هاهي محرقة غزة تعود مرة أخرى ، ولكنها هذه المرة بقالب جديد واليات أكثر دقة وحداثة (( إف 16 )) ،لتخلف ورائها آهات وعبرات تمزق القلب ، وتبكي الحجر ، وتجعل القط يستأسد ، والطين يتحجر لكي يصبح صخراً من الصوان في وجه العدوان الغاشم .
سواد حالك يخيم على المدينة ، أطفال ترقص فوق الركام لتصنع رقصة تاريخية تتحدى بها العدوان ، دماء تراق كالماء ، جرائم حرب ترتكب ، وكميرا ت الإعلام تصور، لتتشكل لدينا ردة فعل عاطفية تتلاشى بعد أيام .
ولكن هاهي غزة ترتدي ثوبها الأحمر لتعلن للعالم أنها اليوم أكثر قوة ً وصمودا ً ، وأن هذه الدماء التي أراقها العدو هي رمز قوتها وثباتها ، لتسطر على رمالها فجراً جديداً تبدد به عتمة الظلام ، وتخبر الأعداء أنهم لن ينالوا من عزيمتها ولن يخمدوا نار ثورتها التي اشتعلت .