: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) .
ثم استثنى سبحانه وتعالى فقال بعد هذه الآية :
(إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) .
وأما تفسير الآية فقال البغوي في تفسيرها
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) : أي مِن بعد النبيين المذكورين . (خَلْفٌ) وهم قوم سوء ، والْخَلَف بالفتح الصالح ، وبالْجَزْم الطالح .
قال السدي :
أراد بهم اليهود ومن لَحِقَ بهم . وقال مجاهد وقتادة : هم قوم في هذه الأمة .
(أَضَاعُوا الصَّلاةَ) : تركوا الصلاة المفروضة .
وقال ابن مسعود وإبراهيم : أخّروها عن وقتها .
وقال سعيد بن المسيب :
و أن لا يُصلي الظهر حتى يأتي العصر ، ولا العصر حتى تغرب الشمس .
(وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ) : أي المعاصي وشُرب الخمر ، أي آثروا شهوات أنفسهم على طاعة الله .
وقال مجاهد : هؤلاء قوم يظهرون في آخر الزمان يَنْزُوا بعضهم على بعض في الأسواق والأزِقّـة .
ثم نقل البغوي أقوالاً في معنى ( غَيّ ) ، فقال :
قال ابن وهب :
الغي نهر في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه . وقال ابن عباس : الغي واد في جهنم ، وإن أودية جهنم لتستعيذ من حَرِّه ، أُعِدّ للزاني المصرّ عليه ، ولشارب الخمر المدمن عليها ، ولآكل الربا الذي لا يَنْزَع عنه ، ولأهل العقوق ، ولشاهد الزور ، ولامرأة أدخلت على زوجها ولداً .
وقال عطاء :
الغي واد في جهنم يسيل قيحا ودما .
وقال الضحاك :
غيا وخسرانا . وقيل : هلاكا . وقيل : عذابا .
وهذه الآثار رواها ابن جرير بأسانيده .
وقرأ عمر بن عبد العزيز (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ثم قال : لم تكن إضاعتهم تركها ، ولكن أضاعوا الوقت .
وقال الحسن البصري : عَطَّلُوا المساجد ، ولَزِمُوا الضيعات .
والله تعالى أعلم .
موضوع رائع ..ابدعت غاليتي همسه أسأل الله العظيم ان يجعل ما تكتبين في ميزان حسناتك ..والدال على الخير كفاعله