-إذا اتبعتُ الحقَّ واحترمتُه فليس لأني فاضل، وإذا اتبعت الباطل فليس لأني
شرير، ولكن لأني في الحالتين إنسان. إني أفعل ذاتي دائما.
-لا يولد موقفُ الإنسان معه. كلُّ إنسان يولد بلا موقف، حيث يصنع موقَفه تحت
عدد لا حصر له من الاحتمالات الحمقاء.
-الآلام قد تتحول إلى أفكار، لكن الأفكار لا تتحول إلى آلام. قد يصبح التشاؤم
تفكيرا، لكن لن يصبح التفكير تشاؤما.
-إن المنطق، في جميع حالاته، هو الإنسان.
-ليس البطل هو الذي يدخل معارك لا نهاية لها مع الخصوم، وليس من يخترع
الخصوم اختراعا. البطل هو الذي يكسب الحياة والحرية للإنسان. وإذا استطاع
ذلك، بلا خصوم ولا خصومة، كان هذا هو النصر الذي تهتف له النجوم.
-الناس في زماننا يعتقدون، ثم لا يفكرون، أو يفكرون فيما يجعلهم لا يفكرون.
-إن العقل الذي لا يتناقض هو العقل الذي قد مات. ولا يحتمل أن يثبت أي إنسان
حياته كلَّها على حكم واحد.
-العقل يتغير لأنه شيء قوي. فالشيء القوي لا يثبت على حال. والقوي أكثر
تغيرا من الضعيف وغير الشيء. غير الموجود هو الدائم الثبات، لأنه لاشيء.
تناقُض العقل ليس ضعفًا فيه، لكنه يعني أنه يعمل في عدة ميادين وينظر إلى كلِّ
الجهات. والعقل هو الذي يدرك تناقض العقل. فالتناقض وإدراك التناقض
أسلوبان عقليان. وهو يدرك سخف العقل وهزائمه. العقل، ناقدا ومنقودا، هو كلُّ
المعرفة.
من كتاب أيها العقل من رآك-عبدالله القصيمي