إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فوزه بالانتخابات الرئاسية الجديدة واحتجاجات منافسه مير حسن موسوى على ما اعتبر مخالفات، استدعى ردود أفعال متباينة بالغرب تطرق بعضها إلى البرنامج النووي لطهران.
البيت الأبيض أصدر بيانا مقتضبا قال فيه إن واشنطن "معجبة مثل بقية العالم" بالجدل المحتدم والحماس الذي ولدته هذه الانتخابات خصوصا بين الشباب الإيراني، مضيفا أنها "ستواصل متابعة الوضع برمته عن كثب بما في ذلك التقارير التي تفيد بوقوع مخالفات".
جاء ذلك بعد قول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الكندي لورانس كانون إن بلادها راقبت عن كثب "الحماس والجدل والحوار المحتدم في الفترة التي سبقت الانتخابات". وأضافت أنها "مثل بقية العالم أيضا تريد أن ترى الشعب الإيراني وهو يتخذ قراره بنفسه".
ولم يشر بيان البيت الأبيض أو الوزيرة كلينتون إلى أحمدي نجاد أو منافسه موسوي بالاسم ولا لإعلان الرئيس الإيراني فوزه بولاية ثانية.
لكن الوزير الكندي كان أكثر وضوحا في الإشارة إلى ما اعتبر أنه انتهاكات ارتكبت لصالح الرئيس نجاد. وقال إن "كندا تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير تتعلق بمخالفات انتخابية في الانتخابات الإيرانية، وإزاء تقارير عن قيام قوات الأمن بأعمال ترهيب في مكاتب مرشحي المعارضة".
كلينتون تريد أن ترى الشعب الإيراني وهو يتخذ قراره بنفسه (الفرنسية)
ودعا كانون السلطات الإيرانية إلى إجراء فرز "عادل وشفاف" للأصوات، موضحا أن موظفي السفارة الكندية بطهران يراقبون الموقف عن كثب.
بموازاة ذلك أعلنت جمهورية التشيك التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بيان أنها تشعر بقلق بشأن العنف الذي اندلع بعد إعلان النتائج الرسمية لكنها قالت إنها تأمل استئناف الحوار حول برنامج طهران النووي.
وقال البيان إن "الرئاسة تتوقع أن تضطلع الحكومة الجديدة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي وتحترم تعهداتها الدولية".
وزارة الخارجية الفرنسية قالت من جهتها إنها أخذت علما بنتائج الانتخابات الإيرانية وفوز الرئيس نجاد بولاية ثانية، مشيرة إلى أنها "تتابع الوضع عن كثب".
بموازاة ذلك قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الدوما الروسي كوستانتين كوساتشيف إنه يأمل من الرئيس أحمدي نجاد أن يبدي قدرا من الحكمة والتفهم تجاه المجتمع الدولي "إذا لم يكن فوزه موضع جدل".
ليبرمان حث المجتمع الدولي على منع طهران من امتلاك قدرات نووية (ألفرنسية)
مواقف إسرائيلية
وفي المقابل حث وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان المجتمع الدولي على منع طهران من امتلاك قدرات نووية بعد إعادة انتخاب نجاد.
وأضاف في بيان أنه لا تعنيه كنية الفائز في الانتخابات لأن "المشكلة التي تمثلها طهران أمام المجتمع الدولي لا تنبثق عن أشخاص بل عن سياسات".
وكان نائبه داني أيالون قد قال في وقت سابق إنه إذا كان هناك في السابق "أمل بحدوث تغيير في إيران فإن اختيار أحمدي نجاد مجددا يعبر أكثر من أي شيء آخر عن التهديد الإيراني المتنامي".
مريم رجوي
ومن جانبها قالت رئيسة الجناح السياسي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مريم رجوي في بيان من باريس، إنها ترى أن عودة أحمدي نجاد إلى "رئاسة الملالي ستؤدي إلى زيادة مفاجئة في قمع المعارضين وعمليات تطهير داخلية واسعة وعمليات جراحية في قلب النظام".