لطالما كان أبو العز ملهماً بالشعارات الرنانة التي تنادي إلى الإصلاح والاخلاص في العمل ، ولأن صديقنا موظف لم يمضي عليه الحول بدء تدريجياً يستوعب الفراغ الكبير بين نظرياته المثالية ، وواقعه الردئ .
وعلى عادته لا يفقد الأمل بسهولة ، ففي بداية عمله جاءته عروض للعمل في شركات كبيرة لم يحلم بها ، إلا أنه وتحت شعار ” إلا الكرامة والشعب العنيد ” ظل مصراً على الوفاء لعمله الجديد وعالمه الآخر الذي اعتقد أنه سيكون سبيله لتحقيق أهدافه وفرض قدراته كما اعتاد دوماً .
تمضي الأيام .. حاملةً معها المزيد من البراهين والدلائل بأن نظرية السلسلة الغذائية التي درسها أبو العز ” في الصف التاسع ” هي واقع وحال الناس بهذه الأيام .. وأن الأسد لا بد أن يأكل الأرانب .. ولا بد للأرانب أن تأكل أبو العز كون أبو العز أضعف الكائنات في تلك السلسة الحقيرة التي اعتاد عليها الناس .
لم يكن أبو العز سهلاً إلا ذاك الحد ، ولم يكن صديقنا ناكراً للجميل كغيره ، فكل مظاهر الرياء التي يشاهدها ، وكل المشاهد التي تتساقط بها الأقنعة عن وجه الناس لم تكن كفيلة بأن ينجر إلى ذاك التيار ، يبقى مصراً على الوفاء ، مع بعض التحسينات ، فلا تقل للأرنب بأنك خاطئ … لأنها ستدعس عليك وتأكلك بلا رحمة ، أما بالنسبة للأسود ” فقصتها قصة ” .
ومع أن أبو العز يمتلك الأيمان الكامل بأن كل الكائنات الأكبر منه في السلسلة الحقيرة ” بتدعس عليه وبتشل أمله ” إذا تعارضت مصالحها مع وجود كائن حقير كأبو العز إلا أنه كان على ايمان ثابت بأنه ومنذ زمن ينتظر الفرصة لتعلن أشواكه يومها الأخير ويرحل أبو العززززززززز بعيداً كشهيد موقف .
أبو العز … يا أبو العز … ياااااااااااااا أبو العز …
تمضي الأيام … وكأن أبو العز الكائن الحقير لا يمتلك طموحات ، وكأن أبو العز الكائن الأضعف في السلسة الحقيرة لا يمتلك غريزة كغيره ، لتكون الأيام كفيلة برسم عنوان واحد لصباحات أبو العز ” أنتم من قتلتم انتمائنا ” أنتم من اخترتم الطريقة التي سوف تكون الطريقة المثالية لتعامل معكم ” ابتسامة الرياء ، حااااضر ، أكيد ، شكراً كثير ، وبدون لأ أو أي علامة دالة على الرفض ” .
أبو العز لن يستسلم ، وأبو العز مكسور الجناح اليوم ، الذي يتقاضى راتب ما بكفيه بنزين .. وأبو العز الشفاف سيصبح يوماً ما يريد …
بحيث يكفيه شرفاً أنه لم يلبس يوماً الاقنعة التي ترديها الأرانب ، وباسمي وباسم أبو العز اتقدم لجميع من تتساقط اقنعاتهم يومياً بأنكم ايقضتم بداخلي الكثير من الطاقات المدفونة ..
فشكراً لكم ..
ويا آيها الموت انتظر أبو العز … سيصبح يوماً ما يريد !!!
[SIZE=2][/SIZE]