أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

{ على إربد } ... مظافة عـــروس الشـــمال عندما حاولت تسليط الضوء على إربد التاريخ والحضارة

عندما حاولت تسليط الضوء على إربد التاريخ والحضارة، بحثت في كتب عديدة وجميعها كانت تلقي الضوء على هذه المدينة المتميزة حقًا وجلّهم من كتّاب إربد المثقف



look/images/icons/i1.gif { على إربد } ... مظافة عـــروس الشـــمال
  15-06-2009 10:30 صباحاً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 29-05-2008
رقم العضوية : 8,411
المشاركات : 6,149
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
عندما حاولت تسليط الضوء على إربد التاريخ والحضارة، بحثت في كتب عديدة وجميعها كانت تلقي الضوء على هذه المدينة المتميزة حقًا وجلّهم من كتّاب إربد المثقفين.

ومن أكثر الكتب التي وجدت فيها تنوعًا واختزالاً وشمولية –حسب اجتهادي الشخصي المتواضع- هو كتاب "إربد المدينة تاريخ وحضارة وآثار" للدكتور محمد علي الصويركي (1)، لشموليته وتركيزه على الملاحق والمراجع المهمة لهذه المدينة الأردنية التي نجد لها تميزا حقيقيًا في تاريخنا وحضارتنا.

يبدأ الكتاب من جغرافيا المدينة، الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية، ويلفت الكاتب الانتباه أن إربد كانت تضم كلاً من جرش وعجلون والمفرق، وكل هذه المناطق انفصلت عنها فيما بعد.

في صفحة 53 يُوضح الكاتب سبب التسمية؛ فتشير بعض المراجع إلى إن إربد تحريف للكلمة الإغريقية (Arapilla) ورأي آخر يقول إن سبب التسمية من جذر كلمة (ربد) وغيّرها الإغريق إلى أرابيلا.

وفي معاجم اللغة العربية اشتقاق للجذر "ربد" أي: اللون الأسود المختلط باللون الأحمر. وتلقب أيضًا بعروس الشمال، وإربد الخرازات.

يبلغ عدد سكان إربد حتى عام 1999 (874200) ومساحتها (1621 كم2) وتحتل قراها معظم هذه المساحة المستغلة زراعيًا وبنائيًا ولا يخفى على المتابعين أهمية الموقع الجغرافي والمناخ الجوي، وهذا ما يميز هذه المدينة الجميلة مناخًا و تضاريسًا، حيث الجو المعتدل الذي يساعد على سير الحياة طوال العام وعدم الحاجة إلى الهجرة، بحثًا عن الماء والزراعة. فبالقرب منها يوجد نهرا الأردن واليرموك والعديد من السيول والأودية وهذا ما جعلها دومًا آهلة بالسكان لسهولة الحياة وتوفر وسائل العيش –الزراعة والماء- وقربها من المدن والعواصم القديمة والمناخ الحياتي المناسب صيفا وشتاءً.

وقد اهتم الرحالة بمدينة إربد. ويعتمد الكاتب على نقل بعض المعلومات التي سجلوها، وينقل عنهم تسجيلهم لحضارتها وعمرانها في تلك الفترات، ولعل العامل الأهم الذي شجع الرحالة على زيارتها هو الكثافة السكانية مقارنة بالمدن الأخرى، والآثار الموجودة في الكثير من مدنها سيما قلعة عجلون وآثار أم قيس وجرش (لفتنا الانتباه إلا أن هذه المناطق كانت تحت تنظيم واحد) ومن هؤلاء الرحالة الألماني شومخر والمؤرخ الروماني تاسيتوس، والرحالة السويسري المشهور يوهان بيركهارت "ولورنس أوليفانت" والرحالة الإنجليزية "ستيوارت أرسكين".

على الغلاف الأخير للكتاب وضع المؤلف خريطة لمدينة إربد تُظهر مركز المدينة والعدد الكبير من القرى المحيطة بها والتي تملأ مساحة المدينة مما يعطيها زخمًا سكانيًا جعلها من أهم المدن الأردنية بعد عمان، وفي صفحة 35 يورد الكاتب أسماء عشائر المدينة القاطنة في وسط المدينة من العشائر القديمة والعائلات من الأصل السوري والفلسطيني والكردي، والعشائر المسيحية وعشائر البارحة، وعشائر لواء قصبة إربد والأغوار الشمالية والقرى المتبقية، التي يزيد عددها على ألف عشيرة .

وهذا التكوين المختلط ساعد على التجانس والتبادل بين سكان إربد مما جعلها مجتمعا زراعيا ومدنيا يحوي طبقات مختلفة من السكان تبادلت خبرات عديدة عبر السكان الأصليين أو القادمين لها من التركمان والفلسطينيين والشوام، لذا نلحظ أن إربد تحوي عادات وتقاليد ولهجات عديدة.

امتازت المدينة بالحياة الاجتماعية والتعليمية المزدهرة؛ فالكتاب يُورد عدد المدارس التي وصلت حتى عام 2001م إلى 250 مدرسة وعدد الجامعات إلى ثلاث جامعات وعدد المكتبات 63 وأربعة عشر مستشفى، وثلاثة عشر مركزًا شبابيًا و 141 جمعية و 62 ناديًا ثقافيًا واجتماعيًا.

وإربد أول مدينة أردنية يوجد على أراضيها جامعتان حكوميتان مما ساعد في ارتفاع نسبة التعليم الجامعي بين سكانها، والذين لم يكتفوا فقط بالانتساب للجامعتين بل من لم يحالفه الحظ تابع دراسته في العواصم العربية والغربية، سيما بغداد ودمشق والقاهرة وموسكو ونسبة التعليم الجامعي مرتفعة جدا بين سكانها .

هذا التنوع السكاني والموقع الجغرافي والتواجد الحضاري جعل من إربد حاضرة مؤثرة جغرافيًا وسكانيًا طوال التاريخ. فقد أشارت بعض الحفريات الأثرية إلى أن بقايا مدينة إربد القديمة تعود إلى العصرين البرونزي والحديدي سنة (3000) قبل الميلاد، واحتلها الأشوريون عام (745) ق م، وظهرت أهميتها في العصر الهلنستي حيث أعيد بناء المدينة وأطلق عليها اسم أرابيلا، وخضعت أيضا لحكم الرومان سنة 64 ق م.وبعد معركة اليرموك عام 636 م خضعت للحكم الإسلامي.

وظهرت أهمية إربد في التاريخ الإسلامي سيما في العصر الأيوبي والمملوكي والعثماني. ومرت إربد قبل الثورة العربية الكبرى بأحداث مهمة، فعندما خضعت بلاد الشام للحكم المصري خرجت من إربد وعجلون ثورة ضد الحكم المصري في عام 1839وقاوم سكانها غزوات القبائل البدوية، وقاوموا السفر برلك العثماني"التجنيد الإجباري" ، وكان لسكانها ورجالها مشاركة كبيرة في الثورة العربية الكبرى.

ومنذ تأسيس الإمارة كانت إربد مدينة الأحرار وخرج منها زعماء وطنيون كثر، كان لهم دور كبير في مقاومة الانتداب البريطاني والدفاع عن القضية الفلسطينية والمشاركة في الحكومات بعد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية.

فمنذ عام 1923 كان لإربد حاكم إداري، وتعد بلدية إربد أول بلدية تشكلت في شرقي الأردن حيث تأسست عام 1883م في العهد العثماني، وشارك أهلها بالوزارات والمؤسسات الأردنية، كما يبين ملحق صفحة 148 منذ عام 1921 عندما تم تعيين علي خلقي بك الشرايري مشاورًا للأمن والانضباط وناظرًا للمعارف، وتبعه فوزي باشا الملقي رئيسا للوزراء والدفاع 1953، وشفيق رشيدات وزيرًا للمواصلات والتربية والتعليم، ووصفي التل رئيسا للوزراء وصلاح أبو زيد للثقافة والإعلام وغيرهم كما يظهر في الملحق.

ويستعرض الكتاب شهادات لإربد من ذاكرة أبنائها،ومن ثم يقدم قراءة لأهم المعالم الأثرية والعمرانية والتراثية والتعليمية والدينية مثل تل إربد وسورها القديم والمسجدين الغربي والكبير. ومدرسة إربد التجهيزية التي بنيت في العهد العثماني عام 1900م، وبعض الدور والمنازل لأهم رجالها وعلى رأسهم شاعر الأردن عرار، وبعض الملامح الصناعية والاقتصادية المبكرة.



منقــــــولــــــ



الساعة الآن 04:36 PM