أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

بعضُ ما خبأتهُ الرياض24 صوتُ راشد ينبعثُ في سيارتي خافتاً ، يغني يا ويلي وأنا

24 صوتُ راشد ينبعثُ في سيارتي خافتاً ، يغني يا ويلي وأنا أغني " متى تجين " ، كنتُ أقفُ أمام إحدى بوابات " صحارى بلازا " كم



look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  22-05-2011 11:17 مساءً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
24



صوتُ راشد ينبعثُ في سيارتي خافتاً ، يغني يا ويلي وأنا أغني " متى تجين " ، كنتُ أقفُ أمام إحدى بوابات " صحارى بلازا " كما اتفقتُ مع سارة !
الرياض مدينةٌ تحترم الشجعان هذا صحيح لكن ..
لكن الشجاع لا يتمنى الحرب ، فإذا جاءت أعد لها ما يستطيع ، لهذا كنتُ أحترم الموقف الرهيب الذي أنا فيه وجبيني يتفصد عرقاً !

حين خرجتُ هذا المساء من الشقة ، لحِق بي فهد وقد يأس من إقناعي، ثم قال لي بلهجةٍ حزينة قانطة :

" إذن كن واثقاً وكأنك مع اختك أو زوجتك ، أن تتردد هذا يعني فضيحتك وفضيحتها الفورية ! "

أووه ماهذا المدرب المزعج ، تُنهي خدماته وتعفيه ويصر أن يضع لك المنهجية والتكتيك !
إنما كنتُ أعلم أنه مدربٌ بارع رغم سلاطة لسانه واختلافي معه في مفاهيم كثيرة ..
..لهذا تمثلتُ نصيحته كأقصى ما أستطيع !


أدركُ أني أقوم بأمرٍ لم أقم به في حياتي ، طوال عمري لم يكن في سيارتي من النساء إلا قريباتي لا غير ،
أن أحمل اليوم من لا تمت لي بصلة قربى هذا تهورٌ أعرف فداحته ،
لكني أحمل من تمت لي بـ صلة قلب ،
فهل تحترمين هذه الصلة أيتها الرياض ؟!


أقفُ أمام بوابة المجمع والناس من حولي داخلين وخارجين ، يا إلهي ، هل يعرفون موعدنا ياسارة !؟
إذن مابالهم يرقبونني كمختلس ؟! أفواه العاصميين تصمت لكن عيونهم تتحدث كثيراً ..!
كنتُ قد هاتفتها برقم البوابة التي أمكث أمامها وقالت انتظرني قليلاً ،
شعرتُ أن هذا الإنتظار كلفني رقابة الناس كلهم ،
أعين الآسيويين الممطوطة ترتسم على هيئتي الأنيقة ، كنت كرجلٍ في صبح عيد !

ها هي جاءت .. جاءت سارة بين الجموع أعرف مشيتها حين تمشي ،
فوق كتفها حقيبتها الصغيرة ، وتمسك بطرف عباءتها الأنيقة كأنما تصفع بها الهواء ،
ليتك ترى اللاعب الذي همش تعليماتك أيها المدرب فهد ،
كان يصر علي أن أطلب منها ارتداء عباءة رأس ! لم أقل لها ذلك ،لن يكون لديها هذا النوع من العباءات !
وكان كمدربٍ متمرس ، يلح أن تأخذ معها أحد أطفال شقيقاتها كما لو كنا زوجين ،
وسخرتُ منه ولم أطلب ،
أظنني شجاعٌ بما يكفي لأن أترفع عن هذه الوسائل الغير مشروعة في الحرب .
حربي مع الرياض !



ركِبَتْ ، أغلقَت الباب ، ومن بين جموع المتطفلين الناظرين إلينا .. انطلقنا !

تعطرت سيارتي برائحتها يوم ركِبت ، واستحالت سيارةً فارهة وهي التي ليست كذلك ، وانطلقنا !

صمَتَ المسجل بأمر يدي ، وقلتُ لها مساء الخير سارة ، قالت بصوتٍ لاهث، مساء النور فيصل ،
كان صوتها أوضح بكثير حين تتحدث عبرالهاتف .. وانطلقنا !

ألستُ عذرياً ؟ أوَلسنا كقبيلةٍ عاشقةٍ لها تقاليدها العريقة ، لا نمني أنفسنا بأكثر من مصافحة حبيب وإطباق يدٍ فوق يد ؟
إذن هاهي يد سارة تنغمس في يد العذريّ فيصل .. وانطلقنا !


يدها متعرقة ، أهو الخوف يا حبيبتي ؟
لا تخافي والرجلُ الذي بجوارك فيصل ، هذا الرجل تعشقهُ الرياض ولن تؤذيه صدقيني .. وانطلقنا !

كان وجودها بجانبي أشبه بحلم ، وسعلتُ لأتأكد ، وشعرت بصوتي إذن لست أحلم ،
وتأملت سمرتها في بياض يدي فانتفض قلبي ..وشعرت انّا نتفق أكثر مما نختلف ، وانطلقنا !

كل مسافةٍ نقطعها ،كل دقيقةٍ تمر ، كانت تتحلل من خوفها رويداً رويداً ،
ولأول مرة منذ جاءت، ضمت يدها يدي بقوة .. وانطلقنا !

كان الطريق وروداً .. والناس من حولي طيور ، وأعمدة الإنارة باتت أشبه بأشجار تزين الطريق ،
كل الرياض صارت جنة .. وانطلقنا !

اصطفت الأسواق البراقة، والأبراج العالية ، والمباني الشاهقة ، كلها باتت كجمهورٍ ينادينا.. تشاهدنا تحيّينا،
كل مافي الأرض دوّى باسمنا .. وانطلقنا !

أين ذاك الخوف ياقلبي ، أراكَ الآن أشجع من محارب ،
أصبحتُ نابليون يمشي في سماء العاصمة ، خلف كل عظيم أنثى / بجوار كل شجاع أنثى ، وانطلقنا !

سألتها كسراً للصمت ، هل اشتريتِ شيئاً من السوق ، قالت لا ،
فقط كلمة " لا " كانت حديثاً طويلاً ..أردت سماعها لأصدق ، فعرفتُ أنها بجانبي حقاً وليس حلماً .. وانطلقنا !

لا تخافي مني ، ها ماذا تريدين أن تسمعي من أغنيات؟قالت أي شيء ، وأصريت أن تختار ،
إختارت "اصحى تزعل " لعبدالمجيد ،و على الفور كنت ألبي ، وانطلق صوته صادحاً يوم انطلقنا!

قلت لها قولي أي شيء ، قالت ماذا أقول ، سارة أأنتِ سعيدة ؟
وأومأت برأسها ورقص الكون في عيني .. وانطلقنا!

نسيتُ الناس والشوارع والأرصفة ، نسيت الزحام وصرتُ أعتليهم فوق سحاب لستُ أواكبهم سيراً على الأرض ..
وعبدالمجيد يغني لنا وحدنا ليس يغني لآخرين .. وانطلقنا..

قالت كأنما عابت على نفسها الصمت : ألديك امتحان غداً ، وجاء صوتها أعذب من أي مرة ،
نظرتُ لها مبتسماً فأطرقتْ .. كنت أريد أن أقول : تباً لامتحاني وخشيت إحراجها فتغرق بالصمت أكثر .. وانطلقنا !


لاح مطعم " الشرفة " متراقصاً يدرك أن القادم نحوهُ سارة ، وقلتُ له أنتَ شرفة الحياة الأجمل منذ الآن وصاعداً ، وستسكنُ ذاكرتي طويلاً ..
ليس مجيئي إليك إلا علامةٌ أضعها في الرياض إذ ربما أحتاج يوماً أن أصدق .. أصدق أننا كنا هنا !
سأذكرها طويلاً كلما مررتُ بك ، لا أعرف المستقبل لكني أعرفُ أني سأذكرها بك كل ما قرأت اسمك أو رأيتك ،
أحتاج أن أضع علاماتٍ في دهاليز العاصمة لأتأكد بعد أزمان ، أنني وحبيبتي كنا هنا في الرياض ولم نكن نحلم .. وتوقفنا !

نزلنا ، زال التوتر والعرق ، ذهب الخوف ..نسيتُ نفسي واقتحمتُ الأماكن كفاتح !
أليست هذه مواجهة ؟ أليست حرباً مع ظروف الرياض القاسية ؟! الخوف مبرر قبل المواجهة فقط ، حين المواجهة لا أعترف به !
زال التوتر والوجل .. ونسيتُ الجموع الداخلة والحشود الخارجة ..
ونسيتُ أني في بلدي، و ظننتني في عاصمة أوروبيةٍ تختال في جوها اللطيف ..
اندفعتُ تجاه المكان أمسك يدها كأننا زوجين في زفتهم ،
قام لنا نادل البوابة مبتسماً ، كنا أصغر القادمين ، ورأى زينتها ورأى زينتي فعرف أنا لسنا ككل الداخلين ..
شعرتُ ان بسمتهُ تصفيقاً لشجاعتي ، وابتسمتُ كأني أقول " لنبقِ الأمر سراً ياصديقي" !



مشينا بين جنبات المكان الذي يحتفي بنا ، تركتُ يدها لم أمسك بها ، ليس خوفاً من أحد ، أردتُ أن أفتخر بنفسي حين تتبعني ..أردت أن أتأكد أنها ملكي وستتبعني ،
أردتُ أن أمشي وتمشي خلفي كأنها تقول للرياض هذا رجلي ! نوعٌ من الزهو كان يداخلني وأنا أراها تلحق بي .. أتُراي جننت ؟!
كنت أنعطف وتنعطف معي ، أتوقف فتتوقف، ويرقص قلبي زهواً .. تتبعني كما لو كنتُ الرجل الوحيد في هذه العاصمة .. أمسكتُ يدها واتخذنا ركناً قصياً ..
دخلنا وسحبتُ لها مقعداً ..
وألتفتّ عليها لأجدها خلعت عن وجهها ما حجبه ، وشعرتُ بأني على وشك الوقوع فأستعنتُ بالكرسي وادعيتُ الثبات !


كانت ترتدي فستاناً ليلكياً أنيقاً ، بسيطاً خالياً من تفاصيل التكلف ، يطوّق خصره مالا أعرف من لآليء ،
يتقاطع عند نحرها بخيطين رفيعين تتوسطهما قلادة ، قصيراً يعذب الناظرين !
قرطان من الماس وعقدٌ ليس أجمل مما تحته ، و سوارٌ يطوّق ساعدها ومنظرها سوارٌ يطوّق قلبي ..
وشعرها القصير يلتفّ خلف أذنيها ليكسوها مسحة براءة .. ورائحتها تعبق في المكان تُحيلهُ حقل ورد ..
كانت طفلةً بين يديّ ، شعرتُ أني أكبرها بأعوام ليس عام .. ياللطفلة الجميلة ، أحقاً جرحتها قبل أيام ؟ ويحي وويلي!

أتأملها وأحدث نفسي:

لم تكوني بحاجةٍ لكل هذا التجمّل ..
وهذا الفستان الذي يختبرُ صبر العذريين كان يُغني عنه أي أسمالٍ بالية ..
جميلةٌ في كل أحوالك فلماذا هذا العذاب !
كان موعداً رومانسياً نتصالحُ فيه حقاً .. لماذا جعلتيهِ موعداً لهلاكي ؟!
وعينيك هذه ألم تألفني بعد ؟ ألم تدرك أني حبيبك ؟
ألم تخبري عينيك بعد أنكِ تحبين هذا المسكين، مابالها الآن لا تكف عن رمي نبالها واقتناصي ألف مرة !


يا لبجاحة هذا القمر في السماء أيظهر في هذه البقاع وأنتِ هنا !
يا لبجاحة النساء اللواتي يحضرن مناسباتٍ ترودينها ، يمارسن التجمّل والتغنج حتى تأتين يا فاتنتي لتقومين بالدور الذي تجيدين :
الإلغاء ! وهل تجيدين إلا الإلغاء .. و ببراءة !
يا لبجاحة فهد ، أيظنّ أن هذه الرقة فريسة ؟ أيظن أن العذريين انقرضوا ؟
يالبجاحة قلبي يوم قال : أتحبها ؟ إيهِ أحبها .. أردتُ أن أهتف في هذا المطعم الأنيق ولكني أفقتْ من صُعُدات فكري!

بربك تكلمي ، ليس ذا وقت الخجل ، الرياض شحيحةٌ بالفرص .. لا تسكتي !
كانت تنظرُ للقائمة الرئيسية وغمازتها بادية ، ارفعي رأسكِ وانظري لي ، حسناً ،
مددتُ يدي ورفعت رأسها من دقنها ناحيتي : " سارة أنا هنا " واصطبغ وجهها بالحمرة وابتسمتْ !

ماذا تطلبين ؟
لديهم كل شيء ، ولديكِ هنا قلبٌ على طبق، وعينين زائغتين، و شوقٌ ناضج .. ولديكِ أكثر !
ماذا تشربين ؟
أي الكؤوس سيكون عريس الليلة ، ذلك الذي تضعين مبسمك المتجمّر فوق حوافه ؟!
يافاتنة الرياض .. يا مهوى فؤاد الرجل الثاوي أمامك .. يا قبلة القلب .. تحدثي واتركي هذا السكوت ..
اتركيه حين نعود لبيوتنا نفكر في روعة اللحظة وهل كان حلما أم خيال، الآن لا، لاتسكتي !

رحتُ أحدثها كسراً لصمت المكان :

- ساره هل أنتِ متوترة الآن ؟! سارة لن أضرك ؟ أنتِ في مأمنٍ معي .. لن يصلكِ مني أكثر من هذه النظرات العاشقة فقط !

أوووه اللعنة أهذا كلامٌ أستدرّ به حديثها ؟ ها قد أطرقت واصطبغت بالإحمرار أكثر !

- سارة لو قلت لكِ أن هناك قلباً يتمزق ، سيموتُ إن لم تقولي الآن شيئاً، أتتركينه يهلك ؟!
بربك الوقت يمر ، أن تكوني بجواري صامتةً هذا يكفي لأختال في الأرض فرحاً ، لكن أريد الخير كله ، كوني بجواري وتكلمي ، هيّا


راحت تهمسُ بصوتٍ أكاد لا أسمعه ، ماذا ؟ ماذا قلتِ ؟ آها .. ماذا فعلت في إختباري ؟

- أخبرتكِ في الصباح ، كنت موفقاً جداً ، الدكتور ثابت طلب مني أن أعرض عليه مزيداً من القصص قبل أن يسافر لبلده في الإجازة ..

- ماذا قلت له ؟

.. جميل هكذا أفضل ، بدأ صوتكِ في الظهور


- في اختبار الإربعاء سأذهب له ببعض النماذج ، لكني محتار ماذا أختار له ؟!

- حديث الغرباء !

- حقاً؟ لا أظنها جيّدة ، هل تعلمين ؟ حفظك لعناوين قصصي هذا يجعلني الشاب الأسعد في الأرض ، لكن حديث الغرباء أشعر بأنها مفتعلة أكثر من اللازم !

- لا بالعكس ، نهايتها قويّة ، هزتني ، لكن ربما لا تروقُ لأستاذك ..

- واللهِ لن أردك ياسارة ، سأعرضها عليه غداً وليقل مايشاء ، فليسحب إشادته إن أراد ، لن أرد طلبك !

أووه ، عاد الإحراج يكسوها مجدداً ، تباً لهذرتي ، سأقتصد في كلامي وأنتقي عباراتي جيداً ، يبدو أن الخجل لن يتركها هذا المساء لي ..


أصريتُ أن تطلب هي ماتريد ، لا أعرف هذه الأسماء إطلاقاً .. وهذه القوائم لم أرها من قبل ولم أر ما فيها !
" إختاري لنا ياسارة ماشئتِ " هكذا قلتُ وأنا أتلذذ بكلمة " لنا " أكثر مما أتلذذ برائحة أطباق الغرفة المجاورة ..

- امم حسناً سأختار، شوربة بالذرة ، فيتوتشيني ، 2 ليمون بالنعناع ، طبق سيشوان، سلطة ..

وهل أرفض ؟!
لم أسمع في حياتي بهذه الأطباق لكني أسمع سارة ! ورحنا نتحدث ، صارت تتصاعد في أدائها حتى أصبحت شبيهة لسارة التي تحادثني في الهاتف والنت ..
رفعنا الكلفة وسقف الخجل وبدأنا نستمتع حقاً بجلستنا هذه ، كان الكل يتحدث بصوتٍ عال ووحدنا كنا نتهامس ..
رأيت في عينيها عشقاً وامتناناً لي ، كانت تتأملني كما لو رأتني أول مرة ، هل أعجبتها حقا ً؟ أظنني الرجل الأسعد في كوكبنا هذا المساء ..


كان أكلها موسيقى ، أناقتها تبهر ، مسكتها في الملعقة والشوكة وحتى شربها للعصير كان يزيدها في عيني فتنة ..
لا لا تقل فتنة ! ماهذا أيها العذري أنسيتَ نفسك!!
كنت أتأمل ملعقتها صامتاً .. ترتسم على ملامحي بسمة ، كانت تنقر الطبق بهدوء .. ليست كالمجاورين لنا في الغرف !
شعرتُ أن الملعقة تغيّر خط سيرها لم ترتفع لأعلى ، امتدت إلي ّ ، كانت تناولني بيدها سلطةً خضراء وتوقفتُ أفكر لبرهة :
هذه ملعقتها ، وحوافها كانت على شفتيها ،
وتناولتُها ..
فشعرتُ بأن طعمها ألذ من السلطة التي لدي .. مع ان الصنف ذاتُه ، لا بالتأكيد جُننت!


يا لسعدي هذا المساء .. نعم الرياض يا فهد مدينةٌ تحترم شجعانها ولا تؤذيهم ..
نعم يا فهد للعذريين لذةٌ لن تدركها يا محب الفرائس !
وتذكرتُ أحلام مستغانمي وأردت إخبارها أن الحب هو أن يتقابل اثنان لينظرا لبعضيهما ،
لا يهم أن تكون الطاولة مستطيلة أو مستديرة أو متوازية أضلاع حتى ، طالما قلوبهم مشرعةٌ لبعض !


أنهينا طعاماً لم نعرف لذته ، ضاع في لذة لحظتنا نحن ، وهل يميّز البحر انسكاب الدلو فيه !؟
ثم قمنا لنغسل أيدينا عن كل شيء إلا روائح كفوفنا يوم تلامستْ ، ستبقى طويلاً!
وقفنا كإثنين وما نحن إلا واحد !
وارتسمتْ عيني على كأسها ، و عدتُ إليه كسارق ، عدتُ لأخبر العذريين أني مختلفٌ عنهم بعض الشيء ..
كل جيلٍ يتطوّر قليلاً ، أعذروني قبيلة العذريين :
أدرتُ كأسها بحثاً عن حمرةٍ فوق حافته ، ووجدتها !
وغمست نفسي وقلبي قبل شفتي ، فوقه ...
و شعرتُ أني على هامش هذه المدينة ولست أعبأ بها ولا بالمكان الذي أنا فيه ..
أين أنا ؟ لا أدري .. من انا ؟ لست أدري



كان قلبي يدبّ بالحب حين عادتْ .. أقبلتْ فاتنتي مجدداً ..
وجلسنا قليلاً نتبادل الأحاديث وأيدينا تصم بعضها ..
ثم نظرنا للساعة و عرفنا أن جلوسنا بحساب الوقت كان كثير !
وأزِفت لحظة التوديع فقمنا ..
كانت في الزاوية ترتدي عباءتها ..وكانت أنوثتها تعبق كرائحتها ..
شيءٌ في داخلي كان يقول لا تضيّع لحظة عمرك ! شيءٌ في داخلي كان يقول " للعذريين شطحاتهم ! "
وإبليس يهتف أن لا تلعن نفسك نادماً حين تصل غرفتك .. تقدم صدقني ستندم كمحروم !

وقفتْ هي ووقفتُ أنا .. فتحتُ الباب لتخرج .. كان المكان يضيق عند الباب عن غيره ..
وقفنا تاركين المكان لأناس ٍ سيأتون بعدنا، ولا نعرف منهم، لكن نعرف أنهم ليسوا مثل قلوبنا أبداً !
قامتْ ولامس كتفها صدري عند الباب ، كنت طويلاً جداً بالنسبة لها ، وكانت تنظر لي كجبل ، وشعرتُ بالزهو للإعجاب في عينيها ..
مسّ كتفها صدري ، مسني كشواظ نار ، واضطرم قلبي وتأجج ، أغلقتُ الباب وأدرتها صوبي ..
ثبّتها على الباب .. واقتربتُ منها !
وفعلتُ مالم يفعله العذريين من قبلي ، نعم ..
. قبلتها ..
قبلتُها و حل الصمتْ !
تلعثمتُ وارتبكتْ .. فتحت الباب بسرعة وانطلقت !
اللعنة ماذا فعلت !!
وخرجنا



في السيارة صمتٌ مطبق ، والسيارات من حولنا كأنها تتلصص ، والناس في مواقف السوق كأنها تدري عن فعلتي الغبيّة !
سكتتْ ولم تنطق طوال سير الرجوع ،
كنا قد رحنا لشرفة الحياة وأيدينا تُمسك بعضها كما لو كانتا عاشقان يرقصان على أنغام موزارت ..
والآن جئنا و يدها تتكوم فوق حقيبتها صامتة ،
قلت لها " آسف ، غصبٍ عني " ..
ولم تجب !


نزلتْ بسرعة .. اتجهت لسائقها وأنا أرقبها من بعيد ، واعتلت هودجها الفيراني..
وشعرتُ أني أريدُ لحاقها ، وخِفتُ الناس وانصرفْت ،
تحسستُ المقعد المجاور فلم أجدها ، " راحت " هكذا قلتُ لنفسي كمجنون !



في البيت حين وصلت.. هاتفتها :


- للأسف ياسارة أضعتُ كل شيء وحطمت لحظتنا السعيدة اعذريني ..

- ..................

لم تجب،

- والله لم أكن مخططاً للأمر ، أحترمك جداً كما أحبك ، اعذريني !


- فيصل


- نعم ؟!

- مجنون ؟ تعتذر عن أيش ؟ فيصل كل ما فيني يرقص .. أريد أن أصرخ باسمك .. أعرف ان الأمر خطأ لكنه أجمل خطأ في الدنيا
نعم أحرجتني ، أخجلتني ، لكن مازلتُ أعيش اللحظة .. آه فيصل ، يا ليتني ملكتُ جرأتك !

- كنت ماذا ؟

- كنتُ أريد أن أعبر لك عن امتناني عن فرحتي، فيصل نعم صدمتني .. لكن حين فكرت قبل قليل ..

- ماذا ؟

- فيصل لم يفعلها إلا لأنه عاشق ، لأني أُعجبه حقاً ... أشعر أن هذه الرياض لا تسع فرحتي

- سارة لأول مرة أحب الرياض بهذا القدر

- لا .. لا أرجوك ، لا تقل شيئاً عن الرياض .. أعشقها يافيصل ، عدني أن تحبها دائماً .. مهما حدث ،عدني

- أعدك ، وسأكتبها في قصائدي .. أحبها .. تماماً كأنتِ

- أريد أن أصرخ الآن وأقول أحب الرجل الأكثر جنوناً في هذه الأرض .. سأصرخ :


صرخت بإسمي لم تخش أي سامع .. يا للمجنونة !

ثم أغلقت هاتفها خجلا ً من اندفاعها ..
وبدأتُ أكلم الدبدوب كأي رجل فقد عقله !
ارتميت على فراشي كأفضل إنجازٍ حققته في حياتي ، أفضل حتى من تخرجي القادم ..
وكتبت رسالة ً لفهد قبل أن أنام مع أحلامي اللذيذة :

" ألم أقل لك إن الرياض تحترم الشجعان فلا تؤذيهم ؟
أعرف أن حديث المثقفين لا يروقك لكن تيرنس يقول : الحظ يساند الشجعان ..
حسناً فلتصبح على خير أيها المدرب الفاشل هههه "

واحتضنت الدبدوب وأغمضت عيني ، وشعرتُ أن الرياض تنظر لي باسمة ..
..تماماً كـ أم ٍ تحنّ وليدها !

يتبع ...



الساعة الآن 06:48 PM