احب ان اعرض عليك هذة المقالة التي تتحدث عن الشعر الحر ( التفعيلة ) وقصيدة النثر وبما انك من هوات الشعر الحر ( التفعيلة ) ان شاء الله اجد عندك اجوبة على تسائلاتي التي تالي الموضوع :
في البدء ...كان الشعر
استخلصت العرب لنفسها ملك اللسان فلم ينازعها فيه أحد , وتعالت في غاياته تعالي السطوة و القدرة , إلا أنها أحاطت الشعر بهالة القداسة و توجته بتاج الإمارة و أنزلته في نفسها منزلة الفردوس من الجنان , فتفننت فيه تفنن المقتدر , تأتي بأعاجيب اللسان كأنها في عليائها الفردوسية تقذف الناس بالياقوت و المرجان , ولم يرق الشعر إلى هذه المكانة يل لم ترفعه العرب إلى مراتب العلى ولم تجله هذا الجلال إلا لأنها نفس جميلة تعرف كيف تستخلص الجمال .
البداية
قبل الكلام عن أي شيء لا بد أن نقوم بعملية تفرقة مشروعة بين الشعر و النثر , ويكفي في هذا أن نعرف الشعر حتى نعلم أنه فن مستقل بذاته له من الخصوصية و التميز ما يمنع عنه الالتباس بغيره , ومن القوة ما لا يجعله تابعا لفن أخر مهما علا شأنه , ولا نريد أن تقف عند حدود التعريف الكلاسيكي الذي يعتبر الشعر : كلام موزون مقفى , فهو فضفاض تندرج تحته أشياء أخرى ليست من الشعر في شيء , فهو جزء من تعريف و ليس تعريفا جامعا مانعا لمسمى الشعر , كما أن هناك معطى تاريخي خاص بالشعر نفسه يبرر لنا هذا التجاوز ألا وهو أن التجربة الشعرية العربية سابقة لاستقراء الخليل الأوزان و البحور .
حقيقة يصعب إعطاء حد معين يجمع الشعر و يمنع عنه اللبس و الخلطة بغيره حيث يمكن أن نقول أن الشعر كذا و كذا , ولكن أقرب الأقوال أن الشعر : هو مخاطبة الوجدان و قدرة في الخيال و توظيف للألحان و قوة في اللسان .
فالشعر رسول من وجدان إلى وجدان , وأول ما يثير ويستفز نوازع النفس بكل ما ركب فيها من عاطفة مختلفة و متنوعة و حتى متناقضة , وهذا ما جعل شيوخ العلامة ابن خلدون كما نقل عنهم في مقدمته يخرجون المتنبي و المعري من محراب الشعر و الشاعرية يقول :< .....و بهذا الاعتبار كان كثير ممن لقيناه من شيوخنا في هذه الصناعة الأدبية يرون أن نظم المتنبي و المعري ليس هو من الشعر في شيء لأنهما لم يجريا على أساليب العرب ..> ولعله نفس الإحساس راود المعري يوما فقال : < أبو تمام و المتنبي حكيمان و الشاعر البحتري > , فالشعر لا تعنيه منطقية العقل و ترتيباته الجافة إنما يحفل بنسائم الوجدان و تدفقاته , ورقائق العواطف وثوراتها , ويرصد الخلجات الرهيفة , واللواعج المتخفية , وقد تأتي الحكمة من هذا الجانب و من وراء هذا الرصد الدقيق في أحكم صورها و ابلغ معانيها و أنفذها للعقول و النفوس على السواء.
و الشعر في أصله جمال و تعبير عن الجمال , فلا بد من قدرة في الخيال تحيل الجامد حيا , و الصامت متكلما, و المجرد محسوسا , و المحسوس مجردا , تنفذ لعمق الألم فتصنع من أشواكه حرير لذة , و تلامس قعر الحزن حتى يستلذه المحزون , وإلا ما خرج الشعر عن كونه قناة ناقلة لا فضل لها .
وهو بعد ذلك توظيف للألحان , تلك الإلحان الشاردة الموزعة في الطبيعة في سكونها و في حركتها , المتعلقة بالإنسان في حزنه و في فرحه , وهي له قطرة الماء المنعشة و بعثه المتجدد و ازدهاره الخالد , وإلا مر – الشعر – جثمانا صامتا و لفتة من لفتات السكون , وهل الشعر إلا لحنا من الكون يوافق لحنا في النفس بالتقائهما تلمع لحظة الجمال.
و عندما يتململ رحم الوجدان على بذرة الخيال , ويختار لها ما يوافقها من جميل الألحان فلا بد من قوة تكسو جميل المعاني جميل الألفاظ , وتقذف بالحسن المسموع على الحسن المخبوء ليخرج أخيرا سحرا حلال .
فإذا كان هذا بعض ملكوت الشعر , فردوس مغروس في قلب كل شاعر فقد عرفته العرب منذ عرفت نفسها , وعاينته معاينة الخبير فلم تضق يوما بوزنه لقرون قبل ميلاد الخليل , كل خوفها كان أن يستنفذ الشعراء أغراض الشعر فلا يبقي للمتأخر ما يقول , وقد جفف المنابع و طمس المعالم المتقدم
يقول عنترة في مذهبته :
هل غادر الشعراء من متردم ...
و هو خوف اقرب ما يكون للاعتذار المسبق عن التقصير إن حدث من احدهم , وهو من وجه أخر قطع للطريق على المقارنة و المفاضلة إلا أن الحقيقة هي التي جاءت على لسان العلامة أبن قتيبة : < لم يقصر الله الشعر و العلم و البلاغة عن زمن دون زمن ولا خص به قوما دون قوم بل جعل الله ذاك مشتركا مقسوما بين عباده في كل دهر ..>
ورد أبو تمام على عنترة :
فلو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت حياضك منه في العصور الذواهب
ولكنه صوب العقول إذا انجلت سحائب منه أعقبت بســـــــــحائب
كما لم تضق بوزن أو إيقاع بعد أن اكتشف الخليل أوزانه و بحوره , فكل اهتمامها بالكشف الرائع و الاستقراء الدقيق كان اهتمام بإضافة كانت مجهولة فعلمت , وموجود كان مستترا فظهر , وما كان لهذا التعزيز أن يحد العرب عن تعاطيها الشعر كما جاء , وكما أحبته و إرادته بل كما تفننت فيه إلا أن للزمن دورة و ظلا لا بد أن تمر تحته الأحياء فيعمل فيها يده تغيرا , والشعر كأي حي أخر إلى صعود و هبوط و إلى قوة و ضعف .
انحطاط الشعر
إن الشعر توأمة , جزء من الكون يمد يده لجزء في الإنسان , فلم ترتفع رايات سقوطه ولم تبرز بوادر انحطاطه إلا بانحطاط المحيط العام الذي حوله , لينصرف بكل ما فيه من فوضي إلى الإنسان فتظهر علية عوائد لم تكن فيه كلما تمكنت منه غادرته طباعه الأصيلة و خاصمته السليقة السليمة , ورغم ذلك تبقي عبارة الانحطاط بعيدة كل البعد عن المعنى الحقيقي , ومنافية لواقع الحال , فالشعر قيمة إنسانية و تكوين من تكويناته القوية تتفاوت ظهورا بين القوة و الضعف و تتراوح بين الخفاء و الجلاء فعلى هذا فالشعر العربي لم ينحط يوما إنما الذي ترهلت حالته و تميعت أصوله إنما هي أغراض الشعر و أساليب طرقه , فكثر فيه التصنع , ودوت في إرجائه نبرات حادة , وصار اللفظ لا يوافق معناه , و الشطر لا ينسجم و شطره و سف الذوق فسفت الأغراض .
واصل الشعر تقدمه في الزمن على ضعف أصابه و ركاكة ألمت به , حتى كادت أن تمجه الإسماع السليمة , وتستنكره الأذواق الأصيلة , لو لا سر خفي يربط الشعر و الإنسان ربطا أبديا فلم تطق نفسه أن ترى قيمة من قيمه تسلب , وتاريخا و تاريخه يهوي ,ومعلما من معالم شخصيته ينهار فسارع بنهضة أدبية شاملة لعلها تعيد للذات تألقها و للجمال جماله , فنبتت في الجرداء أزهارا فواحة سماها أهل التاريخ بشعراء الإحياء من أمثال سامي البارودي , وأحمد شوقي , وحافظ إبراهيم , والحقيقة لم تكن نهضة أدبية وحسب بل هي اعتراف فاضح أن هذا الشعر مستمر ما استمرت الحياة و معطاء ما دامت في الوجود نفس عربية أصيلة , ناطق ما دام هناك لسان مثقل بلغته الخالدة .
شعراء الإحياء كانوا لاحقة خير على الشعر العربي والشعراء من بعدهم , فعلاوة على أنهم مدوا أيديهم لانتشال الشعر من ركوده الذي رمي فيه و أعادوه إلى سابق عهده , قديم جلاله بل و أعادوا الناس إليه علاوة على هذا مهدوا القلوب وقذفوا بجذوة التمرد في النفوس و ما طال الزمن بعدهم حتى انشقت ارض الشعر و تفجرت أركانها على أثر الانقلاب المريع يعلن عن ميلاد شكل جديد عرف بالقصيدة الحرة , ففي سنة 1947 صدر للشاعر العراقي بدر شاكر السياب ديوان اسمه * أزهار ذابلة * احتوى على قصيدة من طراز جديد * هل كان حبا * في نفس السنة نشرت الشاعرة نازك الملائكة عدة قصائد سمتها قصائد حرة و عي محتواة في ديوانها شظايا و رما د .
إلا أن هذا الوليد ما كان لينعم بالراحة و يحظى بالقبول الحسن وفي الحياة قامات محافظة جبارة في الأدب و النقد و على رأسهم عباس محمود العقاد الذي كان أشدهم ضراوة على الشعر الحر وهنا وجب أن نقف على موقف العقاد الذي يعد مفارقة , العقاد كان محسوبا على تيار التجديد في ذلك الوقت , و كثيرا ما كان يدخل في معارك عنيفة مع المتمسكين بالقديم , لم يكن يناقشهم على مستوى الشكل و الوزن ولكن على مستوى اللفظ و المعنى والصورة المرادة في البيت أو القصيدة , لأن الأولى من البداهة في الشعر , و رغم هذه الشدة في الإقبال على التجديد إلا أنه رفض القصيدة الحرة – التي تعد تجديدا – و كان يعتبرها نثرا ,إذا أردنا أستقرأء موقف العقاد نجده موقفا متوازنا فهو و إن كان من دعاة التجديد إلا أنه تجديد مشروط بالأدوات العربية , متوافق و البناء العربي ككل . التجديد في عرف العقاد إبداع أصيل و ليس رقعة أجنبية تستجلب تشوه بلونها الثوب العربي .
رغم الجفاء الذي قوبل به الوليد الجديد إلا أنه شب و ارتفعت هامته و استطاع أن ينفذ إلى الجموع و يكون لنفسه قاعدة كبيرة تزداد رقعتها كل يوم .
لفتة لابد منها
لا يمكن أن ننكر على احد رغبته في التطور , فهي رغبة مشروعة و واجبة , ولكن بالمقابل يجب أن نفهم معنى التطور و لذلك يجب أن نلفت النظر لنقطة مهمة ربما رغم ضمورها إلا أنها جوهر المشكلة في القصيدة النثرية , وجوهر القوة في الشعر الحر فهذا الشعر حافظ على << بعض مكونات العروض الخليلي الذي بني على تكرار تفعيلة واحدة على شكلها الصحيح أو المزاحف أو المعتل > إذن التطور في وجه من وجوهه هو المحافظة على الأصول و اكتسابٌ للخصائص المميزة وهذا ما ألمحت إليه الشاعرة نازك الملائكة في رسالة للشاعر الناشئ و هي تحدثه عن الشعر الحر : << ...ولا أظنك أيها الشاعر الناشئ إلا سائلا عن الشعر الحر وما تتخذه من موقف إزاءه , فاعلم أن هذا الشعر الجيد ليس أسلوبا استحدثتا في وصف أجزاء عشرة من أوزاننا العربية فهو يرتكز إلى التفعيلات العربية و إلى الشطر و قواعد التدوير و الزحاف و العلل و الضروب وسواها مما تجده في عروضنا و من زعم لك أن هذا الشعر ليس موزونا فهو لا يخلو أن يكون أحد ثلاثة إما مكابرا ينكر وجود الوزن وهو يدري أنه موجود و إما جاهلا بالعروض العربي , إما واهما لا يميز بين الشعر و النثر المسمى خطأ بقصيدة النثر في كل الحالات تستطيع أن تفحم هذا الزعم بمجرد أن تتناول قلما وورقة و تقطع الشعر لإلى تفاعيل العربية الدارجة على طريقتنا العربية ..>>
من هذا الكلام لشاعرة نازك الملائكة يمكن لنا أن نقرر أن الشعر الحر صيغة من صيغ التطور المقبولة التي قبلتها السليقة العربية لأنه حافظ على الأصول من جهة و تميز بخصائص الاتساع و موافقة ملفوظات العصر من جهة أخرى .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: كركر;49635 عصووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووم
مشكلتي ما بدي اسألك اي سؤال لني عارف عنك كووووووووووووووووول أشي
اعزرني عصوووووووووووووم
:hi:
حبيبو لالبي خميسسس ع راسي يا كبير
منور :7zol:
توقيع ::$لحن الحب$:
Im Your Fuckin Nightmare
ضيفنا لهذا الاسبوع بسلسلة الثانية .. العضو لحن الحب