كل شيءٍ يتغيّر من حولي .. كأنما خُلِقتُ مجدداً !
أعرف أني صرتُ رجلاً آخر .. رجلاً ليس كالذي كنته طوال السنين الخالية .
دخول الحب في حياتي ، جعلني رقيقاً جداً ..
ضياع الحب من حياتي ، جعلني مسخاً لإنسانٍ قديم .. إنسان تمرد حتى على ثوابته !
مجرد سماعي أن سارة على قيد الحياة ، وأنها تنام وتصحو وتتنفس هواء المدينة التي أسكنها،
هذا ما جعلني أنهضُ قليلاً من حزني.. أعودُ للحياة الغائبة ،
كان القلم يتحوّل في يميني لسيفٍ صقيل ، وحبري كان حقدي ، وميدان الكتابة صار ميدان حربي ..
كفرتُ بقصص الحب الخالية من الفكر ومابين السطور ، وآمنتُ أن هوايتي هي سلاحي وطريق َ ثأري ..
بإسمي الثنائي ، الخالي من لقب القبيلة الذي سيكلفني مشاركة الكثيرين أفكاري ..
رحتُ أنشر لا ككاتب ، بل غازياً يمتطي صهوة القلم كفارسٍ موتور !
كتبتُ قصةً عن مدينةٍ تدعى " الريابْ " !
موحشة ، تخلو من الألوان ، كل مافيها ينضح بالقسوة .. وأهل الرياب أناسٌ مجبورون على تناول صنفٍ واحد من الأطعمة !
يمشي الريابيّون متوجسين، خائفين من مخلوقاتٍ تجوس الديار ..
هذه المخلوقات التي صورتها في قصتي كـ وحوشٍ ضاريةٍ يكسو جلدها الشعر الكثيف ، يسوقون الناس بالعصا !
وتمضي قصتي ،
فـ يخرجُ فتىً من فتيان الرياب عن هذا النسق ، ويجتمع بفاتنةٍ من فاتنات بلدته ، يركض الوقت عند لقائهم ويعود ليتوقف بعدهم ..
يتسللون كل ليلٍ لزاويةٍ من زوايا المدينة ، يتناولون التفاح ، وترقص الألوان من حولهم كقوس قزح ..
وحدهم من يعيش في بقعةٍ مليئةٍ بالألوان والروائح الفواحة ، في مدينةٍ كلما فيها باهتٌ ينامُ على روائح الجيَف !
يعيش هذا الفتى الريابيّ وفتاتهُ شعوراً لم يألفه آبائهم في هذه البلاد القاسية ، لم يذوقوا التفاح أبداً ..
يتناولونه سعداء كل ليل حتى تخبرهم أشجار التفاح أن هيّا انصرفوا تأخر الوقت يا أطفال .. يمضيان لبيوتهم وترقص في قلوبهم نشوة غريبة ..
وذات ليلةٍ من ليالي المدينة .. دب الخرابُ فجأة ،
في غمرة سلواهم وسهرتهم التفاحيّة اللون .. تهجم عليهم هذه الوحوش لتسلخ جلديهما ، وتعلقهم على أشجار التفاح عبرةً لكل المدينة ..
تنتهي القصة بصمت أهل الرياب .. وانكفائهم على واقعهم ، وتسيرُ حياتهم كما يشتهي غيرهم لا كما يشتهون هم !
بعثتُ القصة للملحق الثقافيّ في جريدتي المفضلة ، لأفاجأ بنشرها في صدر الصفحة الثقافية يوم خميس !
تحتها تعليقٌ من المحرر يشكرني، ويلفتُ عناية القراء لتطور مستواي ..
ولأن حظي كان في أوج سعده .. ناقشها عمودٌ صحفيٌ بعد يومين .. ليرد عليه عمودٌ مناويءٌ له في الفكر !
لتتراشق المنتديات إسمي بعد ذلك ، ويصبحَ اسماً ثقيلاً لا يمر كما يمر الهواء !
كانت قصبة القلم تتحول في يميني شفرةً حادة .. وكنت قاسيَ الملامح والقلب إذا رحتُ أكتب !
كنت أشعر بأسناني تقطر دماً كما لو كنت أمزق فريسة ، والإحتفاء بحروفي أعطاني ارتياحاً .. وأكثر من ذلك وقعُ حروفي على من آذوني !
أشعرني أن الألم الذي يكمن في أعماقي بات يقل .. وبدأتُ أتلمس طريقي في الشهرة وأمشي باسمٍ ثنائيٍ يعرفه الناس ولا يعرفهُ أهل بيتي !
جعلتُ من ميدان الكتابة مضماراً لخيلي وأنا من فوقها فارسٌ يثأر لكل أحزنه .. ولسارة !
البيئة من حولي ليست خصبةً للكتابة ،
كل ما حولي مشوش .. كنتُ أفتقدُ الاستقرار كما أفتقد سارة ..
والدي .. أصبح يراني كأي قطعةٍ جماديّةٍ في هذا البيت ، دخولي وخروجي لا يعنيه ، مضى اسبوعين لم نتبادل كلمةً واحدة ..
كان يأملُ مني قبلةً على رأسه واستشعاراً للندم ، لكني كنتُ رجلا ً آخر .. لم أعد ذلك النادم أبداً !
أمي .. تحدثني عن عشرات الفتياتِ من قومي ، وكنتُ أستمعُ حديثها كما يستمعُ لها الفضاء ،
حين تسكت انتظار جوابي يعقبها مني صمتٌ كالفضاء من حولنا ، لا ثمة حديث !
إخوتي ، أخبرهم أبي بحديثي ذاك المساء فتنادوا مصبحين !
خالد شقيقي الكبير ، و شاعر المناسبات الكبرى ، صاحب قصائد المدح الزائفة للكيان الزائف ورجاله الزائفين ..
تفاجأتُ به مساءً و كان يصرخ فيني كطفلٍ أمامه ..
يتحدث لي عن أمورٍ أحتقرها .. يحدثني كما لو كنا أفراداً نزلوا من السماء ذات ليل ، لنعيش في هذه الأرض الوعرة ، والناس حولنا خُلقوا من تراب !
كان يحذرني .. يُكيل لي الوعيد والشتائم كما لو كنتُ وجهتُ إهانةً له !
هكذا ، يرفع سبابته في وجهي وأنظر لها تشبه عمود خيمة ،
خيمةً من خيام أجدادي الذين ماتوا وشبعوا موتاً وهذا المتعصب المجنون يريد أن أعيش في كنفهم رغماً عني ..
كنت أنظر لخالد باحتقار ، ببرود ..
أنظر للإنسان في داخله وأشعر أني على وشك التقيؤ ، أولى بهِ متحفٌ قديمٌ يضمه ويضم أمثاله .. عارٌ على هذا الزمان وجودهم :
- عندك بنات عمك، طب وتخيّر ، مالقيت الا ذوليك .!!
أردتُ أن أقول عليك اللعنة وعلى بنات عمك لكني ظللتُ أصغي باحتقار !
- " بزر " ومشى له راتب وصدق انه رجال !
ضقتُ ذرعاً لكن ظللتُ أصغي ، يتحدث عن نقاء دم، وعرقٍ متأصل ..
وأردتُ أن أقول له كل الدماء حمراء لا زُرقة إلا في عينيك لكنه لن يفهم !
- تجيب طاري هالسالفة ثانية أقص لسانك تفهم !
أووه ، تجاوزتَ كثيراً ياخالد ، أتظنني ذلك الطفل القديم ؟ إذن تفضل ردود الرجل الجديد ..
- خالد ، كلمتك تمشي على حرمتك وعيالك ، ما لك عندي شي!
- وش تقول !
- أقول كل تراب !
كنتُ أنطق آخر جملتي لأجدني ملتصقاً بالجدار خلفي أتلقى لطماتٍ غاضبة ..
لطماتٍ اظنني اعتدتها يا زمني !
في غمرة لطماته لي كنتُ أفكر :
خالد ككل الأغبياء الآخرين ... ككل الجهلة لن يفهم شيئاً .. لن يفهم أن الحب أسمى من اسمه الغبي و شِعرهُ الغبي و سبابته الغبية !
راح محمد ، شقيقي الأكبر مني بعامين ، وبدر ، يبعدانه عني وكنت أنظر لهُ باحتقار لم يتغير ..
كان مهتاجاً كما لو اجترأتُ على ثابتٍ لا ينبغي لي تجاوزه ، يريد الإنفلات من قبضاتهم ليلقنني درساً،
وأنظر له بإحتقار وأنا أسوّي أزرتي .. التقطتُ قلمي الذي سقط ، لم يكن قلماً .. هذا سلاحي ..
ومضيتُ بينهم تاركاً دموع أمي ولسان خالد واستجداءات محمد لنا بالهدوء ..
تركتهم خلفي ومضيتُ كرجلٍ فقد الإحساس تماماً ..
قديماً ياسارة ، موقفٌ كهذا كان سيجعلني متعكراً شهراً او اثنين ، الآن لا ياحلوتي ، أعرف ماذا سأفعل ـ
سأصعد لغرفتي .. وأكتب، وأفكر بك بين زحمة سجائري ..
ثم سأخرج ليلاً لأشرب أسوأ ماأنتجته عمالة الرياض ..
ويعود عقلي بعد ساعتين متناسياً كل ما حدث ، كما لو لم يحدث أساساً ..
ليتكِ تنظرين ماذا أصبحت الآن ، رجلاً آخر ..فقد الإحساس يوم فقدك ، رجلاً ماعاد يشعر بشيء إلا أنتِ !
وهيفاء .. تباً لتلك المزعجة !
باتت مكالماتها تصبحُ شيئاً مختلفاً عن مكالماتها الأولى ..
كانت تنقل لي أخبار سارة .. وأخبرها بما تقول لها .. لم أحدثها بنيّتي ولا حديثي لوالدي ..فقط كانت مجرد زاجلٍ يتنقل بين السعداء قديماً !
رويداً رويداً شعرتُ أن هيفاء تستمتع بالاقتراب مني ، بدأت تجر الحديث صوب مناطقٍ بعيدةٍ عن سارة وأخبار سارة ..
تحدثني عن الإبتعاث القادم ، تحدثني عن خوفها من المستقبل ، تحدثني عن أمها وقلقها اللحوح ..
وكنتُ أجيبُ جيداً لأني أخشى فقدانها ، هي وسيلة اتصالي الوحيدة بعالم سارة !
بالأمس اتصلت بي ليلاً ، توقعتها تحملُ خبراً من حبيبتي ،
- هلا فيصل
- هلا هيفاء ، ماذا لديكِ ؟!
- لا شيء ! فقط " طفشانة " !
باتت ترى فيني صديقاً ، وعرفتُ أن أحاديثي تروقها .. وعرفتُ أن سارة مسكينة لا تُحسن اختيار الصداقات !
أردتُ أن أقول " أريحيني من أحاديثك المملة " ، لكني خشيت أن أغضبها فتخبر سارة بأكاذيب تنفرها مني !
أو أفقدها فأفقد محبوستي ..بدأتُ أحدثها في فتور ..
وأقارن بين صوتها وصوت سارة ، شخصيتها وشخصية سارة ، وقتي معها ووقتي مع سارة ، فلا أجد إلا القبح !
أي صديقةٍ اخترتِ لنفسكِ يا سارتي ؟!
ذات يوم من أيام صيفنا المنقضي ، كنت وسارة نتحدث عن هيفاء وفهد ،
وكنت أقول لها " أشعر أن الفتيات يفتقدنَ بينهنّ للصداقة الحقة "!
"هيفاء هذه ، لا أظنها بأي حال ترتقي لتكون بمثابة فهد بالنسبة لي " يومها غضبت سارة :
" احتكرتم كل شيء أيها الرجال والآن جاء الدور على الصداقة ! "
أخبرتها عن صديقةٍ لأختي كانت تهاتفها كل يوم .. كانت صديقةً جيدة !
وحين تزوجت، قطعت صلتها بأختي خوفاً أن ينتبه زوجها لعازباتٍ في محيطها ،
ياللغيرة الغبيّة و يا لميتم الصداقات !
تركيبة الأنثى وغيرتها وفطرتها التي تجعلها تريد الإستئثار بالجمال والتألق ..
.. هذه تجعل من الصداقة لديكن ياسارة شيئاً هلاميا يفتقد للأساس المتين اعذريني ..
يومها أخذت تكيل المدائح لصديقتها ، تقص أخباراً ومواقف ليست ذا بال !
لم أشأ أن أقول لها أن فهد قطع إجازته ذات مرة، وعاد من سفره
.. لأنه عرف أن أمي مريضةً جداً في المستشفى وكان صوتي حينها مأزوماً ،
ولم أقل لها عن ذلك الموقف الذي كلما تذكرته ارتسمت بسمتي رغماً عن ضيقي ..
حين كنت في أحد الطرقات بين جموع الناس، كنت لم أنتبه لسيارة أحدهم وحدث الاصطدام عفواً ،
وكان الرجل غاضباً يريد العراك معي والناس يبعدوننا عن بعضنا كديكةٍ تريد الإشتباك ..
يومها لا أدري من أين خرج فهد .. أظن الأرض انشقت عنه !
كل ما أذكر أنه رآني ونزل من سيارته التي لم يمهلها حتى لتتوقف ،
فتح الباب كما لو كان يُفتح باب الجحيم على الرجل !
اندفع بين الحشد يلكم الرجل بقسوة ، أرداه أرضاً في ثانيتين دون فهمٍ لحيثيات الموقف ،
فقط كل ما أذكره أن فهد كان يضرب الرجل كما لو كان يدافع عن ابنٍ له،
وكنت أضحك.. أضحكُ رغم الضجيج والشمس وهول الموقف !
الآن ياسارة ، ماذا تقولين إن أخبرتكِ عن اتصالٍ يردني في الثانية ليلاً من صديقتك لتخبرني:
" أوه ملل، سولف لي ! " ، أكنتِ تصرين أننا نحتكر الصداقة يا حلوتي !
شقيقي بدر كان أهدأ من خالد ، كان يتحدثُ لي بهدوء ..
- والدي كبيرٌ في السن ، بالله يافيصل لا تغضبه بهذا الحديث !
ثم يعرج بالحديث نحو الثقة ، ويلمز في حبيبتي بخطابٍ دينيٍ قديم " من تحدثت إليك ستتحدث لغيرك كيف تثق " !
وكنتُ بلغتُ المنتهى في غضبي من هؤلاء الذين اغتالوا سعادتي ..
كنتُ أكتب قصصاً رمزيةً وإسقاطاً على واقعنا المتشدد ، وحين أُعطيت لي مساحة ٌ لمقال ..
كنت أهاجم شيخاً كبيراً أفتى بفتوى عجبتُ منها ولم ترقني..
كان يجيب على إحداهن قائلاً " يجب أن تستأذني من زوجك في قص شعرك ، ونفذي مايريد " !
يومها ، هجمتُ بقسوة ، ونكلت بالشيخ بقلمي الذي استحال سيفاً ودرعاً في ذات الوقت ،
وصوّرته رجلاً يريد إعدام شخصية المرأة وجعل النساء جواري ونساء ليل ..
"أنتم أيها المتشددون لا ترون في المرأة إلا جسداً ، " فتحتُ النار بإسمي الثنائي الذي بات مهدور الدم في بعض صوالين النت !
كنتُ أتحوّل لرجلٍ آخر ، كفرتُ بكل شيء ٍ آمنت به ، حتى رمضان الذي على وشك الدخول لم أنوي صيامه !
حين أتذكر سارة وحرية سارة ، ألعن النساء في بيئتي ، وألعن تشددنا الصارم ، بات السواد المنتشر في الأسواق والمستشفيات يقتلني ..
لهذا ، حين حدثني بدر عن الثقة :
- لن أحدثك عن فرق النسب مع أنه مهمٌ جداً ـ لكن سأقول شيئاً وحيداً يافيصل ، كيف تثق بمن هاتفتك ألاّ تهاتف غيرك !
شعرتُ ان المتحدث لي ليس شقيقي ،
بل أحد الواعظين الذي سمعتُ هذا الحديث كثيراً في منشوراتهم وشرائطهم ، لهذا فقدت التوازن :
- أثق فيها أكثر مما تثقون في القابعات بين جدران بيوتكم كالسجينات!
قام أخي مغضباً ، والشرر يقدح من عينيه ، وعرفتُ أن جوابي أحالهُ خالداً آخر ..
- تذكر أن والدي لا يعرفُ إلا رغبتك هذه ، أنت لا تريد أن يعرف أين كنت تلك الثلاثة أيام يوم أخرجتُك !
بالتأكيد لم تكن في " الشرقية " وأظنك تفهم !
يهددني .. يظن أنني ذاك الطفل القديم، يظن أن فيصل الذي اعتادوه هو فيصل هذه اللحظة ..
- قل لهم ماتشاء ! سامع ؟ قل ما تشاء !
اليوم تغيّبت عن الخرج ، لم يسألني والدي لماذا ..
لم أنم ليلتي المنقضية ، سهرت بين سجائري و أفكاري و حدثتُ نفسي حديثاً طويلاً لم ينتهي إلا والشمس تقرع زجاج نافذتي..
أعدتُ شريط الذكريات ، رأيتُ سارة في مطعم الشرفة .. في المستشفى ، في كاميرا النت تضحك لي ..
سمعتها تحدثني سمعتها تبكي سمعتها تضحك ،
أعدتُ حواراتي معها منذ لقائنا على طاولة ماجد ، وانتهاءً بحوارنا في غرفة تلك العمارة يوم قبضوا على الحب الكامن فينا !
قرأتُ رسائلها إليّ .. ورأيتُ صورتها وعيناها الجميلة ألف مرة ، سهرتُ معها مفكراً سابحاً في كل تفاصيلها ..
ليلةٌ طويلة ، تخللها اتصالين من هيفاء تجاهلتهما تماماً.. ليلةٌ طويلة ، كان عقلي يجوس ديار سارة ويستدعي ذكرياتٍ وتفاصيل دقيقة،
كانت ذاكرتي تهطل وتنهمر ، وأنا الذي لم أخطو خطوةً واحدةً أربع ساعاتٍ وأكثر ، جالسٌ فوق فراشي كفزاعةٍ في حقل ذرة !
طالت ومرت وانقضت ليلتي لم أدمع دمعةً واحدة ! ..
حزنتُ كثيراً .. وافتقدتها كثيراً .. لكنني لأول مرة ، لم أبكي ..
ليس ذا وقتُ البكاء .. ومالكوم أكس كان محقاً :
" عندما تحزن فأنت تشعر بالبكاء على حالك ، فقط ، عندما تغضب ، ستُحدِث تغييراً "
في الشقة مساءً كنت عصبيّ المزاج قليلاً ، كنتُ بين رفاقي حتى خلا المكان إلا مني وفهد .. لأخبره بالطامة !
- فهد ، اليوم ذهبتُ لأحد مكاتب العقار في شمال الرياض !
- ماشاء الله قررت تشتري بيت ههه
- ههه لا ، ذهبت وأخذت رقم هاتف الرجل من لوحته الرئيسية !
- فيصل بلاش ألغاز ..
- اتصلت بوالد سارة هذا اليوم ..
- نعم !
وبملامحي القاسية التي باتت سمةً لي في الفترة الأخيرة ..
- قلتُ له أريدك بأمر خاص وهام ، حدد لي موعداً أرجوك !
- ثم ؟!
- غداً ، بعد العشاء سأذهب إليه ..
- فيصل مجنون وش تبي فيه !؟
- الصينيون يافهد قالوا " يجد الجبان 40 حلا لمشكلته لكنه يفضل حل الهرب " !
- ملعون أبو الصينين.. علمني وش تبي بالرجال يا مهـ..
- رسمياً ، قررت أتقدم لسارة !
يظنني سكِرت ، لا لم أسكر ، هو لا يعرف أني صرتُ رجلا ً آخر ..
.. رجلا ً ليس كالذي سكنني كل هاتيك السنين !
يتبع ..