لم يكن ربيع صبري -الفلسطيني القاطن امريكا- يعلم أن شبهه ببطل مسلسل "نور" التركي المدبلج "مهند" سيجعله مطاردا من قبل المعجبين والمعجبات بهذه الدراما التي تعرض على شاشة mbc في عمان التي غادرها الخميس 31 يوليو/تموز 2008، متوجها إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وقال ربيع : إنه تفاجأ على متن طائرة الملكية الأردنية التي أنقلته يوم السبت الماضي من إسبانيا إلى مطار الملكة علياء الدولي جنوب عمان باهتمام غير عادي، وملفت للانتباه، مقارنة مع باقي ركاب الطائرة، وخاصة "عمته وابنتها" اللتين كانتا ترافقانه في هذه الرحلة.
وتابع: "شعرت بأن في الأمر لبسا ما، ولكني لم أستطع معرفة السبب إلا بعد أن خاطبتني إحدى المضيفات بالإنجليزية: هل من خدمة سيد مهند؟. لحظتها قلت في سري مستغربا: مهند. من هو مهند؟ أنا اسمي ربيع!".
ويضيف: لما اكتشفت السر اضطررت إلى استدعاء المضيفة لأوضح لها اللبس الذي وقعت فيه، فأصرت على أنني مهند بطل مسلسل نور التركي، وأن إنكاري لهويتي ليس أكثر من عدم إثارة أي معجب على متن الطائرة.
وأمام هذا الإصرار لم يكن أمامي سوى الاستعانة بـ"عمتي" التي كانت تجلس بالمقعد القريب مني للاستفسار عن مهند ومسلسل نور الذي لا أعرفه ولم أتابعه بحكم تواجدي خارج البلاد العربية أثناء عرضه.
ويواصل حديثه: "بالفعل سألت عمتي المضيفة، كأنها لا تعرفني "من هذا الشخص الذي يجلس بجانبي، فأجابتها بأنه "مهند شاد أوغلو" بطل مسلسل نور الذي يحظى بشعبية جارفة في الأردن والوطن العربي".
وبعد تجاذب عمتي والمضيفة لأكثر من دقيقتين أطراف الحديث، اكتشفت الأخيرة أن الشاب الجالس أمامها ليس مهند، وأن الموضوع لا يتعدى المثل المصري القائل: "يخلق من الشبه أربعين".
يوم غير عادي
صحيح أن مهند الحقيقي وصل إلى المطار الأردني صباح يوم السبت الماضي -أي قبل شبيهه (ربيع) بنحو 10 ساعات- ولكن وبرغم ذلك فإن ذلك اليوم كان غير عادي في حياة ربيع.
يقول ربيع: "بعد أن عرفت المضيفة أنني مجرد شبيه لشخصية مهند الذي قررت فور وصولي إلى عمان معرفة شكله، اعتقدت أن الأمر انتهى، ولكنني فوجئت أثناء إنهاء إجراءات الدخول في المطار أنني أصبحت نجما بالصدفة".
ويمضي قائلا: "لقد أربكتني المفاجأة غير المتوقعة، لدرجة جعلتني أفقد القدرة على الرد على كل من يعتقد أنني مهند.. وكل ما استطعت قوله: عمتي أرجوك أريد أن أخرج من المطار بأسرع وقت ممكن".
ربيع الذي أصبح في لحظة "مهند"، أصبح كل همه أن يتخلص من النجومية التي طاردته فجأة ودون سابق إنذار، واستعان بأقاربه الذين نزل عندهم في عمان لمعرفة مزيد من التفاصيل عن مهند، التي كان منها أنه لا يتحدث اللغة العربية التي يتقنها هو تماما.
وعليه، قرر ربيع أن يواجه كل من يعتقد بأنه "مهند" بالتحدث إليهم بالعربية، والتأكيد على أن الأمر لا يعدو أكثر من أنه شبهه، وفي الوقت ذاته عاش ربيع -على جميع الأحوال- 4 أسابيع سعيدا في الأردن، لأنه عومل خلالها "معاملة النجوم".