السؤال.....؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما نعرف أن الكعبة الشريفة أول من بناها سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل لكنني اقرأ في بعض المواقع أن الكعبة أول من بناها الملائكة فهل المعلومة صحيحة ؟؟ و أريد معرفة ما حكمة الله تعالى في بناء الكعبة ؟؟ وهل صحيح انه كان بها بئر ؟؟
ارجو الافادة جزاكم الله كل خير
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب....!!!
اختلف العلماء في أول من بنى الكعبة ، والظاهر أن أول من بناها هو إبراهيم عليه السلام واختار هذا القول ابن كثير ، ودليله قول ابن عباس : لو لم يحج الناس هذا البيت لأطبق الله السماء على الأرض . وما هذا الشرف إلا لشرف بانيه أولاً وهو خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام .
قال سبحانه : ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئا ) ، وقال تعالى : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنا ).
ويمكن الاستدلال أيضا بقول الله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، وهو صريح في بناء إبراهيم . ولم يثبت نقل صحيح صريح أن البيت كان مبنياً قبل ذلك .
أما الحكمة من بناء الكعبة فهي إلى الله تعالى ، ولا نستطيع الجزم بحكمة معينة ، لكن يمكن أن يقال بأن الله تعالى أمر ببناء الكعبة لتكون قبلة واحدة لجميع المسلمين ، يجتمع جميع المسلمين حولها في حجهم وعمرتهم وصلاتهم ، فهي رمز لوحدة المسلمين وقبلة لجميع البلدان .
ولكنها تبقى الكعبة حجرا لا تضر ولا تنفع ، وإنما نستقبلها طاعة لله تعالى ، ولذلك جاء في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر ويقول : إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك . والله أعلم.