يبدو ان شركة «مرسيدس» قررت مواصلة تحديها لشركات السيارات المتخصصة بانتاج المركبات الرياضية المتفوقة بسرعتها ـ امثال «فيراري» و«أستون مارتن» و«بورشه» ـ وذلك بانتاج طراز جديد دعته «إس إل 65 إيه إم جي بلاك سيريز» تزيد سرعته عن الـ 200 ميل رغم وجود محدد الكتروني آلي يمنع السائق من تجاوز هذه السرعة الفائقة لدواعي السلامة.
حين سئل المهندسون والفنيون الذين اشرفوا على انتاج هذه التحفة الهندسية عن السرعة القصوى التي تستطيع تسجيلها لو لم يفرضوا هذا التحديد عليها قالوا «ربما 220 ميلا في الساعة».
و«بلاك سيريز»، اي «السلسلة» او «المجموعة السوداء» هذه، محدودة الاصدار وسعرها يصل الى 250 ألف جنيه استرليني لدى طرحها للبيع في اوائل العام المقبل. وقد بيعت ثماني سيارات منها في بريطانيا من أصل 350 سيارة فقط سيجري توزيعها في جميع انحاء العالم... أي ان على المشتري ان يتقدم بطلب مسبق للشراء قبل أن تعمد الشركة الصانعة إلى دراسة طلبه.
لكن ما هي المعطيات الأساسية لانتاج سيارات «السلسلة السوداء»، كما تسميها الدائرة الخاصة في «مرسيدس» المولعة بانتاج هذه السيارات السريعة ذات الاداء العالي؟
الاجابة ببساطة: «مقعدان للسائق والراكب الجالس إلى جانبه، وسقف صلب مغلق، ووزن خفيف، مع المزيد من القوة الكبيرة». وللحصول على هذا الوزن الخفيف من اجل تأمين المزيد من القوة يصنع السقف ومعظم جسم السيارة (ما عدا الابواب والرفرافين الخلفيين) من الالياف الكاربونية المتينة جدا رغم انها بخفة الريش. انها معادلة بسيطة للغاية، لكن مطبقة بتقنية عالية ومتطلبة. والمعلوم ان صناعة الالياف الكاربونية عملية مكلفة للغاية. وكانت النتيجة سيارة مصممة لحلبات السباق، وان كان من الممكن استخدامها ايضا على الطرق العادية. وهذا يعني ايضا تغييرا كبيرا في فلسفة نظام التعليق، كي يلائم جميع هذه الظروف. وهذا ما استدعى بدوره عجلات كبيرة مع اقواسها الواسعة التي تغطيها. اضافة الى كل ذلك جرى تجهيز السيارة بجريدة مسننة خاصة بعجلة القيادة لتصبح اكثر استجابة في السرعات العالية على مضامير السباقات، ولكي تتناسب اكثر مع قوة المكابح، ونظام الثبات والموازنة الالكتروني. وأخيرا ركزت الشركة اهتمامها على المحرك للحصول على اكبر قدرة حصانية عرفتها شركة «مرسيدس» في تاريخها العريق، وهي 670 حصانا نتيجة الاسطوانات الـ 12 سعة ستة لترات المشحونة، ليس بتوربين واحد، بل بتوربينين لتأمين المزيد من القوة.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل جرى ايضا تحديث الكترونيات السيارة وتحسين نسبة انسياب الوقود دخولا وخروجا من المحرك مع غازاته العادمة. وهذا يعني ان هذه المركبة الفريدة من نوعها قادرة على تحقيق تسارع من سرعة الصفر الى سرعة 62 ميلا (100 كيلومتر) في 3.8 ثانية، وان كان هذا لا يعني الكثير على صعيد الاداء.
ويقول السائقون المحترفون الذين جربوها على مضامير السرعة والطرقات العادية ايضا ان السيارة تعمل كأي سيارة ليموزين عادية حتى سرعة 70 ميلا في الساعة. لكن حال تجاوز هذه السرعة، يصدر عن المحرك صوت هدير قوي. ولدى مساواة دواسة السرعة مع الارض، اي دفع المركبة الى قوتها القصوى، يشعر السائق بالتسارع وكأنه يضغط على ظهره. وعلى الرغم من ان اقراص المكابح ليست من مركبات الخزف (السيراميك) الكاربوني، كما هو متوقع في مثل هذه السيارة الباهظة الثمن فهي، أي الاقراص، فعالة جدا وأكثر من كافية. ويقول العارفون ان السيارة الوحيدة التي تضاهيها في السرعة، والتي قد تتفوق عليها قليلا في بعض النواحي كونها اخف وزنا واكثر مرونة، هي سيارة «فيراري 599 جي تي بي»، وان كان هذا لا يعني الكثير بالنسبة لميزات هذه «المرسيدس» الجديدة.