حروف اللغة ثمانية وعشرون حرفا
جمعت منهم حروف كثيرة وكلمات كثيرة
كان منها حروف حب وحروف حزن وحروف سعادة وحروف خوف
وجدت حروف الحب قليلة وحروف السعادة اقل وحروف الحزن كثيرة جدا والخوف كبير
فهناك في عقد اللغة حروف كثيرة نشبكها ولكنها تفارقني وتهرب مني
حب
سعادة
حزن
الم
خوف
وايضا هناك حب بلا امل وسعادة ناقصة وحزن دائم وخوف من لا شئ والم من دون جروح
فالحزن له نصيب الاسد والخوف كذئب جائع
نحب ولكن بالفراق نشقا وبالشوق نقتل
نفرح والبكاء معنا والسعادة تتبخر ويخيم الحزن
نحزن فيعشقنا الحزن ولا يفارقنا
يتملكنا الخوف ويبرد اجسادنا
واني اهديكي سيدتي هذه الكلمات التي جمعتها من بستان اللغة وارجو ان تعجبك
انا احبك واهديكي احلامي طوعتها فصارت لكي حتى حزني فانه لكي وبكائي واشتياقي
وصمتي وضحكتي وتنهيدتي اليوم لا يملا مكانك الا انتي ولايداوي قلبي الانتي
سيدتي قلبي صحراء بلازرع ولا ماء ولا هواء
سيدتي اني خائف كخوف الطفل من صوت الذيب
اني وحيد تائه لا احسن الا ان اتذكر كلماتك
اني اتالم بلا جروح
هل رئيتي كيف تحولت كلمات الحب الي الم وخوف وحزن
سيدتي اعذريني فكلماتي عجزت عن وصف مشاعري
سامحيني ولكني اعلم انك تعلمين كم احبك
أنتظرك اني انتظرك
لـــــــــــــــــيلاً
قبل بزوغ ِ الفجر ِ
كي نهمسُ نرقصُ
كي نركـــــــــــض
بشواطيء ورمال البحر ِ
تحتَ السيل ِ
وتحتَ المطر
تحت زخات المطر
تطير الروح لترسم لوحات
الأمل على ظهر نورسِ
على جرفِ الشط
ثم تعود منهزمة ... منهزمة
يتساقط حولي
يتساقط امامي
يتساقط فوقي
ينهمر عليَّ من كل صوب
مثل المطر
ذلك العشق الذي اردته منك
فلا داعي للضجر
حاولي ان تتفهمي
انني كتلة من العواطف
لست حجر
حاولي ان تكوني اكثر عشقاً
اكثر حناناً
اكثر ضياءاً
بل كوني كالقمر
كل ليلة يزور فراشي
ليحكي لي قصة
عن زهرة حالمة
بقطرة الندى
فكيف حال الزهرة ان زارها المطر
ما زال بعضي
يتمتع
بالرجاء في معابد العزله
حيث آلهة المطر
تزخ عند إشتداد الجفاف
عند حتياج لطلسمه امل
لتقطر علي قطرتين
احداهما لخيالات الوصال
والاخرى لصباحات الافتقاد
وأركض إليك مبلل بالوجع، بالذكرى ..
وبحنانكَ !
وهل أمنحك سوى حفنة جديدة
من الحزن و الضباب..
ها أنزف حزنا
ومطرا
وشوقا...
أكتبك في دمي قصيدة ،
وأنشر العبق !
عمر من التيه يأخذني إليك فرحا
من أقصى الذاكرة ،
لأحبّكَ لغة من أقصى الروح
إلى منتهى اللغة !
أنّى لي أن أعرف كيف أحيا بها؟ أيّ جزءٍ منّي ما زال هناك؟ كيف ترتعش عظام مخيّلتي لتلك الأبنية وتلك الشوارع ؟ وأنّى لي أن أتأكّد أنّي التقيتك فعلا هناك وليس بعد أن سافرت وتركتِني خلفك أصارع موطني فيكِ؟ ما كنت أعلم يومًا أني أعيش وطني في الغربة بقدر ما أغترب في وطني، وها أنا الآن، أقتات على فتات الذكريات بعد أن ذابت كعكة الذاكرة. كما تذوب قطعة الجليد تحت زخات المطر .. !!!