أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

بعضُ ما خبأتهُ الرياض11 فهد سلمان محمد صالح / ماجد / بعض طلاب الكليّة رباعي الشقة

11 فهد سلمان محمد صالح / ماجد / بعض طلاب الكليّة رباعي الشقة / صديق المحلّ / أصدقاء الدوام الجامعيّ .. هؤلاء اللاعبين في مسرحِ حياتي خارج العائل



look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  11-05-2011 11:59 مساءً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
11

فهد سلمان محمد صالح / ماجد / بعض طلاب الكليّة
رباعي الشقة / صديق المحلّ / أصدقاء الدوام الجامعيّ ..
هؤلاء اللاعبين في مسرحِ حياتي خارج العائلة.
ثم الدالفُ الجديد ، السمراء ..

"لا تسألوني مااسمهُ .. أخشى عليكم ضوعة الطيوب !"

انضمتّ لهم ساره .. واستأثرت بالإهتمام كله !

أحاديث الأصدقاء تأتي ضاحكة مسليّة ..
لكن أحاديثي لساره تأتي مفعمةً بإحساسٍ لا أعرفه ،
كأنما يدعوني لإلتهام مزيدٍ من الدقائق معها !

أشعر بها ، صديقه و .. أكثر !
دخلتْ في أعمق تفاصيلي .. وأدخلتني في صميم حياتها ..
حميميةٌ تسكنني تجاهها ، أُلفةٌ سريعة أحاطتني بها ..

أحدثها عن بيتنا ، عن أمي المتعبة ، عن والدي الغاضبِ مني دوماً ..
عن إخوتي الذين تزوجوا وصرنا لا نراهم في الأسبوع إلا مرةً او مرتين ..
عن هموم ما بعد التخرج وهل ألتحقُ بالتدريس أم يرمي بي حظي التعيس كعادتهِ في أرتال المنتظرين !
أحدثها حتى عن هم الكتابة الذي يسكنني ،
عن حبي للقصص وملاحقة الأفكار والسرد الذي تتعبني صياغته ..
عن الهلال ، عن قريتنا التي نزورها كل شهرٍ مره ..
عن حتى خادمتنا التي هربتْ وتركتْ لأمي المتعبة الوقوف على حوض الغسيل ..

أشكي و تُصغي ..
ليس إصغاء الأصدقاء الذكور .. بل إصغاءاً تشعر أنه يخفف عنك .. تجيدُ تماماً مشاركتي الألم ..
كلماتها المتعاطفة حيناً .. والمشجعة أحياناً اخرى ، تستحيلُ يداً تربتُ على كتفي !
كل ضيقٍ يساورني وأُبديه لها .. تستقبلهُ في اهتمام وتخفف عني كأنما تدثرني بمشاعرها المتعاطفة !
كل مشكلةٍ تنتابني وأبثها إياها .. أجدها سُرعان ماتبدأ في إختراع حلول ..
ليست كأي صديقٍ آخر يستمعُ لمشكلتك ثم يقفز لموضوع آخر كأنما كان ينتظر منكَ إنهاء الحديث ليبدأ مواضيعهُ البليدة !

وتحدثني فأُنصتْ ..
وتروحُ تقصّ علي تفاصيل بيتهم وأحداثه فأشعر بخصوصيةٍ تمحضني إياها ..
وتسألني عن بعض ما أشكل عليها لغةً في بعض القراءات فأندفعُ في محاضراتٍ لذيذة ..
تجيدُ حتى التتلمذ فتشعرني بتفردي!

لم أعمل بنصيحة فهد .. كنتُ صادقاً جداً كما لو كان الكذب خيانة !
كان يقول لي أن الكذب وتنميق الكلام و تصفيفهُ خيرُ دعايةٍ نبثها عن أنفسنا فنرسخَ في أذهانهنّ ..
لا أعرفُ اختلاق الأحاديث .. أُجيد تماماً حكيَ واقعي!
لكني مهذبٌ جيداً معها .. أليس التهذيب أكثر ألوان النفاق قبولاً ؟!
سعدتُ جداً بتكوين صداقةٍ مع من تشاركني ذات الهم والوحدة ..
كنا كطائرين حبيسين في قفصٍ واحد ، يغرّدان بالكلام المباح صبحاً وعشيّا .

باسمٌ حديثها ، تعليقاتها ضاحكة .. وتأتي عفويةٌفلا تملك إلا أن تغرق في الضحك ..
تسخرُ مني وأسخرُ منها ولا ترى إلا البسمةَ تعلو محيّانا ..
دخلتْ حياتي كما لو كنتُ أنتظرها سنينَ طِوال .. دخلتْ حياتي كأنما لتؤثثها من جديد ..
ودخلتُ حياتها كما لو كنتُ أملأ النقص الوحيد الذي يعكر صفوها ..

رغم أنها إبنةٌ لأحدِ تجّار العقار.. رغمَ أنها كأميرةٍ في خدرها تأمر فتطاع ..
إلا أنها نبيلة .. ليستْ من الغرور في شيء وأنا الذي ظننتها كذلك ..
ما أبعد المسافة بيننا وبينهم على خط الثراء .. هم في أقصى اليمين ونحنُ نقبع أقصى اليسار ..
ما أبعد المسافة بيننا وبينهم .. نحنُ في أقصى الجنوب وهم في أفخم أنحاء الشمال ..
تتحدثُ عن خادمٍ وسائق وطاهيَه .. عن مسبحٍ منزليّ كبير تمارس فيه هوايتها .. عن حديقةٍ غناء تخبرني أنها تحدثني الآن فيها !
تتحدثُ لي عن مجتمعٍ نبيل وعزائم فاخرة وعلية قومٍ تراهم في مناسباتهم الخاصة ..
رغم كل هذا، لم أكنْ أكذب ..أحدثها بحياتي اليوميّة ومايعرض فيها وأعيشه ..
و كانتْ نبيلةً للقدر الذي أُصارحها فيه بكل شيء فتسمع بنضج ..

عندما أهاتفها .. كل مرة تصيبني رهبة البدء .. لم أتخلص من هذا الشعور رغم تكرار المكالمات ..
أتصلُ بها ولا أعرف ماذا سأقول .. لكنها كانتْ تسيّر الأمر تماماً .. كأنني أحضر الزورق وهي من يشرعُ في التجديف ..
نُمتطي جياد الحديث وننطلق ، نعبر كل شيء .. نخرجُ من مضمار لنقتحم آخر ، يروح الليلُ شعراً وما نحن بالشعراء ..
كانت مهاتفتي لها تُشبه قول جان جاك روسو عن كتابة رسائل الهوى:
لكي تكتب رسالة عشق عليك أن تبدأ دون أن تعلم ماذا تريد أن تقول وأن تنتهي دون أن تعلم ماذا قلت .
كنتُ أبدأ الحديث بالسلام وتمضي ساعتين منهياً الحديث لا أدري ماذا دار على وجه الدقه ، لكني سعيـد !

يا للحنان والقلب الكبير !
حين أخبرتها أني أنا من قمتُ بغسل أواني العشاء البارحة لأن أمي كانت متعبةً جداً ..
حين قلتُ لها ذلك كنت أبتسم ، أنتظر سخريتها البارعه وتعليقاتها المضحكة ..
لكنها لم تضحك ولم ترد .. فقدتُ صوتها ..
ثم إرتفعتْ نبرة بكائها بوضوح .. راحتْ تشكرني لماذا لا أدري !
كانتْ تقولُ أني على النقيض من أخويها مثلا ً .. لن يفعلا لأمي شيئاً من هذا قط ..
ابتسمتُ في نفسي وأنا أقول: لأنهمْ يملكون على الفور قيمة خادمةٍ جديدة !

هل أحبها .. لا أعرف ! هل هذا هو الحب ؟ لا أدري !
هل أعشقها .. أيضاً لا أعرف ، لكن كلما تحادثنا قفزت صورة عينيها حاضرةً طوال المكالمة ..وأشعرُ بالشغف !
هل أغارُ عليها .. للأسف نعم !
عندما أتصلُ بها ويتضح أن الخط مشغول أمتلأ بوساوسي ..
أتُراها تُحادث الآن أحد أبناء الطبقةِ الراقية .. يُحدثها عن سفراتهِ وسيارته الفارهه بعد أن سأمتْ حديث الرجلِ الذي يغسلُ الصحون !
وأسألها فتجيبْ ..
- كانت أختي على الخط
- متأكدة ؟!
- فيصل وش فيك ؟

ويسألني فهد عن سير العلاقة ، فأخبرهُ أن الإنسجام يصلُ مداه .. فلا يفتأ عن تحذيري :

-إنتبِهْ ، إيّاك وأحاديث الصِدق .. تُولّد الحميمية ثم التعوّد ثم الإدمان الذي هو الحب !
- لا لا عليك .. مجرد صداقه !
- صداقه فقط ؟ يالك من مغفل .. عِش حياتك !
- ماذا تريد أن أفعل
- ادعها للخروج للنزهة .. هل تريدُ البقاء كل أيامِك خلف سماعة الهاتف !!

لا أستطيعُ فعل ذلك .. وكيف أسألها الخروج !
أخشى أن تغضب ، أن تظنني أتلاعب بها .. أخشى أن يفلت الحُلم من يدي !
كنتُ قد توصلتُ للتصالح مع نفسي تجاه هذه العلاقة :
يكفي أن تكون محادثاتٍ تؤنس الوحدة وتخفف الضغوط
الكثيرون يهوون المراسلة .. يعقدون صداقةً فقط بالكلمات .. بالنسبةِ لهم أظنني أعيشُ في ترفٍ نسبيّ !
ولكن ..
تلك العيون التي تسكنني ، وما سكَنَ خلف النقاب واستتر عني .. أفلا أفوزُ بنظرة ؟
ثم أرى جيوبَ الهيئةِ تجوب الطرقات فأتذكر أبي وأمي والفضيحة فأحجم !
الرياض مدينةٌ كبيرة .. لكنها تصغرُ في الفضائح لتصيرَ قرية !
لا أدري ..

في المساء هاتفتني .. عشرةُ أيامٍ من الإتصالات المكثفة والأحاديث النديّه ..
لم يتراخَ عزمُ اللذة ولم يفْقد الكلامُ شهيّته ..
كان كل شيءٍ يتصاعدُ لدرجة الإدمان !

- أنهيتُ رواية الأبله ، بصراحه كانت جيّده .. إنما لم أجد فيها غايتي
- أخبرتكِ ساره أن دوستويفسكي لا تهمه أحاديث الحب وأحزان الفراق وحبكة الجرائم .. نفسيٌ بالدرجة الأولى
- أليسَت هناك روايات تجمع بين الوعي و النضج وبين المتعه والتشويق .. كاتبٌ يقدر جمعَ الإثنتين
- إممم هل قرأتِ بين القصرين لنجيب ، حبكةٌ مشوّقة ولا تخلو من الدروس المُستقاة .. لن تندمي ، أعودُ لها كثيراً في مكتبتي الخاصة
- هل تُعيرني إياها ؟!
- .......
- سآتي غداً لنفس المحلّ وأعطيك الأبله وأعطني هذه !

يبدو أنها تبرمت من كسلي فأخذتْ دور المبادرة ..
لم أُبادر بطلب رؤيتها ... فاحتالت هذه الحيلة ..
توقعتْ مني أن أطلب رؤيتها فأدركت ترددي .. بهذه الحيلة اللطيفة يبدو أنها تبرر الأمر !
"كيدهنّ عظيم " قلت في نفسي..

كنتُ أفكر هكذا غارقاً في الصمت ..
للأسف ، لم أعرفها جيداً.. ظلمتُها .. لم تكنْ بحاجةٍ لهذه الحيل !
أفقتُ مجدداً على صوتها يسألني :

- ألا تريد أن تراني ؟!

يتبع ..




الساعة الآن 02:56 AM