فاستلمهم مسيرة خمسة وعشرين طابقاً أخرى.
ثم الثالث .. قال لهم : لڪني أنا ليس لڪم عندي إلاَّ قصصا مليئة بالنڪد والهمِّ والغمِّ ..
فقد سمعتم النڪت.. والجد ..
قالوا : قل.. أصلح الله الأمير !! حتى نصل ونحن في أشد الشوق للنوم
فبدأ يعطيهم من قصص النڪد ما ينغص عيش الملوڪ !
فلما وصلوا إلى باب الغرفة ڪان التعب قد بلغ بهم ڪل مبلغ ..
قال : وأعظم قصة نڪد في حياتي ..
أن مفتاح الغرفة نسيناه لدى موظف الاستقبال في الدور الأرضي ! فأغمي عليهم .
.
.
نعم فيهـآآآ عبر
الشاب - منا- يلهو ويلعب ، وينڪت ويرتڪب الحماقات ، في السنوات الخمس و العشرين من حياته ..
سنواتٍ هي أجمل سنين العمر .. فلا يشغلها بطاعة ولا بعقل
ثم.. يبدأ الجد في الخمس و العشرين الثانية .. تزوج .. ورزق بأولاد ..
واشتغل بطلب الرزق وانهمڪ في الحياة.. حتى بلغ الخمسين .
ثم في الخمس و العشرين الأخيرة من حياته – وأعمار أمتي بين الستين والسبعين وأقلهم من يجوز ذلك كما في الحديث -
بدأ النڪد .. تعتريه الأمراض .. والتنقل بين المستشفيات وإنفاق الأموال على العلاج ..
وهمِّ الأولاد .. فهذه طلقها زوجها .. وذلڪ بينه وبين إخوته مشاڪل ڪبيرة وخصومات بين الزوجات ،تحتاج تدخل هذا الأب ،
وتراڪمت عليه الديون التي تخبط فيها من أجل إسعاد أسرته ،
فلا هم الذين سعدوا ولا هو الذي ارتاح من هم الدَّين
حتى إذا جاء الموت .. تذڪر أن المفتاح .. مفتاح الجنة ..
ڪان قد نسيه في الخمس و العشرين الأولى من حياته..
فجاء إلى الله مفلساً.. " ربِ ارجعون .... "
ويتحسر ويعض على يديه " لو أن الله هداني لڪنت من المتقين "
ويصرخ " لو أن لي ڪرّهـ .. "
فيجاب ~> { بَلَى قَدْ جَاءتْڪ آيَاتِي فَڪَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَڪْبَرْتَ وَڪُنتَ مِنَ الْڪَافِرِينَ }