تفاقمت حالات العنف في بعض الجامعات وخصوصا الخاصة منها في الآونة الأخيرة إلى حد بات لا يطاق! حتى أن هذا الأمر أصبح يشكل شبه ظاهرة! والأسباب باتت معروفة للجميع، ولكنها وللأسف لا تخرج عن نطاق الصبيانية في الغالب. فتصرف طائش لشاب متهور يضغط حريات الآخرين ويؤثر على حقوقهم الدراسية ليعلق الدراسة في الجامعة، ويعكس المبررات لذهابه للجامعة لتصبح الجامعة بالنسبة إليه ولأمثاله مكانا للصراع وحلبة للمصارعة وبيئة لتصفية الحسابات بدلا من أن تكون حاضنة علمية ومكانا رحبا للتعلم وبيئة عطاء . وهذا الموضوع جل خطير، فكل شاب جامعي بإمكانه أن يراهن أقرانه بأنه يستطيع أن يعلق الدراسة في الجامعة لبضع آلاف من الطلبة! وهذه الزمرة -والتي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة- في كل جامعة تسيء لمجتمع جامعي متكامل، وهي تعمل كالفيروسات لجهاز الحاسوب، فرغم أنها صغيرة لكن تأثيرها مخرب ومعطل لمسيرة الجامعة!
إن المؤسف حقا هو ازدياد مشكلة العنف الطلابي باضطراد حتى بعد تعديل نظام تأديب الطلبة الأخير! ويبدو بأن الحل لمشكلة العنف هو ليس بتغليظ العقوبات فحسب ولكن المهم في الأمر هو الالتزام بمعايير تطبيق العقوبات المنصوص عليها وفق النظام دون ازدواجية أو كيلا بمكيالين أو تراجع لضغط اجتماعي أو حتى رحمة! لأننا ببساطة إذا ما عملنا غير تطبيق نصوص النظام فإننا نشجع الطلبة والشباب على العنف ونفتح الباب على الغارب للعنف، وسنجعل من الطالب الوديع بطلا أو شريرا وإلا فانه لا يعد رجلا بلائحة المشاركين في قضايا العنف الطلابي!
لقد أشارت الإحصائيات إلى أن نسبة الشباب المنخرطين في العنف الطلابي قليلة جدا لا تتجاوز أصابع اليد ولكنها في ازدياد هذه الأيام، رغم أنها قد لا تشكل ظاهرة. وتتلخص أسباب ظاهرة العنف بين الشباب بسبب غياب الوعي العام والثقافة الفردية لدى بعض الشباب الجامعي وضعف التربية، والالتزام بإقليميات وعصبيات وخلافات عشائرية والاستعراض وحب الظهور الممتد من خارج أسوار الجامعة ( البيئة )، وعدم اضطلاع وسائل الإعلام بدور طليعي (المسموعة والمقرؤة والمكتوبة والتكنولوجية) لتوجيه الشباب في سبيل الوصول إلى برنامج للتوجيه الوطني المسؤول، وغياب التربية الوطنية لدى الشباب، وهذا يؤدي إلى الاستهتار وعدم الاعتزاز بالممتلكات العامة، والفراغ اللامنهجي الموجود لدى الطلبة، وفقدان الدور التربوي لعضو هيئة التدريس بدءا من المدرسة ومرورا بالجامعة، وظاهرة الفقر والبطالة وأثرها النفسي على الطلبة واحتقانهم، وغياب التربية المدنية الوطنية التي تجذر مفهوم الانتماء للأرض والوطن والقيادة، وعدم وجود عقوبات رادعة، وقلة الدراسة والأبحاث الميدانية وانشغال الطلبة خصوصا في التخصصات الأدبية، وعدم توجيه الأنشطة الطلابية من قبل مجالس الطلبة إلى كافة الطلبة، وأسباب أخرى ( أعمال صبيانية، سوء تربية، مفاهيم مخطؤة، هيبة وإقدام، معاكسة الطالبات، انتخابات مجلس الطلبة، خلافات شخصية، حب الظهور، الخ)، وعدم تطبيق تعليمات أو نظام تأديب الطلبة بعدالة وشفافية، وغيرها.
ومن هنا يبرز دور وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والتكنولوجية للمساهمة في حل هذه الظاهرة، فما تقدمه وسائل الإعلام وخصوصا المرئية منها يؤثر بشكل واضح على أفراد المجتمع وخصوصا فئة الشباب، حيث تصنع بعض الأفلام من شخصية البطل الذي يحقق من خلال العنف والقوة والنتائج التي يتوقعها ويرجوها المشاهد، وبالتالي يكون هذا البطل الأنموذج الذي يحتذى. ولذلك لا بد من أن تكون البرامج والمسلسلات والأفلام التي تعرض تناقش قضية اجتماعية ووطنية هادفة في سبيل تربية وتنشئة الفرد على حب الوطن والانتماء لتراب أرضه واستلهام حب القيادة الهاشمية. وأما وسائل الإعلام المقروءة فيجب أن تفتح الباب للشباب للحوار من خلال الصحف اليومية لمعالجة مثل هذه القضايا على سبيل الفائدة والسلوكيات ومشاركة الشباب في فهم بعضهم.
كما أن التعريف برسالة عمان ودعوتها للوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف، والأبعاد والمفردات القيميه والإنسانية والاجتماعية والثقافية الواردة فيها تؤدي إلى تربية سلوكيات الشباب للطريق الصحيح.
ولعل وجود دور لإدارات الجامعات في تعميق لغة الحوار بين الشباب جل كبير أيضا، ويتم ذلك من خلال تفهم إدارة الجامعة لطبيعة الأردن الديمغرافية يؤدي إلى إدراك التنوع بين فئات الطلبة، ومعرفة البيئات المختلفة، وقدرة الإدارة الجامعية على إعطاء الطلبة حقوقهم ومطالباتهم بواجباتهم ستؤدي حتما إلى العدالة في إيصال الحقوق للطلبة، والتعامل بسياسة الباب المفتوح، ووصول الطالب للمسؤول دون عناء أو معوقات، وذهاب المسؤول إلى الشارع الطلابي بنفسه لتذليل العقوبات خوفا من تضخم الإشكالات، وتبني برنامج توجيه وطني لتعزيز مفهوم الانتماء لدى الطالب مثل تعزيز مفهوم الاعتزاز الوطني من خلال تعظيم الإنجازات وزيارة الأماكن المهمة التعليمية والصناعية والخدمية في المملكة، والعدل وعدم الكيل بميكالين في تطبيق التعليمات والأنظمة والقوانين التي تحكم الجامعة، وعقد ندوات ومحاضرات ودورات حوارية وإرشادية للطلبة، وإشغال وقت فراغ الطلبة بنشاطات مثمرة ( المكتبة، الكافتيريا، أنشطة مختلفة/ رياضية واجتماعية وفنية وثقافية، قاعات إنترنت وكمبيوتر)، وإيجاد الأندية الطلابية التي تعتني بتجذير لغة الحوار وثقافة الديمقراطية مثل نادي الرأي والرأي الآخر، وإيجاد مجالس طلبة منتخبة بحيث يستطيع الطالب التعبير عن رأيه بحرية منضبطة ومسؤولة ومنفتحة لا منفلتة.
وقد يكون طرح الحلول التالية مساهمة للحد من مشكلة تفشي ظاهرة العنف الطلابي والشبابي والتي تتمثل في إعداد برامج تهيئة للطلبة الجدد لتنمية روح الانتماء للجامعة وللوطن وحب القيادة وبرامج للتوجيه الوطني، وعمل تدريبات ودورات وورش على مهارات الاتصال والإصغاء وتقبل الرأي الآخر، (وممكن أن يقوم بذلك عمادة شؤون الطلبة، و برنامج الإرشاد في كليات التربية )، وتوجيه الطلبة الجدد حول السلوك الطلابي المناسب والأنظمة والقوانين الجامعية ونظام تأديب الطلبة، من خلال إعداد دليل الطالب ونشرات خاصة بذلك، وإبراز النشاطات الطلابية، وتفعيل الأندية الطلابية ومجلس الطلبة ودورهما، وزيادة المتطلبات الأكاديمية ( خصوصا في الكليات الإنسانية )، وتوجيه الأكاديميات نحو الأبحاث الميدانية وخدمة المجتمع واستخدام الحاسوب، وتوجيه الإعلام حول حل قضايا الشباب بدءا بالتربية للطفل وحتى الجامعات، وتبني برامج التوجيه الوطني، ودعم صندوق الطلبة للقضاء على الفقر والمشاكل الاجتماعية والمالية، وتفعيل نظام تأديب الطلبة وتشديد العقوبات، واضطلاع الأمن الجامعي بدور أكبر لتطويق المشاكل الطلابية، وفتح أبواب المسئولين أمام الطلبة وفتح آفاق الحوار مع الطلبة، وإنشاء مكتب للإرشاد الطلابي والتوجيه التربوي، وعمل لقاءات حرة مع الطلبة لتحسس مشاكلهم، وتطوير مساقات خدمة المجتمع والتفاعل مع المجتمع المحلي، وتفعيل أدوار الجهات التالية في محاربة العنف الجامعات والمدارس (أعضاء هيئة التدريس والمنهاج) ووسائل الإعلام المختلفة والأسرة والبعد التربوي والوعظ والإرشاد ودور العبادة والتوجيه الوطني والمجلس الأعلى للشباب والوزارات والمؤسسات الأخرى، وإتباع الوسائل المختلفة لنبذ الغلو والتطرف والعنف كلغة الحوار والثقافة المجتمعية وكل مواطن رجل أمن والمواطنة والانتماء والولاء والاعتزاز الوطني والهوية الوطنية الأردنية والمحافظة على الوحدة الوطنية والاندماج الاجتماعي، ومواجهة النزعات الشللية والتطرف والغلو وأحادية النزعة.
وربما أيضا قد يعزز تهدئة الأمور عقد مؤتمر طلابي يخطط له ويشارك به الطلبة أنفسهم لأجل رسم ملامح ميثاق طلابي نابذ للعنف في الجامعات الأردنية، والتعرف على احتياجات ومشاكل وهموم الطلبة، وتمكين الطلبة من المشاركة والتنظيم و التخطيط وعمل البرامج الشبابية الهادفة وتقييمها لتصب في مصلحة الوطن، وتمكين الطلبة من اعتماد البيئة الحوارية كقيمة وطنية إيجابية وسلوكا حضاريا، ومنح الطلبة الفرصة القيادية والريادية في صنع الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، وتعزيز جوامع الهوية والثقافة الوطنية الأردنية في ذهنية الطلبة من خلال تعزيز مفهوم "الأردن أولا" و "كلنا الأردن" وبرامج الاعتزاز والولاء والانتماء الوطني كدافع أساس للهوية الوطنية، وتحفيز الطلبة على المشاركة في الحياة العامة وصناعة السياسات والاستراتيجيات الخاصة بهم، وتمكين الطلبة من تهيئة البيئة الداعمة لتعزيز قدراتهم الإبداعية، وتأطير مفهوم الشراكة الحقيقية بين الجسم الطلابي و الإدارة الجامعية.
كما يمكن محاربة العنف من خلال إيجاد بيئة جامعية داعمة للتميز والإبداع، وذلك بإيجاد نافذة إبداعية لطلبة الجامعات الأردنية ترجمة لرؤى جلالة الملك المعزز لرعاية الطلبة المبدعين و المتميزين، ومأسسة عمل النخب الإبداعية و المتميزة في الجامعات الأردنية، وإيجاد هيئة طلابية ممثلة للمبدعين والمتميزين قادرة على رسم سياسة الإبداع الطلابي وإدارة إبداعاتهم وتعزيز دور الطلبة أنفسهم في تأطير مشاركة الأغلبية الصامتة من الطلبة وتأهيلهم لرفد مسيرة الإبداع والتميز، واكتشاف ورعاية واستقطاب وتحفيز الطلبة المبدعين والمتميزين، وتعزيز ثقافة التميز والإبداع وضمان الجودة و القدرة على التكيف مع متطلبات سوق العمل المحلي و العالمي، وإيجاد نافذة تمويلية لإبداعات طلبة الجامعات الأردنية وذلك من خلال خلق شراكة حقيقية بين الجامعات الأردنية ومؤسسات القطاعين العام و الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وتشجيع المبادرات الطلابية الخلاقة والمشاريع الريادية والنموذجية والتركيز على مبدأ العمل من خلال روح الفريق والتشاركية، وتعزيز ثقافة ومهارات الإبداع و التميز وتنمية مهارات الحياة العصرية والاقتصاد المعرفي ومفردات التنمية الشاملة و المستدامة لدى طلبة الجامعات الأردنية، والمساهمة في إيجاد بيئة جامعية نموذجية جاذبة للطلبة وبناء جسور الثقة بين طلبة الجامعات الأردنية ومؤسسات القطاعين العام و الخاص، والمساهمة في متابعة توصيات الملتقيات الشبابية وخصوصا ملتقى "شباب كلنا الأردن" و "المؤتمر الوطني للشباب" وإيجاد منظور طلابي حول قضايا الوطن ومستقبله وتحدياته.
إننا ما زلنا مع إيجاد البيئات الوقائية للحد من العنف الطلابي، لكننا بنفس الوقت نؤكد على تطبيق الأنظمة الناظمة لضبط الحياة الجامعية الآمنة والبيئة الجامعية الإبداعية بشفافية وبعدالة ليأخذ كل ذي حق حقه ولتستقيم الحياة الجامعية ولا يتطاول أحد ويتجاوز على حقوق غيره، ولتبقى الجامعات منارات فكر وحاضنات إبداع وتميز!
شكرا عالموضوع بس المشكله مو عشائريه او غيره المشكله زياده العدد الطلاب بالجامعات وعدم صدقيه بعضهم في التعليم الجاد انما لهيبه طلبه الجامعات في دخولهم للجامعه بهذا الهدفانه طالب جامعه ورؤيه الفتيات ومن منهم يكسب اكبر شعبيه ومن هو البطل مما يزيد في العنف والكراهيه فيما بينهم والسبب قديكون واحد الزعرنه لا اكثر ولا اقل
الموضوع كتير مميز
بس الشغلة مش بس عشائرية او بس العشائر بيعملوها :3leahm::nAshOomA (33):
كل شباب اذا شافو اختهم او وحدة من الاقارب ممكن يعمل شغب بالجامعة
بس في شغلة انو ماشاء الله شباب عبدون والصويفية ما بيعملو عنف عشان هيك امور
assoomsad