أكتب كلماتي بيدي المرتجفه ..
مزقت الاوراق مرارا وتكرارا
لا ادري ان كانت كلماتي ستصل
او حتى ان كان لها تأثير عليك
لا أعلم ان لان قلبك مع مر السنين
ام لا يزال قاسيا ينحني تحت قسوته الحجر !
نعم .. هذا ما عهدته عليك
نظام حياتك الصارم جعلني أفر.. لا من البيت فحسب
بل من حياتي بكاملها !
متجاهلا بكاء والدتي الذي اعتصر قلبي
و رجاؤها الذي جعل من دموعي أنهارا
وانت بلا حراك !
تسألني والدتي لما أنت ذاهب ؟!
ولا أستطيع الرد !!
ولكنك بكل غرور تقول :
×× دلع زايد ××
وااا مصيبتاه !!
أين " الدلع " من حياتي !؟
هل رأيته ؟
أكاد أجزم أنني لم ألامسه حتى ..
ولم أشتم رائحته !
طفولتي ..... !!
كم كانت قاسية
كم كانت مؤلمة
لقد كان الضرب المبرح وجبتي الرابعه !!
والشتائم والصراخ التحلية !
كنت صغيراً ..
وكنت كبيرا في تعذيبك !
لم تكتف من التعذيب الجسدي
بل تماديت الى التعذيب النفسي !
توفيت خالتي بين يدي !
ولم تكترث بي !
بل زادك ذلك قساوة وصلابة
فجعلك خمارا قاسيا مستبدا وأناني
أعلم أنك مصاب بما يسمى بعلم النفس
الاكتئاب القهري
ولكن ما هو ذنبي !
وما ذنب حياتي !
وما جناية طفولتي الراحلة !
نعم .. فجميع من حولي ذهبوا
فضلوا الرحيل .
لماذا يا أبتااه !
لماذا جعلت بيتك الزجاجي يقع من بين يداك
وينـــــــــــكســــر !
لماذا اخترت لي حياتي بدلا عني !
وعند أول كلمة > لا <
استبعدني حكمك الظالم
كنت تختار لي كل شي
ابتداء من دراستي وانتهاء بملابسي !
نعم .. حتى ملابسي كانت من اختيارك !
كنت تهزأ بمسألة الذوق .. والحرية الشخصية
أجبرتني على كل ما تنفر منه نفسي
تسألني لماذا أكتب لك بعد كل هذه السنين !
انه طفل صغير !
نعم فلقد كنت ظيفاً عند صديق
وعنده توأمان في عمر الخامسة ..
فقد قال الطفل الصغير لابيه في براءته الطفولية
وبلحظة من الغضب الجميل
عندما أدار ابيه محطة التلفاز الى قناته المفضله
متجاهلا انه في كامل اندماجه مع مسلسله الكرتوني
كم أنت " دكتاتوري " يا بابا !!
تسمرت في مكاني ما يقارب النصف ساعة ..
يا الهي هل تعرف ما معنى الدكتاتوريه يا صغير
من أين سمعت تلك الكلمة ؟!
أدعي الله دعوة صادقه بألا تراها أبدا
وهذا ما جعل ذاكرتي تتدرج بشريط أفلام بالضبط كما نشاهد في أفلام الأكشن !
فأخذت قرارا بأن أكتب لك ما كنت أشعر به
عله يصل لك شعوري وتكف عن تأنيب الضمير !
هذا ان وجد الضمير أصلا !!
كم أنا قاسي بكلامي لك !
ولكنك من علمتنا ألا نحن عليك
وسلبتنا ميزة الحنان !
سامحني أبتاه !
أرجو عفوك .. فلا تحرمني منه
ابنك .. دمك .. فلذة كبدك .. !
عصوم !!!