إفترضوا أن أبا عبد الله الحسين (ع) يقتل أمام عيني النبي (ص). يقال بأن النبي (ص) لم يكن يرى الإمام الحسين (ع) إلا وتجفّ الابتسامة على شفتيه وتمتلئ عيناه بالدموع. ليس للزمان معنى عند رسول الله. فقد رأى كل شيء بعينيه. تصوروا نحن الان مسرورون ولاعلم لنا بما سيحدث في المستقبل من رزايا وبلايا. بيد أن كل ماجرى على الامام الحسين (ع) كان أمام عين رسول الله (ص). فكان يُخبَر ويُخبِّر. فالآلام التي تجرعها النبي (ص) أكثر حتى من الآلام التي تجرعتها الزهراء (س).
يتبع إن شاء الله ...
نحن في بعض الاحيان نود الحصول على قوة ذهنية أكثر توقدّا، وفي البعض الآخر نود الحصول على صفاء باطن أكثر نورانية، بيد أنه يلزم العلم بأن هذه الامور لاتأتي بالبقاء في المنزل والقيام من مكان والجلوس في مكان آخر.
نحن في تسلقنا هذا تنشرح صدورنا ونتمتع بمشاعر و عواطف أفضل، ثم اذا قرأنا دعاء العهد مثلا سيُضفي هذا الدعاء نورانية خاصة لهذه الرياضه. وهذه من المصادفات اللطيفة التي لا تتفق دائمآ.
ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت
نحن الآن في نهاية شهر صفر وعلى أعتاب مصائب الرسول الاكرم محمد (ص). ولعل أحد أسباب نحوسة صفر هو أن النبي محمد (ص) قد توفي فيه. لذلك تشتد الارض على أهلها فيه. ويشتد الزمان على أهله فيه. إذ قد حلت فيه مثل هذه المصيبة العظمى. كانت محبوبية النبي محمد (ص) بحد تجعل أهل البيت (ع) يفدونه بأرواحهم. فكلّ عزائنا ومصابنا وبكائنا على الإمام الحسين (ع) لأنه سبط رسول الله (ص) والسالك مسلكه. فالإمام الحسين (ع) حصيلة تربية الرسول الاكرم (ص) وحتى عظمة الامام علي بن أبي طالب (ع) ومن يكون حساب الناس يوم القيامة على يديه لم تكن إلا بتربية ورعاية النبي الأكرم. فعدم بكائنا على رسول الله (ص) بمقدار بكائنا على الأمام الحسين (ع) بسبب أن محبة الرسول الاكرم (ص) والشغف به أصعب بكثير من محبة الامام الحسين (ع). فبسهولة يمكننا حب الامام الحسين والشغف به، لأن المصائب التي تجرعها الإمام الحسين (ع) فتحت طريقه إلى قلوبنا فنفذ فيها بكل بساطة. فمن كان حزنه على الامام الحسين (ع) في محرم بالشكل المطلوب وبدأ بالمقدمة 10 ايام للوصول إلى يوم عاشوراء، ثم بعد ذلك بقي على لباس الحزن وحالته 40 يوما حتى الوصول للأربعين، عندها سيتأهل للدخول في العشرة الاخيرة من صفر وهي أيام مصائب النبي محمد (ص). مصيبة رسول الله (ص) عظيمة جدّا ونحن أساسا نجعل عزاء محرم وأوائل صفر مقدمة لنهايته. فالآلام والرزايا التي تجرعها النبي محمد (ص) تفوق ما تحمله الامام الحسين (ع). فإحدى هذه الآلام اتي تجرعها أبو عبد الله الحسين (ع) هي عندما جلس الشمر اللعين على صدره ليحتزّ رأسه فقال له الإمام الحسين (ع): أتعلم من أنا؟ قال له اللعين: نعم، أنت ابن رسول الله (ص). أنت ابن فاطمة الزهراء (س) أعلم أن قاتلك لا جزاء له الّا النار... قال كل ذلك لكي يُسكت ابا عبد الله". فتبسّم الإمام الحسين (ع) عنىما علم بأن لا غبار على هذه الحقيقة. فآخر وضعية للإمام الحسين (ع) كانت طبع الإبتسامه على فمه المبارك ثم استسلم للشهادة. فقد تحمل الإمام الحسين (ع) المصائب في أوج الشفافية والوضوح. بيد أن رسول الاكرم (ص) قد تحمل كثيرا من المصائب لكنها كانت في أوج الإبهام والغموض. فلم يكن بإمكانه فضح المنافقين الذين كانوا يحيطونه فضلا عن جهادهم والوقوف أمامهم. نقل عن النبي (ص) أنه قال: "ما اُوذي أحد بمثل ما اُوذيت." و في رواية أخرى: "ما اُوذي نبيّ بمثل ما اُوذيت." ففي الحقيقه إن رسول الله (ص) أعظم مظلوم في التاريخ. لكننا نترك الكلام عن مظلوميته حفظا لكرامته. فالأذايا والرزايا التي تحملها في شعب أبي طالب أدّت إلى فقدان أعز انسان عنده و هي زوجته خديجة. سُكبت عليه أحشاء الإبل، رُميت جبهته المباركة بالحجارة وقد سحب يوما أحد الاشخاص عباءته المباركة من على كتفه فتركت على رقبته خطا أحمر، و هذه و أمثالها كلها كانت مصائب إبتدائية. أما المصائب العظيمة التي لم يكن بإمكانه إظهارها فهي ما كان يتجرعه من المنافقين في المدينة.
الرسول في كل زمان حيّا وبأعلى مراتب الحياة
ليس للزمان مفهوم عند رسول الله. بعض الخطباء يقول عند قراءته للمصيبة: لله درّ رسول الله (ص) لقد رحل عن الدنيا ولم يشاهد هذه المصيبة بعينه. ولم يعلموا بأن رسول الله حتى في موته يتمتع بأعلى مراتب الحياة. ماذا يعني هذا الكلام؟ إفترضوا أن أبا عبد الله الحسين (ع) يقتل أمام عيني النبي (ص). يقال بأن النبي (ص) لم يكن يرى الإمام الحسين (ع) إلا وتجفّ الابتسامة على شفتيه وتمتلئ عيناه بالدموع. ليس للزمان معنى عند رسول الله. فقد رأى كل شيء بعينيه. تصوروا نحن الان مسرورون ولاعلم لنا بما سيحدث في المستقبل من رزايا وبلايا. بيد أن كل ماجرى على الامام الحسين (ع) كان أمام عين رسول الله (ص). فكان يُخبَر ويُخبِّر. فالآلام التي تجرعها النبي (ص) أكثر حتى من الآلام التي تجرعتها الزهراء (س).
يتبع إن شاء الله ...