على ضفاف النهر شاهدت سيدة تسحب ابنها من أذنه حتى تكاد تقطعها وتقول له وهو يهطل
دموعا: قف ولا تتحرك حتى انتهي من تصويرك.
الطفل لم يذعن لطلبها، كان يضع يديه على وجهه.اضطرت أمه للاستعانة بزوجها.
جاء يهرع من الخلف حاملا يده الضخمة التي تشبه المطرقة.صفعه بها بقوة حتى أخمد بكاءه وأشعل ألمنا.
استرجعت هذا الموقف عندما شاهدت أبا يأمر أبناءه بالابتسام أمام أحد الفنادق لالتقاط صورة جماعية لهم.
وقد كانت المفاجأة عندما قال لأحد الصغار وهو يهم بضغط زر الكاميرا: ابتسم يا حمار !
.
.
أي صورة تلك التي سنحظى بها وسنودعها ألبومنا وذاكرتنا.
أي ابتسامة هذه التي ستولد من رحم القمع والشتائم
من المخجل حقا أن يصورنا آباؤنا عنوة. أن يطعمونا عنوة.
أن يدخلونا إلى مدارسنا عنوة
إن نتائج هذا التعسف مؤسفة ,مؤسفة جدا.
سننبت متجهمين، غير مقبلين على الحياة والمستقبل.
ستكون صورنا متشابهة. نرتدي ملابس مثل بعضها. نرتاد مدارس واحدة ,,
لاشك أنه من الضروري أن نتعلم وندخل المدارس
ولن نستطيع أن نبقى على قيد الحياة دون أن نأكل ونشرب.
كما أنه من المستحيل أن نعيش في هذا العصر بلا صور
لكن سيكون من الأجمل أن ننمي حب المدرسة في نفوس أطفالنا مبكرا.
أن نمنحهم حق اختيار طعامهم بانضباط , أن نجعلهم يتفاعلون مع الكاميرا مبكرا
بعد ذلك سنلمس الفرق ,,
سنجدهم يسحبوننا من ثيابنا لنصورهم.
سيلحون علينا لإعداد أطباقهم المفضلة.
سيشركوننا في رسوماتهم وفروضهم الدراسية.
سيتباهون أمامنا بخيلاء بالنجوم التي تلمع في دفاترهم
علينا أن نجعلهم يختارون ويقررون. يبتسمون بعفوية دون افتعال.
وندعهم يكشفون عن مواهبهم واختياراتهم أمامنا قبل غيرنا