عمان المدينة العربية الموغلة في القدم والتي يعود تاريخها الى أكثر من ثماني الآف سنة قبل الميلاد ، تقلبت عليها صروف الدهر وحضارات الماضي العريق ورأت كغيرها من المدن تقدم وازدهار وفترات تراجع وانحسار. وعندما مارس الإنسان الأول الزراعة انشأ الرجوم والجدران المستديرة من الحجارة الضخمة كهياكل لعبادة الشمس والقمر والنجوم والأثر الباقي منها في عمان الرجم الملفوف في جبل عمان المطل على وادي صقرة. قدم اليها الرعاة الهكسوس ونقلوا معهم بذور حضارة مصر ثم تعاقبت عليها قبائل العمالقة الأقدمين تلتهم قبائل بني عمون(العمونيين ) الذين أعطوا المدينة اسمهم فأطلقوا عليها في البداية اسم ربة عمون والربة تعني العاصمة أو دار الملك ثم سقطت مع مرور الزمن كلمة ربة وبقيت عمون التي حورتها الشعوب المتعاقبة فيمابعد الى عمّان .
إحتل عمان الأشوريين ثم البابليون ووقعت تحت السيطرة اليونانية خلال القرن الرابع قبل الميلاد وإحتلها البطالسة سنة (284) قبل الميلاد بقيادة بطليموس فيلادلفوس الذي بنى مدينة جديدة على أنقاض المدينة القديمة وأعطاها إسماً جديداً مشتقاً من إسمه هو (فيلادلفيا )ويعني مدينة الحب الأخوي ، وفي عام 1878 ميلادية وصل عمان أول فوج من الشراكسة المسلمون من قبيلة الشابسوغ المهاجرين من القفقاس الذين أقاموا في موقع على سفح جبل القلعة أصبح يعرف باسم حي الشابسوغ و بقي طابع القرية الشركسية غالبا على عمان حتى الحرب العالمية الأولى .
أنشئ أول مجلس بلدي في المدينة عام 1909 و غدت مركز لمديرية ناحية عام 1914 و كان سكانها حوالي300 عائلة من 1500-2000 نسمة الا أن النشاط التجاري فيها اجتذب التجار اليها من السلط و دمشق و نابلس و يافا و القدس و أماكن أخرى زادت أهمية عمان أيام الحرب العالمية الأولى اذ غدت مركزا للحشد العثماني نظرا لوجود محطة سكة الحديد بالقرب منها .
و بتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الراية تستمر المسيرة المباركة التي بدأها المؤسس الأمير عبدالله الأول بن الحسين رحمه الله ثم جلالة الملك طلال طيب الله ثراه ثم المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه مسيرة البناء و الإعمار و التقدم و الرخاء ببذل الجهد في سبيل مزيد من الرخاء و الاستقرار و لمً شمل العرب لبناء غد أفضل لأمتنا العربيةالماجدة هذه مدينة عمان العاصمة العربية واحة الأمن و الاستقرار تسير بخطى ثابتة و راسخة للولوج للألفية الثالثة ولاءها لأمتها العربية و صدرها الرؤوم لكل أبناء الضاد .
عند الحديث عن عمان ،الحاضر ، وعمان المستقبل الذي يخطط لها أن تكون عليه كطموح يتجاوز الإمكانات المادية المتاحة فإن محاولة القفز عن السيرة الذاتية لهذه العاصمة يفقد الموضوع أهم مقوماته ومع ذلك فإن لعمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية قصة اخرى تكاد تمثل نموذجا لتحدي الإنسان وقدرته الخارقة على صنع المعجزات في ظروف بالغة التعقيد ،وعلى مواجهة مستجدات متتالية يصعب على المرء مجرد تصور إمكانية التصدي لها والخروج منها بنتائج مرضية .
أدت الظروف القاهرة الإستثنائية التي مرت في العقود الأربعة الماضية الى نشوء أبنية لا تخضع لأية قواعد معمارية ،لأنها سبقت تخطيط المخططين وتصورات المهندسين في عمان ومع تزايد عدد السكان وعدد الأبنية عشرات المرات خلال فترة وجيزة ، وارتفع عدد سكانها الى 2.2 نسمة لغاية عام 2004 وهذا يعني أنها كانت بحاجة إلى مضاعفة الخدمات في مختلف الحقول بعد كل زيادة في السكان والمباني.
يقع مبنى أمانة عمان الكبرى في وسط البلد يحيط به ساحات وحدائق وجلسات استراحة ليقضي المواطن وقتا ممتعا ، تضم أمانة عمان الكبرى حاليا 18000 موظف و مستخدم و عامل لخدمة مساحة سكانية تقدر بحوالي 1400 كم 2قسمت الى مناطق إدارية .
يبلغ عدد المناطق الادارية في أمانة عمان 27 منطقة موزعة جغرافيا تحوي كل منطقة طاقم متكامل من الموظفين ،أما من الناحيةالادارية هناك مجلس أمانة عمان الكبرى الذي يضم 47 عضوا برئاسة معالي أمين عمان الكبرى ، والمجلس مقسم بدوره الى أربعة عشر لجنة مختلفة تضم أمانة عمان الكبرى العديد من الدوائر الخدماتية والتي تعمل ليلا ونهارا لإبقاء العاصمة التي تمثل واجهة الأردن الحضارية التي تعكس تقدمه وتطوره ومواكبته للعصر كما أن أمانة عمان الكبرى تقوم بدعم الجانب الترفيهي والثقافي بإقامة العديد من النشاطات والمهرجانات خلال السنة ليكتمل إحساس المواطن بجمالية المكان والحاجة للراحة النفسية بالترويح عن النفس .
تلك هي أمانة عمان الكبرى في سطور لا تكفي لما يقوم بها أمينها وموظفيها بكافة مسؤلياتهم ومواقعهم فمن يرى عمان العاصمة الحبيبة بحلتها الجديدة يرى انجاز ومهام أمانة عمان الكبرى تلك هي عمــان الحاضر بقصورها وشوارعها والمستوى اللائق الذي وصلت إليه مؤسساتها الحضارية في استقطاب الالآف من مواطني الدول العربية الصديقة المجاورة طلبا للراحة والعلاج والسياحة ، عاصمة لا تجاور البحر ولا يخترقها النهر ومع ذلك تشعر وانت تقضي بعض ايام من الراحة فيها انها تقدم اليك كل ماتحتاجه وتشعرك ان لا حاجة لك للبحر ولا للنهر .