الاخت ضحى (دلع)
تترك بصمتها في كل مكان وفي كل قلب تحل فيه، وفي كل نفس تسكنها؟؟
أما بعد،،
فالحديث عن ضحى، ليس حديثا عن عضوة في منتدانا الغالي..
بل حديث عن ظاهرة لفتت الأنظار،
واستقطب حضورها الانتباه، والأذواق والأشواق.. والحب أيضا..
الحديث عنها لا تحكمه ضوابط المفردات، ومعاجم المعاني..
فهي ظاهرة لم أشهدها من قبل.. ولا أظن تنبهت إليها الأقلام..
سيدة.. أحبها من عرفها.. دون أن يعرف ملامحها.. كان ادبها، وحكمتها، وقارها واتزانها.. وحرصها على الجميع.. خير باب يمكن أن نزورها منه..
لذا لن أكتب عنها أو لها.. بل سأقرأ معكم ما يكتبه قلم أثق به وبقدرته على مطالعة ملامح الناس..
ها هو القلم يحاورها..
ستعودي وسننتظر عودتك..
فلم تعد الورقة متنفسا للوجع،
ولا مراحا للنفس.. ولا مهوى للأفئدة..
أو ميدانا للعقل.. ولا الكتابة باتت ملاذا للتائهين..
ندعو الله ان لا يطول الانتظار، يا سيدة الذوق.. وملهمة الشوق.. فعودي..
لا أتصور منتدى.. بل جلسة.. بل سهرة.. أو حوارا.. لستِ بسمته، بل فرحته، ودمعته..
ولا مقالا لست الباعثة على تخير ألفاظه...
كنت تثيرين فينا الرغبة في الارتقاء بكلماتنا، وبأفكارنا..
كنتُ واحدا من الأقلام التي تكتب لتكوني أهم وأول من يطالعها..
عودي.. فدفء شعورنا بلسم جراحك..
لأنا يا ضحى أمام ظاهرة تستوقفني..
على قلة ما يستوقفني في عالم تماهت ملامحه، وتناكر أهله..
أمام ظاهرة تستفزني.. وتستهويني..
وتثير فيّ مكامن الأمل والألم، والفرح والشوق، في آن معا..
تجربة ما زالت تراود حيرتي.. وذهني المتعب..
تجربة.. تحيرني.. ترضيني وتمتعني..
وتشدهني.. وتفرحني.. وتؤنس وحشتي أيضا..
تلك الظاهرة التي كان لي شرف أن أعيشها مع أوراقك..
أختاه.. عودي..
والأخ بين يديك، ليست توأم الولادة، بل هي تلك التي نجد فيها أنفسنا أشد حماسا للإقبال على الحياة.
بين يديك... نحن أمام ظاهرة يمكن أن تسمى ظاهرة الصداقة بلا ملامح.. أو تآلف الأرواح..
التي كنتِ رائدة نهجها، .
ظاهرة باتت سلوكا اجتماعيا، ذهنيا متخيلا، ابتدعناه.. وعاشه كل منا بما يرضي شوقه للفرح، والتسرية عن النفس.
وجوه بلا ملامح.. حب مبرأ عن الهوى، وصداقة لا تلوثها المصالح.. وأخوة باركتها السماء.. لا نعرف كيف ولدت.. وإلام تؤول..
يخيل إلي يا بنت أكرم والد.. أننا في عالم الهزائم والهزائم النفسية خاصة التي تعيشها مجتمعاتنا
وفي عالم تبعثرت ملامحه..
وفي دنيا الزيف..
بتنا أحوج ما نكون لنعيش لحظة انتصار على واقعنا.. ولو كان حلما..
وبتنا أحوج ما نكون للصداقة والصديق.. فكنت – يا رعاك الله- للصداقة عنوانها اللافت..
تجربة شباب وصبايا الاردن. مملكة، صار لها تاريخ ولها جغرافية يسكنها أناس بملامح استثنائية..
وصار المنتدى واحة غناء، وجزيرة سعيدة تحكمها أعراف ومشاعر، دون أن يكون لأحد عليها سلطان..
انه أشبه بالمدينة الفاضلة..
أختي العزيزة.
ما كنت ليستهويني أن أخوض تجربة بلا ملامح..
ولا أن أحبس نفسي بين يدي قيود اللغة، وقواعد الكلمات.. مع أناس لم أقرأ ملامحهم..
لكنني أشعر أنها تجربة تستحق أن تعاش.. ما دمت مكونا أساسيا من مكوناتها..
مشهد بنورامي بدأ بمداعبة الكلمات.. .
وانتهى بنمذجة الشخصيات.. وتخيل الملامح.. حتى إن أعجزتنا الوسيلة.. رسمنا ملامحها على ما نتمنى.. فكانت شخصيات لا أجمل ولا أحلى.. وحوارات ولا أعذب..
كنت – طال فينا بقاؤك- ظاهرة في توجيه الأفكار، وتخير الألفاظ، والقيم والمثل الأخلاقية الرفيعة.. فقد كنتُ واحدة ممن تتخير ألفاظها ومعانيها وأفكارها لتتناسب مع وعي قارئتنا الحبية..
ضحى.. يا بنت كل المعاني الجميلة..
صحيح أننا بدأنا بلا ملامح..
لكننا انتهينا تعرف كل منا الأخرى.. معرفتها لأقرب الناس إليها..
لو كان قلمي يجيد الرسم.. إذن لرسمتك.. ويقيني أن الصورة لن تكون بعيدة عن الأصل..
آه يا أختي العزيزة..
هي الأيام، ما زالت تمتحن صبرنا.. وتختبر أشواقنا.. وتداعبنا بالبعد حينا.. وبابتلاءات كنا نتمنى أن نكون لها الفداء..
اختي ضحى..
لو كان الأمر ينفع فيه الفداء .. أو كان مما يجدي معه أن نحمل عنك.. لفعلنا بلا تردد..
ولا يغني حذر من قدر... ضحى عودي.. ولا تطيلي انتظارنا..
دلع.. مسا الورد..