شجرة بلوط ،عمرها الدهر، تتربع في ذاكرتنا ، تتجذّّر في ضمائرنا ،
ترويدة نشمية ، تردد صداها من حضن اليرموك ،
إلى ذرى شيحان ، سحابة حبلى ، دهمت بليل تشريني سهول حوران ،
وأطراف مأدبا ، دمعة حرّى ، ترقرقت من مغاني بني كنانة ،
فسالت على خد الطفيلة ، صوت أسطوري لا نقدر على سماعه
، مثلما نعجز عن الإجابة ، نغم فيروزيّ ناعم ، يشنف آذاننا ،
نردد معه ....
أردن أهل العزم أغنية الصبا .... نبت السيوف وحد سيفك ما نبا
حدثني والدي عنك ، عن عزمك ومهابتك ، عن بأسك وحنوك ،
عن بدلة ( الكاكي ) وعن الكوفية الاربدية ، عن العيون القاسية بالحق ، المشبعة بالحب ،
عن ( لا) التي كنت تدهمهم بها .
حدثني : عن ذاك الشارب الاكث ، الذي لا يهتز الا لمجد ،
ولا يحلف به الا بوفاء ، . قال والدي : لا يمكن أن يجود الأردن بأمثاله ،
لقد حاول غيره ، ومهما قيل عن هزاع المجالي ، ومهما حاول أحمد عبيدات ،
فقد فاقهم وصفي في محبته وتفوق عليهم بانتمائه ،
وبزهم يوم السبق ، يوم حمحمة الخيل للغارة .