في غفلة عن العيون النائمة .. أنهض لأتحسس وجهك في الظلام .. لأرسمك في مخيلتي .. لأضعك دون إطار يقيدك أو يحجب عنك الأبعاد .. كل الأبعاد .. أحادث نفسي : كيف السبيل إلى الفوز بنظرة رضا منك ؟.. وما هو مطلوب مني لكي أستحق أن أحبك ، لا أن تحبينني ؟.. فأنا أعلم أنني لست كفأ لك .. كل مناي هو أن أطلق العنان لقلبي كي يشدو بحبك و يتدثر بملاءة الشوق إليك .. أراك في غفوتك كما أنت في صحوك .. تزدادين تألقا وجمالا .. أتأملك في سكونك كما في ثورتك ، فتتوهجين سحرا و تتضوعين عطرا .. فيزيد لهفي لكي أحبك .. لكني أحجم ، لأني لا أجرؤ على أن أفعل شيئا لم تأذني لي به ..
حبيبتي .. أرى نفسي صغيرة أمام شموخك .. كسيرة أمام عنفوانك .. ذليلة أمام عزتك .. تألمين فتستعصي الدموع على عينيك .. وتجرحين فتلملمين جراحك .. وتأبين أن تغتصب عذريتك رغم أنك عشت مخاضات عديدة وأنجبت ما أنجبت منذ الأزل .. هل ترين البحر هناك ؟ .. إنه يعزف ألحانك الشجية .. ويتماوج ماؤه على إيقاع نبضات قلبك .. إنه يعيشك .. يحياك .. يحتضنك .. إنه بكل بساطة يحبك .. ولم يكن في يوم من الأيام في حاجة ليستأذنك في أن يحبك .. لأنه أنت .. ولأنك هو .. أما أنا .. فبعدي عنك رغم قرب قلبي منك يجعلني دائما أستأذنك في أن أحبك .. في أن أنفذ إليك من كل المعابر المغلقة بإحكام ..
حبيبتي .. هل يقدر لي أن أعيش إلى اليوم الذي يستأهل حبي أن يصل إليك .. عبر السماء .. عبر الأرض .. عبر البحر ..رغم الخطر ؟ .. سيان . فقط اسمحي لي أن أحبك .. وسأجعل هذا الحب يدب إليك عبر السماء والأرض والبحر .. وإن عز الوصال .. تسلل عبر الأنفاق رغم دكها ..
حبيبتي ..سأذهب الآن .. قبل أن تستفيقي وتفاجئي بجرم تأملي لوجهك ونوره الرباني .. سألملم حبي وعشقي و أشواقي التي سمحت لها بأن ترتع و تتحرر قبل أن تستيقظي .. سأسافر عبر الآفاق ولسوف أتنقل بين البيت والخان والدير .. أناجي طيفك وأحضن اسمك و أرسمك بأحرفك المثخنة دموعا و دما .. ولسوف أبقى منتظرا مترقبا يوما أو شهرا أو سنة وربما دهرا كي أعيد عليك نفس السؤال : "حبيبتي .. هل تسمحين لي أن.. أحبك ؟ "