صلب كسيف فولاذي صقلته أنامل الصناع الدمشقيين..
وادع مثل كرمة عنب يتفيأ العابرون ظلالها في جلعاد..
كريم مثل نهر يتدفق ماؤه نقيا طيبا ويسقى كل العطاش..
عنيد مثل صخرة صلبة على إحدى روابي عمان..
نقي مثل ورقة بيضاء..
حليم كنسمة رطبة في صيف قائظ..
فارس تضيق بخيله الساحات..
وسيم مثل سنبلة على سفوح شيحان.
. أبي مثل رمح رديني..
له من اسمه نصيب وافر..
ولد من رحم بندر الكركية الجنوبية التي كانت مع مشخص المجالي اول سجينتين سياسيتين في منطقتنا وكانت سجينة العثمانيين عقابا لزوجها الثائر ضدهم
حين خط شاربه كانت العسكرية أول ما فكر فيه ...
كان ذلك عام 1932 وفي العام 1974 تبوأ المنصب الاول في القوات المسلحة الاردنية قائدا عاما للجيش
وهو أول من حمل رتبة المشير في جيشنا العربي.
وهناك ظهر نبوغه الفطري ( ألم يولد في بيت فروسيه؟)ـ
تعرفه ساحات باب الواد ووادي اللطرون التي تتردد فيها نداءاته للنشامى الاردنيين
(المنية ولا الدنية)
فيصمد الرجال الرجال حتى النصر
يكبر حابس مع الجيش..
يقدم له بكره سطام مع فهم التحولات في المجتمع..
يقدمه طبيبا عسكريا ويدفعه مع الجند الى ساحات خدمة الوطن
يؤسس ابو سطام لعسكرية اردنية تبدأ بالفروسية أخلاقا وممارسة..
يتركها حينا ليكون بجوار قائده الاعلى في المقر العالي مستشارا..
لكن حنينه يعيده اليها دائما
وحين يحتاجه الاردن كبيت خبرة ينتقل الى مجلس الاعيان يناقش القوانين الناظمة لحياة الاردنيين
ودائما يظل النشمي حابس مثال كل الجنود في كل مواقعهم
وتتحول كوفيته المهدبه إلى مهوى قلوب الصبايا على بيادر حوران،
وسهول مادبا ، ومزارع الاغوار ، والساحل المضيئ في العقبة.
لم يعرف المعارك الخاسرة
وظل الاكثر وفاء للهاشميين تعبيرا عن خصلة اساسية في تكوين شخصيته
كان كلما اعجبه شاب أردني لوحت وجناته الشمس يدعوه ليكون ضابطا في الجيش العربي
ولم يكن بيت في كل قرى الاردن يخلو من صورة الباشا حابس بشماغه المهدب يزين جبينه الوضاء
حين تمر ذكراه ... يعبق جو الاردن بروائح الشيح والقيصوم والزعتر
وتنتشر في الاجواء اصداء اغنيات عن الخيل والفروسية والشهامة